للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم- يصلون معه. وكان صلّى اللَّه عليه وسلّم يخرج إلى الكعبة أول النهار فيصلي صلاة الضحى، وكانت صلاة لا تنكرها [ (١) ] قريش. وكان إذا صلى في سائر اليوم بعد ذلك قعد علي أو زيد رضي اللَّه عنهما يرصدانه.

وكان صلّى اللَّه عليه وسلّم وأصحابه إذا جاء وقت العصر تفرقوا في الشعاب فرادى ومثنى، وكانوا يصلون الضحى والعصر، ثم نزلت الصلوات الخمس، وكانت الصلاة ركعتين ركعتين قبل الهجرة.

فلم يحتج عليّ رضي اللَّه عنه أن يدعى، ولا كان مشركا حتى يوحّد فيقال أسلم، بل كان- عند ما أوحى اللَّه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم- عمره ثماني سنين، وقيل: سبع سنين، وقيل: إحدى عشر سنة. وكان مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في منزله بين أهله كأحد أولاده يتبعه في جميع أحواله. وكان أبو بكر رضي اللَّه عنه أول من أسلم ممن له أهليّة الذبّ عن رسول اللَّه والحماية والمناصرة.

هذا هو التحقيق في المسألة لمن أنصف وترك الهوى من الفريقين، وقد قال عمر مولى غفرة [ (٢) ] : سئل محمد بن كعب [القرظي] [ (٣) ] عن أول من أسلم، على بن أبي طالب أو أبو بكر؟ فقال: سبحان اللَّه! عليّ أولهما إسلاما، وإنما اشتبه على الناس لأن عليا أول ما أسلم كان يخفي إسلامه من أبي طالب، وأسلم أبو بكر فأظهر إسلامه، فكان أبو بكر أول من أظهر إسلامه، وكان علي أولهما إسلاما، فاشتبه على الناس- وكذلك أسلمت خديجة وزيد بن حارثة [ (٤) ] .

[إسلام ورقة بن نوفل]

ثم أسلم القسّ ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وصدّق بما وجد من الوحي، وتمنى أن لو كان جذعا [ (٥) ] ، وذلك أول ما نزل الوحي.


[ (١) ] في (خ) لا ينكرها.
[ (٢) ] في (تهذيب التهذيب) : عمر بن عبد اللَّه المدني مولى غفرة ج ٧ ص ٤٧١ ترجمة رقم ٧٨٣، وفي (خ) «عفرة» .
[ (٣) ] محمد بن كعب بن سليم بن أسد القرظي، زيادة من (تهذيب التهذيب) ج ٩ ص ٤٢٠ ترجمة رقم ٦٨٩.
[ (٤) ] راجع (الروض الأنف) ج ١ ص ٢٨٤، ٢٨٥ باب أول من أسلم، ونشأة علي بن أبي طالب.
[ (٥) ] الجذع من الرجال: الشاب الحدث. (المعجم الوسيط) ج ١ ص ١١٣.