للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مصطلحات

الدعوة والدعاية:

الدعوة: اصطلاحاً تعني: الترغيب في دين الله ونداء الناس للدخول فيه

وتعريفهم بمناهجه بالحكمة والموعظة الحسنة وهى - أي الدعوة - برنامج متكامل

يضم جميع المعارف التي يحتاج إليها الناس ليعرفوا الغاية من محياهم وليستكشفوا

الطريق التي تبصرهم بصراط الله المستقيم.

الدعاية: اصطلاحاً تعني: عملية منظمة متعددة الوسائل والأساليب تقوم بها

سلطة من السلطات باستمرار بهدف التأثير بها على المدعوين. وتحقق أهدافها

كسلطة، أو تحافظ على مكتسباتها وتديم استغلالها أو سيطرتها بالطرق النفسية التي

تستعبد بها نفوس المدعوين، وتخضعهم أكثر فأكثر لسلطان نفوذها. ومن أهم

قواعد الدعاية الحديثة: (التبسيط، وتركيز الاهتمام على العدو الواحد) ،

و (التضخيم والتعريف) ، و (توزيع الأدوار) ، و (تحويل المشاعر) ، و (نقض مزاعم

وخطط العدو والتكرار..) .

إذن فالدعاية هي نشر الأفكار ووجهات النظر والمواقف المرغوب في تبنيها

من الآخرين. والدعاية - كالإعلان - تستخدم أحدث وسائل الإعلام، والاتصال

بالناس من صحافة وإذاعة وتلفاز وخيالة " سينما " ومنشورات ومسرح، كما

تستخدم أحدث فنون الإيحاء الذاتي المبنية على اكتشافات علم النفس الفردي

والاجتماعي.

وعلى الرغم من فائدة الدعاية بصورة عامة فإن فيها عدة أخطار كامنة؛ لأنها

تميل إلى تبسيط الأمور وإبراز المزايا وإخفاء العيوب والأخطاء مما قد يقتل أية

قدرة على النقد، وعلى الحكم الموضوعي المتعقل.

ومن الأخطار الكامنة في الدعاية: خطر وقوع وسائل الاعلام والدعاية تحت

سيطرة فئة محدودة من موظفي الدولة أو كبار الرأسماليين، ولعل أخطر أنواع

الدعاية هي: الدعاية الخفية التي يصعب اكتشافها، وبالتالي تحقق أهدافها بفعالية

وعمق تحت ستار من الموضوعية المزيفة، وتنتشر الدعاية (ويتحسن سوقها) في

أوقات الأزمات والحروب، ولعل أهم الفروق بين الدعوة والدعاية اعتماد الأولى

على الحقائق وإيصالها بأساليب نظيفة بهدف خدمة الدين. والثانية تمزج الحقيقة

بغيرها وتوصل رسالتها بكافة الوسائل والأساليب من أجل خدمة مالكي أجهزة

الدعاية.

فيدرالية (Federalism) :

نظام سياسي يفترض تنازل عدد من الدول أو القوميات الصغيرة - في أغلب

الأحيان - عن بعض صلاحياتها، وامتيازاتها واستقلاليتها لمصلحة سلطة عليا

موحدة تمثلها على الساحة الدولية وتكون مرجعها الأخير في كل ما يتعلق بالسيادة

والأمن والقومي والدفاع والسياسة الخارجية.

فالفيدرالية إذن تتعلق بالنظام السياسي والتنظيم الإداري وبتقسيم صلاحيات

السلطات الحاكمة وتنظيم العلاقات فيما بينها وتأمين انسجامها لتمنع تغلب طرف

على الطرف الآخر فتحصر قرارات الدولة الفيدرالية المركزية بالقمة، وتترك

الأمور المحلية للسلطات الإقليمية، والسلطات المحلية بدورها لا تخرج عن نطاق

صلاحياتها، فهي لا تشرع للقضايا التي تتعلق بالدولة المركزية، رغم أنها تشارك

في قضايا المؤسسات التي تعالج الأمور القومية وتنظيم هذه المؤسسات وتوزع

الصلاحيات بشكل يؤمن استقلالية الوحدات المكونة للسلطة الفيدرالية ويضمن لها

المشاركة الفعالة في القرارات المركزية والمصيرية.

والفيدرالية على أنواع ودرجات متفاوتة في الأشكال والصيغ التطبيقية؛ إذ

تتراوح ما بين وحدة مطلقة أو الاتحاد بين مجموعة متمايزة تماماً. ومن أهم أمثلة

الفيدرالية: الولايات المتحدة، الاتحاد السوفييتي (سابقاً) ، الهند، سويسرا،

أستراليا، البرازيل. والجدير بالذكر أن بعضاً من الاتحادات الفيدرالية (بدأت

حياتها) كاتحاد كونفدرالي.

كونفيدرالية (Confederation) :

الكونفيدرالية شكل من التنظيم الاتحادي بين دول تعهد بممارسة بعض

صلاحياتها إلى سلطة مركزية مشتركة مع إبقائها على حكومتها المتميزة، وتتألف

السلطة المركزية أساساً من هيئة تنسيق ملزمة باتخاذ قراراتها كافة - أو معظم

قراراتها على الأقل - بإجماع الدول الأعضاء في الكونفيدرالية، وذلك بخلاف ما

يحصل في الفيدرالية حيث تُتخذ القرارات بأكثرية الأصوات فقط، وغالباً ما تتحول

الكونفيدرالية - ولا سيما في إطار الدول القومية - إلى فيدرالية، وهذا ما حصل

في سويسرا على سبيل المثال حيث لم يبق من الكونفيدرالية سوى الاسم، وكما هو

واضح فإن النظام الكونفيدرالي أكثر مركزية وسلطوية من النظام الفيدرالي.

ومن نماذجها المطبقة في العالم:

- الكونفيدرالية الأوربية للنقابات (C. E. S.) .

- الكونفيدرالية العالمية للعمل (C. M. T.) .

الحكم الذاتي (Autonomy) : [*]

هو حق دولة أو منطقة أو مقاطعة من دولة في إدارة شؤونها الداخلية بكل

حرية، دون الخضوع لتوجيهات خارجية. ويعتبر الحكم الذاتي الخطوة الأولى

والطبيعية نحو الاستقلال الكامل. وقد أثبتت التجارب التاريخية ذلك، وينتقل الحكم

الذاتي إلى مرحلة الاستقلال عندما تأخذ الدولة بزمام الشؤون الخارجية والدفاعية من

الدولة المهيمنة أو المنتدبة أو المحتلة..، وتستخدم الدول المحتلة عادة نظام الحكم

الذاتي لتأجيل إعطاء الاستقلال للمناطق المحتلة مدعية أنها: (مرحلة أساسية

وضرورية ويجب أن تمر بها المستعمرة؛ لتهيئة أبنائها وتمكينهم والتثبت من

إمكانيتهم إدارة شؤون البلاد بشكل نهائي ومستقل) .

وأمثلة الولايات أو الدول التي تتمتع بحكم ذاتي ضمن هيمنة دولية أوسع

كثيرة. فمثلاً في روسيا ست دول إسلامية تتمتع بحكم ذاتي تحت الغطاء الروسي.

وفي آذربيجان كانت مقاطعة (ناغورنو قره باغ) ذات الغالبية الأرمنية تتمتع بالحكم

الذاتي من الدولة الآذرية ذات الغالبية الإسلامية ... والمناطق التي تطالب بحكم

ذاتي في العالم كثيرة جداً.


(*) انظر: (موسوعة السياسة) ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الطبعة الثانية، بيروت، ١٩٨٦م.