للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمون والعالم

الصليبيون في الفلبين..

هل يحققون أهدافهم أم ينتصر المجاهدون؟

التحرير

تمهيد:

تشكر مجلة البيان لجنة الإعلام الخارجي لجبهة تحرير مورو الإسلامية

ومسؤولها الأستاذ/ محمد أمين على مواصلته إرسال بيانات الجبهة الراصدة

لنشاطاتها وجهادها ضد العدو الصليبي الفلبيني، ومن البيان رقم (٢٥) نقتطف

الآتي:

كان العدو الصليبي الذي تمثله حكومة الفلبين وقواتها المسلحة، في جنوب

شرقي آسيا يحاول أن يقضي على شعب مورو المسلم، عن طريق المطاردة والقتل

والذبح والتعذيب حتى الموت أوالتهجير والتشريد، ولكنه أدرك بعد التجارب التي

استمرت عشرات السنين أن هذا الأسلوب لا ينجح، فقد ازداد المسلمون تمسكا

بدينهم وإيماناً بحقهم المشروع في تقرير المصير وإقامة حكم الإسلام الذي يجاهدون

من أجله.

لذلك لجأ العدو الصليبي المخادع الماكر إلى التفاوض مع العلمانيين وضعاف

النفوس من حثالة الشعب، ويأمل هذا العدو الصليبي أن يشق طريقه من خلال تلك

المفاوضات لاستمرار سيطرته على مسلمي مورو، الذين وقعوا تحت هيمنته بسبب

المؤامرات الاستعمارية، وقد استعبدهم لأكثر من خمسين عاماً، لاقوا خلالها ألوانا

من الاضطهاد والتعذيب والإهانة والإذلال طوال تلك الفترة، وحاول هذا العدو

الحاقد أن يقضي عليهم ولكنهم استماتوا دفاعاً عن أنفسهم ولجأوا إلى الجبال

والأدغال. لذلك لم يتمكن العدو من القضاء عليهم فعلياً، ولهذا يحاول الآن وبكل

جهوده أن يقضي عليهم معنوياً عن طريق التفاوض مع العلمانيين وضعاف النفوس

والجبناء منهم.

وقد أعلنت وسائل الإعلام الفلبينية الصليبية أن حكومة راموس سوف

تتفاوض مع «جبهة مسواري الوطنية» العلمانية وأن مراسم المفاوضات بدأت في

٢٥/١٠/١٩٩٣ م في فندق فاخر بجاكرتا عاصمة أندونيسيا، ويرأس الوفد الفلبيني

سفير صليبي سابق اسمه مانويل قان «ومسوراي» نفسه هو الذي يرأس وفد

جبهته الوطنية.

على طريق الجهاد الطويل:

يواصل مجاهدوا جبهة تحرير مورو الإسلامية عملياتهم الجهادية السريعة التي

تستهدف إضعاف العدو وتدمير مؤسساته وتحطيم معنوياته، بينما العدو يقوم

بعمليات إرهابية ضد المدنيين الآمنين والتي قابلها المجاهدون بالمزيد من العمليات

الجهادية، حيث قام مجاهدو جبهة تحرير مورو الإسلامية بتوجيه هجماتهم الخاطفة

ضد جنود العدو ومؤسساته، للحصول على الأسلحة والذخائر وتحطيم معنويات

الجنود الصليبيين، وتدمير المؤسسات الحيوية التي تخدم مصالح العدو في كل من

محافظة «بوكيدنون» ، ومحافظة «ماجيندواناو» ومحافظة «كوتباتو» ،

ومحافظة «سلطان قدرات» .

ومن جانب آخر قامت مظاهرات للطالبات المسلمات مطالبة بالسماح لهن

بارتداء الحجاب فقد كانت المؤسسات الفلبينية الصليبية للتعليم لا تسمح للطالبات

المسلمات بالحجاب، وكانت هذه المؤسسات تتحداهن قائلة: إما الدراسة بدون

حجاب وإما ترك الدراسة وقامت أكثر من ألف طالبة مسلمة بتنظيم المظاهرات في

مدينة كوتباتو مطالبات بالسماح لهن بالحجاب الذي أمرهن به دينهن الإسلامي،

واضطر المسؤولون الحكوميون أن يستجيبوا لرغبة الطالبات.

ولا شك أن إصرار الطالبات على الحجاب الذي تمنعه السلطات الصليبية كان

من النتائج الإيجابية للدعوة الإسلامية في هذا المجتمع الذي تحول من مجتمع جاهلي

بعد وقوعه تحت سيطرة الكفار إلى مجتمع مسلم محافظ. وبعد التجارب المريرة

التي مر بها مسلمو مورو تحت الحكم الصليبي، فقد عاهدوا الله أن يجاهدوا في

سبيل الله حتى النصر إن شاء الله تعالى إما النصر أو الشهادة.

والله نسأل أن يجمع شمل المجاهدين وأن يوحد صفوفهم وأن يعلي كلمته وأن

يدحر الكافرين، وما ذلك على الله بعزيز.