للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب ١٠٩: أبوابُ اللَّبنِ

بسم الله الرحمن الرحيم

قال أبو عبيد: سمعتُ الأصمعيَّ يقول: أولُ اللَّبنٍ اللَّبَأُ مهموز مقصور، ثمَّ الذي يليه المُفْصِح. يُقال. أفْصَح اللبن: إذا ذهبَ اللَّبأُ عنه، تُمَّ الذي ينصرفُ به عن الضرع حاراً هو الصَّريف، فإذا سكنَتْ رغوته فهو الصَّريح، وأمَّا المَحْضُ فهو ما لم يُخالطْه ماءٌ، حُلواً كانَ أو حامضاً، فإذا ذهبت عنه حلاوةُ الحلَب، ولم يتغيَّرْ طعمُه فهو سَامِط، فإذا أخذ شيئاً من الرِّيح فهو خَامِط، فإذا أخذ شيئاً من طعْمٍ فهو مُمَحَّل، فإذا كان فيه طعمُ الحلاوة فهو قُوهَةٌ. قال: والأُمْهُجان١. الرَّقيق ما لم يتغيّر طعمه. الفراء: العَكيُّ بتشديد الياء هو المَحْض. الأصمعيُّ: فإذا حَذا اللسان فهو قَارِص، فإذا خَثُر فهو الرَّائب، وقد رابَ يَرُوب، فلا يزالُ ذلك اسمَه حتى يُنْزَعَ زُبْدُه، واسمُه على حاله بمنزلة العُشَراء من الإبل، وهي الحامل تمَّ تضع، وهو أسمُها، وأنشد الأصمعيّ٢:

٢٠٤- سقاكِ أبو ماعزٍ رائباً

ومَنْ لكِ بالرَّائبِ الخَاثر

أيْ. رقيقاً من الرائب، ومَنْ لك بالخَاثِر الذي لم يُنزع زُبده؟ يقول: إنما سقاك الممخوض، وكيفَ لك بالذي لم يُمخض؟


١ المخصص ٥/٤١.
٢ البيت في التهذيب ٥ ا/٢٥٠، والمخصص ٥/٤٢، واللسان والصحاح: روب. والأفعال ٣/٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>