للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصفحة الأخيرة

[دعوة مؤسسات لا دعوة أفراد]

د. مالك إبراهيم الأحمد

ما زال الكثير من التجمعات الإسلامية يعيش عقلية سنوات خلت، حيث كانت

الصحوة الإسلامية في مراحل نمرها الأولى تمشي متعثرة وتحاول النهوض بعد كل

كبوة. أما الآن، وقد أصبحت ملء العالم وأصبحت الخطر الأوحد أمام الأنظمة

الغربية بعد سقوط الشيوعية في المعسكر الشرقي فإنه لا بد من مواجهة أساليب

العمل الدعوي في وقتنا الراهن.

إن مما يؤسف له أن الكثير من التجمعات الإسلامية ما زالت محكومة بعقلية

الفرد، وما زالت تعيش مركزية وفردية القرار في حين أن العقبات أمامها تكبر،

والتحديات تزداد، والمحن تتوالى والأزمات تتفاعل.

إن أسلوب العمل من خلال أفراد في مواقع العمل المختلفة ما زال يجر عليها

الكثير من المصاعب والمصائب، وإن الأسلوب الأمثل - في نظري - لمنهج

التصدي للأزمات من جهة، وتطوير وسائل الدعوة بين الناس واستثمار معطياتها

للمستقبل؛ يكمن في أسلوب المؤسسات. أي أن يكون لدى كل تجمع إسلامي

مؤسساته الخاصة به لتطوير العمل وتنظيمه. وتكون هذه المؤسسات واضحة

المعالم والصلاحية والاختصاص، فهذه مؤسسة متخصصة بالدعوة العامة ووسائلها

وأساليبها، وهذه مخصصة للصحف والمجلات والكتب والنشرات، وتلك

متخصصة برصد ما ينشر عن الإسلام ويسبر أغوار الإعلام العالمي المناهض

للدعوة الإسلامية، وهذه مؤسسة مهمتها البحوث الشرعية التي تدعو حاجة المسلمين

إليها، ومؤسسات أخرى تربوية وإدارية وغير ذلك مما لا مكان لاستقصائه هنا.

وبذلك نحقق غايات أساسية كثيرة مثل: تحريك كثير من الطاقات المعطلة

وتوجيهها في الاتجاه الصحيح، وضمان استمرار هذه الجهود وعدم وأدها بوفاة

شخص، وانتفاع المسلمين الدائم منها باعتبارها جهات تعمل على خير الجميع

وليست مشروعات فردية مرتبطة بشخصية من أسسها.