للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محلة آل حاتم، فسبوا حتى ملئوا أيديهم من السّبي والنعم والشاء. وهدم عليّ رضي اللَّه عنه الفلس صنم طيِّئ وخرّب، ثم عاد. وكانت رايته سوداء، ولواؤه أبيض، ويحمل الراية سهل بن حنيف، واللواء جبّار بن صخر السّلمي، ودليله حريث من بني أسد. وكان فيمن سبي سفّانة بنت حاتم الجواد بن عبد اللَّه بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن نثل بن جرول بن عمرو بن الغوث بن طيِّئ، ومن [ (١) ] أسر أسلم، ووجد في بيت الفلس ثلاثة أسياف:

رسوب والمخذم [ (٢) ] واليماني وثلاثة أدراع. واستعمل على السبي أبا قتادة، وعلى الماشية والرّثّة [ (٣) ] عبد اللَّه بن عتيك. وقسم السبي والغنائم إلا آل حاتم فإنه قدم بهم المدينة، وبالخمس مما غنموا، وبالأسياف الثلاثة صفيّا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.

[خبر سفانة بنت حاتم الطائي]

فنزلت [سفّانة بنت حاتم] [ (٤) ] أخت عدي بدار رملة بنت الحارث. وكان عديّ بن حاتم قد فرّ- لما سمع بحركة عليّ رضي اللَّه عنه- إلى الشام،

فكانت أخت عدي إذا مرّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم تقول: يا رسول اللَّه! صلى اللَّه عليك وسلّم! هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علينا منّ اللَّه عليك! فيسألها: من وافدك؟ فتقول: عدي ابن حاتم! فيقول: الفارّ من اللَّه ورسوله؟! حتى يئست. فلما كان اليوم الرابع مرّ [ (٥) ] ، فأشار إليها عليّ رضي اللَّه عنه: قومي فكلميه؟ فكلمته فخلى عنها ووصلها

أخاها عدي بن حاتم- وقد لحق بالشأم- فحسنت له أن يأتي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقدم المدينة وأسلم، وله في إسلامه قصة.

[موت النجاشي]

وفي رجب سنة تسع نعي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم النجاشيّ للمسلمين، وصلى عليه بمن معه في اليوم الّذي مات فيه، على بعد ما بين الحجاز وأرض الحبشة، فكان ذلك علما [ (٦) ] من أعلام النبوة كبيرا [ (٦) ] .


[ (١) ] في (خ) «وممن» .
[ (٢) ] في (خ) «والمحرم» .
[ (٣) ] الرثة: المتاع، وهي في (خ) «والورثة» .
[ (٤) ] زيادة للإيضاح من (ط) .
[ (٥) ] في (خ) «مر يتكلم» .
[ (٦) ] في (خ) «علم» ، «كبير» .