للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[صفة سعيه بين الصفا والمروة]

ثم خرج إلى الصفا من باب بني مخزوم، وقال: أبدأ بما بدأ اللَّه به. وسعى على راحلته، لأنه قدم وهو شاك وقيل: سعى على بغلته، والمعروف على راحلته.

فصعد على الصّفا فكبّر سبع تكبيرات وقال: لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، صدق اللَّه وعده، ونصره عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم دعا بين ذلك. ونزل إلى المروة، فلما انصبت قدماه في الوادي رمل. وقال في المشي. أيها الناس! إن اللَّه كتب عليكم السعي فاسعوا، وسعى حتى انكشف إزاره عن فخذه. وقال في الوادي: ربّ اغفر وارحم، ثم أنت الأعزّ الأكرم، فلما انتهى إلى المروة فعل عليها مثل ما فعل على الصفا، فبدأ بالصفا وختم بالمروة.

[فسخ حج من لم يسق الهدي إلى عمره]

وأمر من لم يسق الهدي أن يفسخ حجه إلى عمرة، ويتحلل حلا تاما، ثم يهلّ بالحجّ [ (١) ] وقت خروجه إلى منى، وقال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولجعلتها عمرة. وقدم عليّ من اليمن، فقال له: بم أهللت؟ قال:

بإهلال كإهلال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. فقال: إني سقت الهدي وقرنت [ (٢) ] . هكذا روي أبو داود بسند صحيح [ (٣) ] .

نزول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بالأبطح

وكان قد اضطرب [ (٤) ] بالأبطح، فقالت أم هانئ: يا رسول اللَّه، ألا ننزل في بيوت مكة؟ فأبي، ولم ينزل بالأبطح حتى خرج يوم التروية [ (٥) ] ، ثم رجع من


[ (١) ] الإهلال لغة: أن يرفع المعتمر بالبيت الحرام صوته بالتلبية، ثم قالوا: أهل المحرم بحجة أو بعمرة: أحرم بها.
[ (٢) ] القران بين الحج والعمرة: ان يجمع بينهما بنية واحدة وتلبية واحدة، وإحرام واحد، وطواف واحد، وسعي واحد، فيقول: «لبيك بحجة وعمرة» وذلك الفعل هو القران: أي الجمع بين الحج والعمرة.
[ (٣) ] (سنن أبي داود) ج ٢ ص ٣٩٩ حديث رقم ١٨٠٧، ١٨٠٨ [باب ٢٥ الرجل يهل بالحج ثم يجعلها عمرة] .
[ (٤) ] اضطرب بناء أو خيمة: إذا أقامه على أوتاد مضروبة في الأرض.
[ (٥) ] يوم التروية. اليوم الثامن من ذي الحجة.