للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد عرفتم أن ميركم من اليمامة، وأنتم واللَّه لا يأتيكم ثمرة ولا برة حتى تؤمنوا بمحمد صلّى اللَّه عليه وسلّم وتصدقوه، فجس عنهم ميرة اليمامة فبعثوا أبا سفيان إلي النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فساءله أن يبعث إلي ثمامة بأمره أن يخلي بينهم وبين الميرة ففعل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.

[وخرج البخاري من حديث الليث]

قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد: أنه سمع أبا هريرة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- يقول: بعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: أطلقوا ثمامة، فانطلق إلي نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأشهد أن محمدا رسول اللَّه. ذكره في الصلاة [ (١) ] في باب الأسير يربط في المسجد، وخرجه في المغازي [ (٢) ] .


[ (١) ] (فتح الباري) : ١/ ٨٣١، كتاب الصلاة، باب (٧٦) الاغتسال إذا أسلم وربط الأيسر أيضا في المسجد، حديث رقم (٤٦٢) ، وأخرجه في باب (٨٢) دخول المشرك المسجد، حديث رقم (٤٦٩) . وفي دخول المشرك المسجد مذاهب: فعن الحنفية الجواز مطلقا، وعن المالكية والمزني المنع مطلقا، وعن الشافعية التفصيل بين المسجد الحرام وغيرة للآية. وقيل: يؤذن للكتابي خاصة، وحديث الباب يرد عليه فإن ثمامة ليس من أهل الكتاب. (فتح الباري) .
وأخرجه في كتاب الخصومات، باب (٧) التوثق ممن تخشى معرته، وقيد ابن عباس عكرمة على تعلم القرآن والسنن والفرائض، حديث رقم (٢٤٢٢) ، وباب (٨) الربط والحبس في الحرم، واشترى نافع بن عبد الحارث دارا للمسجد بمكة من صفوان بن أمية، حديث رقم (٢٤٢٣) .
[ (٢) ] (فتح الباري) : ٨/ ١٠٩، كتاب المغازي باب (٧١) وفد بني حنيفة، وحديث ثمامة بن أثال، حديث رقم (٤٣٧٢) . وفي قصة ثمامة من الفوائد ربط الكافر في المسجد والمن علي الأسير الكافر، وتعظيم أمر العفو عن المسيء لأن ثمامة بغضه انقلب حبا في ساعة واحدة لما أسداه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من العفو والمن بغير مقابل.