للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بريد القراء

ردود

وكتب الأخ سعد بن حمود العرموش، من الرياض - السعودية، الرسالة التالية،

ننشرها لأهميتها.

أخي الفاضل مدير تحرير مجلة (البيان) المحترم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد اطلعت على بعض أعداد مجلتكم، بل مجلتنا الحبيبة (البيان) ، وقد

سررت أعظم السرور عند قراءتها، ولكن الطريقة التي تعرفت بها على المجلة

كانت عن طريق الصدفة أو القدَر على الأصح.

فقد دخلت ذات يوم مع زميل لي مكتبة قريبة من منزلنا، فوجدت وعلى غيرالمعتاد أربعة أعداد من مجلة تحمل اسم (البيان) كانت موضوعة فوق ... طاولة المحاسب عند مدخل المكتبة، ربما ليتعرف عليها كل من يدخل، لا أدري لم أعرها وزميلي أي اهتمام، ربما لكثرة المجلات والصحف والنشرات التي تغص

بها جنبات كل مكتبة وليس فيها من المفيد إلا القليل.

وأثناء الدفع أخذت أقلب صفحات أحد الأعداد، قرأت صفحة العنوان،

أعجبني الاسم، عرفت هوية المجلة ومصدرها، وعرفت أن لها توجهاً إسلامياً؛

فتساءلت يا ترى:

- هل هي مثل كل المجلات الإسلامية في وقتنا الحاضر -أو قل: أغلبها-

ذات ميول مذهبية أو حزبية؟ وهل هي لسان لنظام من الأنظمة التي تكاد تكون

أكثر من تابعيها؟ .

- وهل تعتمد على مبدأ الثورية والحركية العمياء دون تأسيس أو تأصيل في

النفوس، ودون زرع لمبادئ الدين الحنيف في نفوس القراء، ثم تعاهد هذا الزرع

ورعايته؟ .

- هل هي ذات هدف مادي بحت؛ فتعتمد على حشد الأوراق المسودة ببعض

الحبر على شكل أسطر للقراءة، دون نظر إلى المادة والمضمون؟ .

- هل تشد القارئ وتغوص به في بحر مشكلاتنا المعاصرة، أم أنها تركز

على الجانب المعرفي فقط؟ .

كل هذه التساؤلات خطرت ببالي خلال أقل من دقيقة، فأخذت أبحث عن

الجواب من خلال صفحات أحد الأعداد الموجودة أمامي. كانت الأعداد من الثاني

إلى الخامس (أي: أربعة أعداد فقط) ، فوقعت يدي على العدد الثالث، فتحت

صفحة المحتوى فوقعت عيني على ما أثلج صدري:

- منهجُ المجلةِ منهجُ أهل السنة والجماعة، والحمد لله. ونِعم المنهج هو.

كيف لا وهو منهجٌ معِينه الذي لا ينضب: الكتاب والسنة وأقوال علماء السلف.

-خطُّها في سبيل الدعوة: خطُّ السلف: [ولْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى الخَيْرِ] الآية. [ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ والْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ] .

-مبدأها في النقد: (الدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله. قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) .

-وفي التجريح: [لا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إلاَّ مَن ظُلِمَ] .

إخواني القائمين على مجلة (البيان) :

مجلتكم متميزة، ونزيهة جداً، ومحتواها ممتاز جداً، ولكن لي بعض

الملاحظات التي أحب أن أُبديها، وهي صغيرة جداً ولا تقلل من قيمة هذا الجهد

الجبار الذي أخرج لنا هذه المجلة الفتية، وربما تكون بعض هذه الملاحظات

اقتراحات، وأرجو أن تتقبلوها بصدرٍ رحب.

- الإخراج: إخراج المجلة يجب أن يكون أفضل مما هو عليه الآن، فالأولى

أن تشتمل المجلة على فواصل زخرفية وعلى عناوين كبيرة نسبياً.

- يلاحظ أن (البيان) لا تخاطب فئة معينة من المسلمين هم الفئة المثقفة، أو ...

قل: من هم فوق سن العشرين من الشباب الجادّين، وأقول: (الجادّين) لأن هناك

فئة ونوع من الشباب لا يقبل المواد جافة هكذا، لابد من عنصر مشوق في المجلة

يجذب إليها جميع فئات المجتمع المسلم. إذاً فلابد من وجود أبواب متميزة للمرأة

المسلمة المستهدفة من جميع أعداء الإسلام. ولا تكون أبواب المرأة على غرار

المجلات الأخرى أبواب ركيكة ورتيبة. بل تكون جامعة بين الجد والتشويق

والتوجيه.

- وكذلك أرى أن توجِّه المجلة بعض صفحاتها لتوجيه الطفل المسلم، جامعةً

بين عناصر التشويق والبساطة المفيدة. كأن تعتمد على الأسلوب القصصي المباشر، وغير ذلك من الأساليب التي لا نشك أنكم تعرفونها جيداً.

- لم تعرض المجلة من خلال القسم المتعلق بشؤون العالم الإسلامي ومشكلاته

في أعدادها السابقة إلى أي إشارة أو تحليل أو خبر عن إخواننا المستضعفين في

جمهوريات السوفييت الجنوبية المسلمة. ولا إخواننا المضطهدين في أوربا الشرقية

[يوغسلافيا - المجر - بلغاريا ... ] .

وهذان الجزءان العزيزان من وطننا الإسلامي يهمنا جداً معرفة أخبارهم

وأحوالهم ومشكلاتهم، ولكننا لم نتمكن من ذلك بسبب الهوة الإعلامية السحيقة التي

تفصل بيننا وبينهم، فإعلامنا المحلي مقاطعٌ لكل ما هو شرقي، اللهم إلا بعض

الأخبار القصيرة بين الفينة والفينة، مما لا يفي بالغرض المطلوب.

لذلك نرجو من مجلتنا (البيان) متابعة أحوال أهل قبلتنا وإخواننا في هذه

البقاع بخاصة، وجميع بقاع الأرض عامة، متابعةً دقيقة ومتواصلة. يقول قدوة

أهل القبلة: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) .

- كثير من كتاب (البيان) الأفاضل لا نعرف عنهم شيئاً سوى أسمائهم ,

ونتعرف على شخصياتهم من خلال كتاباتهم فقط. حبذا لو وُضع تعريف موجز

بكاتب كل مقال بجانب ذلك المقال، ولا يستمر ذلك فترة طويلة؛ حتى نتعرف على

كتَّابنا؛ وتتقارب قلوبنا أكثر وأكثر، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف

وما تناكر منها اختلف.

- تطول مدة انتظارنا للعدد الجديد. فحبذا لو قلصت الفترة بين العدد والذي

يليه، فلو كانت (البيان) أسبوعية، فهذه أمنيّة، ولو كانت نصف شهرية فهي منّا

بالقبول حَرِيّة، وإن أصبحت شهرية فسيطول شوقنا إلى مشُوقتنا. وإن لم يتأتّى

شيء من ذلك فسنتحمل كونها تصدر كل شهرين، وذلك تقديراً منا لظروف إخواننا

القائمين على (البيان) - أعانهم الله-.

بعد قراءتي للأعداد الأربعة الماضية عزمت على الكتابة إليكم وطلب

الاشتراك في هذه المجلة التي نحسبها- إن شاء الله- ستكون درّة المجلات الإسلامية. ولكني فوجئت بعدم تحديد رسوم الاشتراك، وعلمت من خلال ردود بريد القراء

(العدد الرابع) أن هناك مشكلة في عملية الشحن ومع الموزعين، أرجو من الله أن

يساعدكم على تخطي هذه العقبات.

كما فوجئت باختلاف سعر النسخة من عدد إلى عدد، وهذا ما لم نعهده في

أي مجلة، أرجو أيضاً أن يتم تلافي ذلك مستقبلاً- إن شاء الله-.

وختاماً أرجو أن تتقبلوا هذه الملاحظات الصغيرة بصدر واسع رحب، وكما

قدمت فهذه الملاحظات لا تقلل أبداً من قيمة جهدكم الكبير بل هي من باب التناصح

وإهداء العيوب. وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير، وسدَّد على طريق الحق خطاكم،

إنه سميع مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم / سعد بن حمود بن سعد العرموش

المجلة

ملحوظاتك يا أخ سعد موضع اهتمام المجلة.. ومخاطبة الناشئة والمرأة

ندرسه بعناية من قبل صدور العدد الأول من (البيان) ، وتحديد قيمة الاشتراك

تجده في موضع آخر من هذا العدد.. والقائمون يحرصون أشد الحرص على أن

تكون المجلة شهرية، ولعلنا نوفق إلى تحقيق هذه الرغبة قريباً إن شاء الله. أما

الإخراج فنظن أن فيه بعض التحسن الذي يتناسب مع موضوع هذه المجلة وأهدافها.. ونرجو أن تتحفنا دوماً برسائلك القيمة، وفقنا الله وإياك لكل خير.

ومن الأخ الفاضل أبي بلال - صنعاء -وردتنا الرسالة التالية:

الأخوة الأفاضل: أسرة تحرير البيان المكرمون.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فأحب أن أوجه إليكم جزيل الشكر، وخالص الحب والود، لما تبذلونه من

جهد في تحرير (البيان) ، وفي التحسين المستمر الذي نلمسه عدداً بعد عدد، وقد ...

سرني أن أرى التوجه الجاد لإخراج (البيان) إلى القراء المسلمين، باعتبارها

مجلة كل مسلم يعتز بالسنة ويسعى للجماعة، وباعتبارها مجلة لتبصير كل مسلم،

من أهل السنة، ومن غيرهم، ولدعوة كل مسلم يحب السنة إلى نهج السنة،

وسلوك طريق الإصلاح والتأليف، دون إثارة الضغائن، أو تحريك الكوامن.

ودون أن تخص باهتمامها طائفة من المسلمين دون غيرهم، أو تكون لساناً لبعضهم، بل هي لسان الحق الذي ينتسب إليه المسلمون كلهم، إليه تدعو، ومعه تدور

حيث دار.

ومما أحب تذكير الاخوة أسرة تحرير (البيان) به:

١ -الاهتمام بدعوة كل مسلم إلى منهج السنة والجماعة، ومخاطبة قلوب

المسلمين وعقولهم بكلمة الحق، وبيانه لهم، وتعريفهم به عن كثب.

٢ -تشجيع الأبحاث والمقالات التي تهتم بترجمة المبادئ والأصول،

وتحويلها إلى برامج عملية قابلة للتجسيد الواقعي والحركة الفعلية، وذلك كخطوة

أولية للخروج من دائرة الطرح النظري أو الجدلي في كثير من الأحيان، ومن أجل

الإسهام في تأصيل الحركة الإسلامية ودفعها وترشيدها.

٣ -الاهتمام بإيجاد منظور منهجي متكامل للحركة الإسلامية عموماً، يقوم

على العقيدة الصحيحة، وينطلق من الأصول التشريعية، والخصائص الحضارية

للإسلام.

٤ -العمل على استيعاب كافة الاهتمامات والميول المشروعة لدى مختلف

النوعيات التي تريد المجلة إسماعها صوتها، والتحاور والتخاطب معها.

٥ -إحياء الوعي لدى جمهور المسلمين، والتأكيد على ارتباط النتيجة بالسبب

ارتباطاً سننياً ثابتاً. وأن مسألة نهوض الأمة ليست مرتبطة بالانتماءات أو الأماني، بل ترجع إلى حسن الفهم وجدية العمل.

ثم أسأل الله لي وللمسلمين، أن يبصرنا ويؤتينا رشدنا، وأن يثبت أقدامنا،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المجلة

جزى الله الأخ أبا بلال كل خير على نصائحه القيمة وعواطفه الطيبة نحو

المجلة.. ومعذرة على ما حذفنا من رسالته لأننا لا نريد الردود وما تجر من سلبيات.. ومع ذلك فنحن نقدر للأخ بُعد نظرته.. ونرجو أن لا يبخل على المجلة بقلمه الطيب؛ فهو من أصحابها، ونود أن يلاحظ أهداف المجلة في كل ما يكتب، والله الموفق.