للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما قتل اللَّه عز وجل كسرى بن أبرويز بن هرمز [بن أنوشروان] وتمزيق ملك فارس بدعاء المصطفى صلّى اللَّه عليه وسلم

فخرج البخاري من حديث ابن شهاب، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود أن عبد اللَّه بن عباس أخبره أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعث بكتابه رجلا [ (١) ] وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى [ (٢) ] ، فلما قرأه مزقه، فحسبت أن ابن المسيب قال: فدعا عليهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق.

وخرّج البخاري ومسلم من حديث عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: هلك كسرى ثم لا يكون كسرى بعده، وقيصر ليهلكن، ثم لا يكون قيصر بعده، ولتقسمن كنوزهما في سبيل اللَّه [ (٣) ] .


[ (١) ] هو عبد اللَّه بن حذافة السهمي.
[ (٢) ] كسرى: هو أبرويز بن هرمز بن أنوشروان، وهم من قال هو أنوشروان. وأخرجه أيضا في كتاب الجهاد والسير، باب (١٠١) دعوة اليهود والنصارى، وعلى ما يقاتلون عليه؟ وما كتب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلي كسرى وقيصر، والدعوة قبل القتال، حديث رقم (٢٩٣٩) ، وفيه الدعاء إلى الإسلام بالكلام والكتابة، وأن الكتابة تقوم مقام النطق، وفيه إرشاد المسلم إلى الكافر، وأن العادة جرت بين الملوك بترك قتل الرسل، ولهذا مزق كسرى الكتاب، ولم يتعرض للرسول.
وأخرجه في كتاب المغازي، باب (٨٣) كتاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى كسرى وقصير، حديث رقم (٤٤٢٤) . وكسرى بفتح الكاف وبكسرها، لقب كل من تملك الفرس، ومعناه بالعربية المظفري.
وأخرجه الإمام أحمد في (المسند) : ١/ ٤٠٣، حديث رقم (٢١٨٥) ، من مسند عبد اللَّه ابن عباس رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه.
[ (٣) ] (فتح الباري) : ٦/ ٧٧٦، كتاب المناقب، باب (٢٥) علامات النبوة في الإسلام، حديث رقم (٣٦١٨) ، (٣٦١٩) ، وسبب الحديث
أن قريشا كانوا يأتون الشام والعراق تجارا، فلما أسلموا