للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملف العدد

المسلمون في الهند

[دخول الإسلام إلى القارة الهندية]

محمود السيد الدغيم

تعتبر شبه القارة الهندية واحدة من بقاع العالم التي استوطنها البشر منذ أقدم

العصور، فما من مؤرخ متوسع بالتاريخ إلا ويذكر الهند، وكذلك كُتاب طبقات

الأمم يَفُتهم ذكر الهند، وقد ذكر صاعد الأندلسي (٤٢٠-٤٦٢هـ/١٠٢٩-١٠٧٠م)

الأمم الثماني التي عُنيت بالعلم فقال: (أما الأمة الأولى - وهم الهند - فأمة كثيرة

العدد عظيمة القدر، فخمة الممالك، قد اعترف لها بالحكمة، وأقرَّ لها بالتدبير في

فنون المعرفة جميع الملوك السالفة، والقرون الخالية (..) ولملوكهم السِّيَر الفاضلة، والملكات المحمودة، والسياسات الكاملة، وأما العلم الإلهي: فمنهم براهمة،

ومنهم صابئة. فأما البراهمة: فهي فرقة قليلة العدد فيهم شريفة النسب عندهم،

فمنهم من يقول بحدوث العالم، ومنهم من يقول بأزليته، إلا أنهم مجمعون على

إبطال النبوات، وتحريم ذبح الحيوان، والمنع من إهلاكه وأكل أقواته. والصابئة

وهم جمهور الهند ومعظمها - فإنها تقول بأزلية العالم، الخ [١] .

الطبقات الاجتماعية في الهند:

بعدما انتصر الآريون على سكان الهند امتزجوا بسكانها وفرضوا تقسيم

المجتمع في الهند إلى أربع طبقات اجتماعية ومذهبية حددها (منو مهارشي) في

شروح الكتب الهندوسية المقدسة، وهي:

١ - البراهمة (Brahman) : وهم طبقة الكهنة، ومهمتهم درس أسفار (الفيدا!) المقدسة، وتدريسها وتلاوتها، وتقريب القرابين وإدارة الشؤون المالية. ...

وهم فئة متسلطة وتعتبر مقدسة لا تُسأل عما تفعل، ولو اقترفت جميع الجرائم بما ...

فيها القتل؛ لأنها الطبقة العليا في المجتمع. ويعيش البراهمة على ما يجبونه من

الهدايا والقرابين والضرائب. وللبرهمي حق في كل شيء بسبب النسب.

٢- الأكشتري (Kshatrea) : وهي طبقة المحاربين، ومهمتها حماية ...

البلاد والعباد، ويجب عليها الابتعاد عن الشهوات. ويعد البرهمي أباً للأكشتري

وإن كان البرهمي أصغر سناً من الأكشتري.

٣- الفيشية (Vaishya) : وهي طبقة الفلاحين، والتجار، ومهمتها تأمين

مستلزمات العيش للكهنة والمحاربين، ويحق لهم أخذ الربا، وعليهم تقديم الضرائب

للطبقتين السابقتين.

٤ - الشودرا (Shudra) : (المنبوذون) وهي الطبقة السفلى التي لم تعترف لها الهندوسية بأية حقوق، وفرضت عليها واجبات تقديم الخدمات للطبقات ... الأخرى التي تستغل (الشودرا) وتجبرها على تنفيذ أسفل الخدمات، وسبب انحطاطهم - حسب الزعم الهندوسي -عدم جريان الدم الآري في عروقهم مطلقاً؛ لأنهم من سكان الهند الأصليين الذين لم يختلطوا بالآريين، وهم خطر على الدم الآري يجب الابتعاد عنه؛ لذا يُمنع الزواج بين المنبوذين وبقية الطبقات لأن المنبوذ نجس يجب اجتنابه! .

إن من يتصفح الكتب الهندوسية التي يطلق عليها اسم (شريعة منو مهارشي) ...

- يجد صورة المأساة الإنسانية في تلك النِّحلة الفاسدة التي ورد في نصوصها ما يلي:

(يجب على (الشودري: المنبوذ) أن ينفذ أوامر البراهمة تنفيذاً مطلقاً. ...

وخدمته للبراهمة هي أفضل عمل يحمد عليه. ولا يجوز له جمع ثروة زائدة؛ لأنه

يؤذي البراهمة بوقاحته. وتُقطع يد ابن الطبقة الدنيا إذا رفعها على مَن هو أعلى

منه، وتقطع رجله إذا رفسه برجله، وإذا ناداه باسمه أو باسم طائفته متهكماً يجب

أن يدخل في فمه خنجراً محمياً بالنار، ويأمر الملك بصب زيت حار في فمه وأذنيه

إذا أبدى رأياً للبراهمة في أمور أعمالهم، ومَن يُقِمْ علاقة مع منبوذ تسقط عنه صفة

الطبقية ويُنبَذ، ولو لم تتعدَّ علاقتُهُ: قراءة الكتاب المقدس معه، أو الركوب في

مركبة واحدة، أو الأكل معه على سفرة واحدة) .

هذه صورة عن العدالة الهندوسية ضمن المجتمع الهندوسي، وهي صورة

معبرة عن الظلم ضمن تلك النحلة التي تجور على أبنائها، لذا لا نجد غرابة في

الأمر عندما يجور الهندوس على أبناء المسلمين الذين يخالفونهم في أمور الدين

والدنيا.

دخول العرب إلى الهند قبل الإسلام:

جاء في تاريخ الطبري: (ثم إن كسرى وجَّه مع رجل من أهل اليمن يقال له

(سفيان بن معد يكرب) - ومن الناس من يقول إنه كان يسمى سيف بن ذي يزن -

جيشاً إلى اليمن؛ فقتلوا من بها من السودان، واستولوا عليها. فلما دانت لكسرى

بلاد اليمن وجه إلى سرنديب من بلاد الهند - وهي أرض الجوهر - قائداً من قواده

في جند كثيف، فقاتل ملكها فقتله، واستولى عليها، وحمل إلى كسرى منها أموالاً

عظيمة وجواهر كثيرة) [٢] .

تدل هذه الرواية على أن العرب كانوا في عداد جيش كسرى الذي استولى

على سرنديب. وكان مولد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في سنة اثنتين

وأربعين من سلطان كسرى أنوشروان. وتسمى تلك السنة بعام الفيل، وتلك

الأخبار تدل دلالة واضحة على معرفة العرب أشياء كثيرة عن الهند وبلادها

وشعوبها ونِحلها، كما تدل النقوش القديمة على العلاقات التجارية يين أبناء شبه

جزيرة العرب والهند، حيث راجت تجارة البخور والحرير والحديد. وبناءً على ما

تقدم لا نستغرب دخول الإسلام إلى الهند منذ فجر الإسلام ومبعث خاتم الأنبياء

والمرسلين.

انتشار الإسلام في شبه القارة الهندية:

نحن نواجه في هذا الزمان أزمة تاريخية، فعندما نطرح مسألة إسلامية مفيدة

تقوم قيامة أعداء الإسلام، ويبدأ الجدل المذموم، وتغيب المناظرة المحمودة،

ويطالبنا أذناب الأعداء بتقديم الدليل في كل قضية تنصف الإسلام والمسلمين، ولكن

أذناب الأعداء يسلمون بما يتخرص به المستشرقون والمستغربون من اليهود

والنصارى والملاحدة.

إن أعداء الإسلام يتقبلون الدعوى المسيحية التي تقول: إن (القديس توماس)

ذهب إلى الهند، وأسس أول كنيسة نصرانية على ساحل مليبار في سنة ٥٢م،

وبقيت تلك الكنيسة حتى القرن الخامس الميلادي، وكانت تابعة للكنيسة الفارسية،

ووصل إلى هناك النسطوريون (أتباع نسطوريوس القسطنطيني ٤٢٨م) في القرن

التاسع، وفي القرن الخامس عشر سيطرت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية البرتغالية

فوحدت كنيسة مليبار، ثم ارتد المليباريون إلى النسطورية سنة ٧٠٠ م الخ..

كان أعداء الإسلام يشككون بكل ما يخص الإسلام من تاريخ وعدالة وازدهار. وهذا ما يدفعنا إلى مقارعة الحجة بالحجة والدليل بالدليل في سبيل تقديم البرهان

الذي يؤدي إلى النتيجة المرجوة.

(إن المسلمين العرب أقاموا في جزيرة سيلان، وساحل مليبار في القرن

السابع. وهذا ما يؤكده (فرانسيس دي Francisday) وكذلك (استرك Struck) .

وذكر المؤرخون: أنه وُجد محفوراً على حجر في مسجد يقع قرب (بيتور) في

(كيرله) أن الإسلام ظهر فيها في السنة الخامسة من الهجرة، ويعللون سبب ظهوره

بوصول بعض العرب مبكرين إلى ديار (مليبار) ولا ريب في أن المسلمين يوجدون

في الهند من أوائل القرن الأول الهجري، فسرِّح النظر إلى (راجه سرنديب) الذي

أسلم في سنة ٤٠هـ، ثم ارجع البصر إلى (راجه مليبار) فهو كذلك) [٣] .

وبالإضافة إلى ما ذكره الدكتور محمد الصديقي نجد قرينة أخرى على دخول

الهند في دين الله أيام النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث جاء في مقال للأستاذ

محمد أبو الصلاح: (توجد وثائق تاريخية تدل على أن الإسلام قد وصل إلى مليبار

في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويؤكد المؤرخ الباحث (بالا كرشنا بلاي

Bala Krishna Pillay) ، بأن محمد بن عبد الله - عليه الصلاة والسلام - قد ...

بعث الرسائل يدعو فيها إلى الإسلام ملوك إفريقية وملك (مليبار Malibar) ويقول

إن أول خطاب من الرسول العربي قد وصل إلى ملك مليبار في عام ستمائة وثمانية

وعشرين للميلاد [*] ) .

وتثبت الحقائق التاريخية أن الإسلام قد انتشر في بلاد (مليبار) في زمن

النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأكبر دليل تاريخي على ذلك تلك النقود الفضية

التي نشرتها الأسرة المالكة (باركل) في (كنور) في القرن الثامن للميلاد. وهذه

الواقعة تفند الرأي القائل بأن الإسلام جاء إلى مليبار بعد القرن الثاني لوفاة النبي -

صلى الله عليه وسلم-. وعرضت النقود التي تحمل اسم الملك (ملك أركل) في ...

المعرض الثقافي الذي أقيم في مَدْراس عام ١٩٣٤م. وتحتفظ هذه الأسرة بتراثها

القديم وتحافظ على مجدها الغابر منذ القرون. وأصبحت هذه الوثائق التاريخية

المنكشفة في قصر (أركل) من نقود ومخطوطات ومنحوتات ورسائل وغيرها أبهى ...

الحجج التاريخية لتفنيد رأي صاحب (تحفة المجاهدين) بأن الدعوة الإسلامية قد

ابتدأت في (مليبار) في القرن العاشر للميلاد.

ومن المحزن أن كثيراً من الكتب التاريخية التي أُلفت بعده تقلد الرجل وتنقل

رأيه هذا بدون تمحيص وتحقيق. مع أن المؤرخ المشهور ابن عرب شاه (١٤٧٦م)

والمؤرخ العربي المعروف فخر الدين (١٢٧٢م) قد صرحا بأن الإسلام بدأ ينتشر

في سواحل الهند الغربية في زمن النبي - عليه الصلاة والسلام - وجاءت وثائق

(أركل) مؤيدة لرأي هذين المؤرخين [٤] .

بناءً على ما تقدم نرى أن من واجب المؤرخين المسلمين البحث الدؤوب عن

العلاقات الإسلامية الهندية أثناء القرن الأول الهجري، والكشف عن أسرار الوثائق

والمحفوظات المحفوظة في المكتبات الهندية، والاطلاع على النقوش والنقود،

وذلك في سبيل توثيق التاريخ.

لئن تباينت الآراء حول تحديد ابتداء انتشار الدين الإسلامي في الهند، فإن

قضية الفتح لم يتم الإجماع على تحديد موعدها بعد. فالبلاذري يقول: (ولى عمر

بن الخطاب - رضي الله عنه - عثمان بن أبي العاص الثقفي البحرين وعُمان سنة

١٥هـ، فوجه أخاه الحكم بن أبي العاص إلى البحرين، ومضى إلى عُمان فأقطع

جيشاً إلى (تانه) - التي تقع على ساحل بحر العرب في الهند إلى الشمال من مدينة

بومباي مسافة ١٥ كم٢ - فلما رجع الجيش كتب إلى عمر - رضي الله عنه -

يُعلمه ذلك، فكتب إليه عمر - رضي الله عنه - يا أخا ثقيف: حملت دوداً على

عود، وإني أحلف بالله لو أُصيبوا لأخذت من قومك مثلهم. ووجه الحكم إلى

بروص (Broach) ووجه أخاه المغيرة إلى (خور الدييل) فلقي العدو فظفر ...

به) [٥] . (ولما وُلي عثمان بن عفان - رضي الله عنه - الخلافة، وولى عبد ... الله بن عامر بن كريز العراق وكتب إليه يأمره أن يوجه إلى ثغر الهند من يعلم ... علمه،

وينصرف إليه بخبره، فوجه حكيم بن جبلة العبدي، فلما رجع أوفده إلى عثمان،

فسأله عن حال البلاد، فقال: يا أمير المؤمنين قد عرفتها، فقال له: صِفْها لي،

فقال: ماؤها وشل (قليل) ، وثمرها دقل (ردئ) ، ولصها بطل، إن قلَّ الجيش فيها

ضاع، وإن كثر جاع. فقال له عثمان: أخابر أم ساجع؟ قال: بل خابر. فلم

يغزُها) . حتى جاءت سنة ٣٩ هـ أيام خلافة أمير المؤمنين علي بن أي طالب -

رضي الله عنه - الذي أذن للحارث بن مرة العبدي بالتوجه إلى الهند، فتوجه إليها

وأصاب غنيمة وسبياً. وفي أيام الخليفة معاوية بن أي سفيان - رضي الله عنهما -

جاءت سنة ٤٣ هجرية، وفيها استعمل معاوية (عبد الله بن عامر) فاستعمل (عبد

الله بن سمرة) على سجستان فأتاها وفتحها عنوة.. واستعمل على ثغر السند ...

عبد الله بن سوار العيدي، وعاد إلى كابل، وقد نكث أهلها ففتحها [٦] ، وفي سنة ٥٠ هـ كان الوالي (على البصرة والكوفة والمشرق، وسجستان وفارس، ... والسند والهند (زياد)) [٧] وهذه قرينة تاريخية على تبعية تلك المناطق للدولة الإسلامية.

لم تتوقف الجهود الإسلامية الرامية إلى رفع رايات الإسلام في بلاد الهند،

وإنارتها بنور الإسلام ولكن الفتح العام لم يتحقق حتى جاءت (سنة ٩٤هـ/٧١٥م،

وفيها افتتح محمد بن القاسم الثقفي أرض الهند) [٨] .

وروى الطبري بسنده فقال:

(قال عمر: قال علي: وأخبرنا أبو عاصم الزيادي من الهلواث الكلبي،

قال: كنا بالهند مع محمد بن القاسم، فقتل الله داهراً، وجاءنا كتاب من الحجاج:

أن اخلعوا سليمان، فلما ولي سليمان جاءنا كتاب سليمان: أن ازرعوا واحرثوا،

فلا شأم لكم، فلم نزل بتلك البلاد حتى قام عمر بن عبد العزيز فأقفلنا) [٩] .

يقال: إن سبب تسيير تلك الغزوة هو: (أنه كان في سيلان - جزيرة

الياقوت - نسوة من العرب المسلمين مات عنهن آباؤهن، فأراد ملك الجزيرة أن

يجامل الحجاج بن يوسف الثقفي ويرسل له هؤلاء النسوة تقرباً منه، فأركبهن سفينة

ووجهها إلى بلاد العرب، فتعرض للسفينة قوم من قراصنة (ميد الديبل) وأخذوا

السفينة بما فيها، فنادت امرأة منهن - وكانت من بني يربوع -: يا حجاج أغثنا! ! وبلغ الحجاج ذلك فصاح: لبيك. وأرسل إلى (داهر) يسأله تسريح النسوة، فقال: إنما أخذهن لصوص لا أقدر عليهم، فحمل ذلك الحجاج على غزو السند مملكة

الملك (داهر)) [١٠] ، ويقال إن محمد بن القاسم - رحمه الله - فتح الديبل وحرر ...

المسلمات وأرسلهن إلى واسط االعراق، كما أرسل القراصنة إلى الحجاج فنفذ فيهم

الحكم العادل. وكان ذلك أيام الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان، وبقي محمد

بن القاسم هناك حتى سنة ٩٥هـ حيث توفي الخليفة الوليد، وخلفه سليمان بن عبد

الملك فعزل محمد بن القاسم الثقفي، وولى مكانه يزيد بن أبي كبشة، واستمرت

السند في التبعية للدولة الإسلامية الأموية حتى آخر أيامها، وبدأت الخلافة العباسية، وأول خلفائها عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب،

الملقب بالسفاح، ومع انتقال الخلافة إلى العباسيين أصبحت السند تابعة لهم،

فتولاها منصور بن جهور، ثم موسى بن كعب بن عُيينة التميمي الذي سيطر على

كشمير والملتان، وبدأت السيطرة الإسلامية بالمد والجزر أيام العباسيين حتى حكم

الهند (محمود بن سبكتكين) المشهور بمحمود الغزنوي (٣٨٧-٤٢١هـ /٩٩٧ - ١ ٠٣٠ م) الذي أسس دولة إسلامية هندية استمرت حتى قضى عليها العدوان ... الإنكليزي سنة (١٢٧٤هـ/١٨٥٧م) ، وهدموا ما بناه محمود الغزنوي، وخلعوا أبواب تُربته في أفغانستان سنة ١٨٣٨م ونقلوها إلى الهند، ومنها إلى بريطانيا العظمى آنذاك [١١] .

ومن الدول الإسلامية التي قامت في الهند: الدولة الغورية (٥٨٨-٦٠٢ هـ/١١٨٢-١٢٠٦م) وتلتها دولة المماليك التي حكمت حتى سنة (٦٨٩هـ / ١٢٩٠م) وتلتها السلطنة الخلجية فاستمرت حتى سنة (٧٢٠هـ/١٣٢١م) ، ثم جاءت السلطنة التغلقية سنة فحكمت الهند كاملة، وأعادت ارتباطها بالخلافة العباسية في القاهرة، وأقام السلطان محمد تغلق (٧٢٥-٧٥٢هـ) علاقات علمية مع الشيخ عبد ... العزيز الأردبيلي تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - واستمرت تلك السلطنة حتى غزا تيمور لنك مدينة دهلي سنة ٨٠١هـ مما أدى إلى تفكك الدولة الإسلامية، ثم انتهى حكم السلطنة التغلقية بموت السطان محمود سنة (٨١٥هـ / ١٤١٢م) ثم قام حكم السادات من سنة (٨١٥هـ / ١٤١٤م) حتى سنة (٨٥٥هـ/ ١٤٥١م) وأعقبتها أسرة (لودي) في سلطنة دهلي، فاستمر حكمها حتى سنة ... (٩٣٢ هـ /١٥٢٥م) ، ثم جاءت الدولة المغولية التي أسسها (بابر) ، واستمرت ... حتى اعتُقل (واجد علي شاه) في كلكتا سنة (١٢٧٣هـ/١٨٥٦م) من قِبل الإنكليزى (د لهوزي) ؛ فقامت ثورة المسلمين سنة (١٢٧٤هـ/١٨٥٧م) ضد الإنكليز، لكن الإنكليز استعانوا بالهندوس على المسلمين، ومنذ ذلك التاريخ - وحتى الآن - يستمر تنفيذ المخطط الإنكليزي الرامي إلى تصفية الوجود الإسلامي في شبه القارة الهندية، وسائر بلاد المشرق بأيدي الهندوس، وبلاد أوربا الشرقية كافة بأيدي الصرب والكروات، وطُعن قلب العالم الإسلامي في بيت المقدس بالخنجر الصهيوني الذي صنعه وعد بلفور! !


(١) انظر: طبقات الأمم، ص٥٠-٥٤.
(٢) تاريخ الطبري، ٢/١٥٣.
(٣) انظر: ثقافة الهند، عدد كانون الثاني /يناير عام ١٩٦٠، ص١١٤- ١١٥، ومقال الدكتور محمد أحمد الصديقي.
(*) لا يوجد في كتب السيرة المعروفة ما يؤيد هذه المراسلة إلى ملك مليبار
- البيان -.
(٤) انظر: مجلة ثقافة الهند، عدد نيسان /أبريل سنة ١٩٦٠، ص٢٠٠ وما بعدها.
(٥) انظر: فتوح البلدان، ص٤٣٨.
(٦) انظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير، حوادث سنة ٤٣هـ.
(٧) انظر: تاريخ الطبري، ٥/٢٤١.
(٨) انظر: تاريخ الطبري، ٦/٤٨٣.
(٩) انظر: تاريخ الطبري، ٦/٤٩٩.
(١٠) نقلاً عن تاريخ الإسلام في الهند للدكتور عبد المنعم النمر، ص٧٣.
(١١) انظر: تاريخ الإسلام في الهند، ص٨٠-٩٣.