للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمون والعالم

[نظرات في واقع المسلمين في الفلبين]

-بحث ميداني-

الحافظ يوسف موسى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

وبعد..

فإن المتابع لمسيرة الدعوة الإسلامية بين النصارى الوافدين لدول الخليج

العربي منذ عام ١٤٠٥ هـ حتى اليوم يلحظ أن الفلبينين هم أكثر النصارى اعتناقاً

للإسلام، حيث كانت نسبتهم من بين كل المعتنقين للإسلام في ٧٦%، ولكن لا

معنى لفرحنا بذلك ما لم نهتم بهؤلاء الإخوة المهتدين اهتماماً خاصاً يليق بدخولهم في

الإسلام وبقربهم منه؛ ولهذه الأسباب قمت بزيارة للفليبين لدراسة أحوالهم عن كثب، فوجدتهم بهذا الإقبال نفسه وأكثر منه في بلادهم، لعوامل كثيرة متوفرة هناك.

ومن الطرافة أنني وجدت نصارى الريف لا يزالون يحافظون على بعض

القيم الإسلامية، وذلك لأن الفلبين كان بلداً مسلماً، وقد بدأ التنصير فيه قبل قرنين

بعد وصول البرتغاليين بقيادة ماجلان الذي وضع أول كنيسة في منطقة (سيبو) وقد

قتله سلطان من قادة المسلمين من أبناء الفلبين اسمه (لابو لابو) كما يشهد بذلك

تاريخ الفلبين الحديث.

وبلاد شرق آسيا لم تزل في معظمها بلاداً إسلامية مثل ماليزيا وأندونيسيا

وجاراتها، ماعدا جزر الفلبين التي تقلص المسلمون فيها إلى أقلية، وذلك لأنها

كانت ومازالت محط أنظار النصارى، لموقعها الاستراتيجي الذي جعل الأمريكان

يضعون بها قواعدهم العسكرية؛ لتكون لهم مركزاً عسكرياً وثقافياً وتجارياً.

ولما كانت الفلبين بهذه الأهمية فإنه يجدر بنا أن نتحدث في البداية عن أهم

قضايا الدعوة هناك، وسأبدأ بقضية المسلمين حديثي العهد بالإسلام من النصارى

وغيرهم، وذلك لأنهم أهم الفئات في تلك المنطقة.

أولاً: النصارى المعتنقون للإسلام، وهم أهم الفئات للأسباب الآتية:

إن معظم النصارى في الفلبين متعلمون، وهم من الطبقة المثقفة، مقارنة

بالمسلمين الفلبينيين بالميلاد، الأمر الذي جعلهم ملمين بتعاليم أناجيلهم المحرفة،

مما سهل دعوتهم للإسلام عندما يقارن الواحد منهم بين ما يعتقده من أباطيل وما

يجده في القرآن من حق، ولذلك تجد المعتنق للإسلام يكون جاداً ومستقيماً وشغوفاً

بمعرفة المزيد عن الإسلام أكثر من المسلم بالميلاد، فضلاً عن وضعهم الاجتماعي

والاقتصادي الذي جعلهم أكثر رفعة وتعففاً من المسلم بالميلاد الذي -أحياناً - لا يجد

حرجاً في تسول الناس باسم الأخوة في الإسلام.

وهذا الوضع جعل المعتنقين للإسلام - حديثاً - أوسع فهماً ومعرفة بالأمور

الشرعية وأكثر نشاطاً في الدعوة من أقرانهم من المسلمين بالوراثة.

ومن العوامل التي تساعد الشعب الفلبيني على اعتناق الإسلام تركيبتهم

الطبقية من حيث الوضع الاقتصادي لأن الدولة كلها عبارة عن قطاع خاص،

ولاسيما الزراعة التي وصلت قمة النظام الإقطاعي الذي عرف في القرون الوسطى، الأمر الذي جعل الفارق كبيراً بين الفقراء والأغنياء، مما دفع مثقفيهم إلى كراهية

هذا الوضع الاحتكاري البغيض.

والمسلمون المعتنقون للإسلام - حديثاً - لهم مشكلات

تتلخص في الآتي:

١- أن مسلمي الميلاد يعتبرون المعتنقين للإسلام من الدرجة الثانية، ويظنون

أن الإسلام يخصهم وحدهم، ويظهر ذلك في علامات عدم الترحيب بالقادم لإعلان

إسلامه، ويزيد اليقين عندي في هذا الأمر إجماع كل الإخوة العرب على هذا الرأي، بيد أنني لاحظت عدم نشاط مسلمي الميلاد في دعوة غير المسلمين للإسلام؛

فمعظم المعتنقين للإسلام عرفوه من الدعاة المسلمين العرب أو دعاة الرافضة، كذلك

لاحظت أيضاً الصعوبات التي تقابل المعتنق للإسلام - حديثاً - عندما يطلب إعلان

إسلامه على يد بعض مسؤولي المراكز الإسلامية، حيث يطلب منه مبلغ من المال

إمعاناً في التعقيد! ! وربما تقليداً للنصارى في طريقة التعميد فتحول الإسلام عند

هؤلاء إلى مجرد طقوس.

٢- وعلى ضوء ما ذكر آنفاً: غالباً ما تحدث مشادة بينهم حيث يكون المسلم

الجديد شغوفاً بمعرفة أمور العقيدة والآخر كسولاً فضلاً عن شعوره بالحسد لكونه

أقل معرفة بالإسلام من المسلم الجديد، فعندما يصحح الأول خطاً ارتكبه الثاني في

العبادة أو العقيدة تجد المسلم بالميلاد لا يقبل ذلك قائلاً له: (متى عرفت الإسلام

حتى أصبحت فيه عالماً؟) ولا تمضي لحظات حتى تجد المسلمين بالميلاد تجمعوا

حول هذا لضربه! ! ولو كان على حق، بك قد يصل الأمر أحياناً إلى القتل -

والعياذ بالله - لمجرد أنه ليس مسلماً بالميلاد! !

٣- من أكبر مشكلات معتنقي الإسلام - حديثاً - فقدانهم لأعمالهم وذويهم

وبخاصة النساء منهم؛ وذلك قد يكون لاكتشافها أن عملها حرام بحكم الإسلام، أو

أن يحاربها أهلها لاعتناقها الإسلام، وهذا صراع قاس ومرير في بلد قل أن يوجد

فيه المؤازر وكل شيء فيه بثمن إلا الهواء.

٤- والمسلم الجديد غالباً لا يجد من يتابعه ويواسيه في مصائبه لعدم وجود

مركز يختص بهذا الأمر، مما يجعله سهل الانزلاق مع الرافضة المتأهبة لهذه

الحالات أو الارتداد عن دينه عندما تشتد به المحن ولا يجد مخرجاً منها.

٥- المسلم الجديد لا يعرف الفرق بين الغث والسمين، لذلك نشط الرافضة

بين المسلمين الجدد لاحتوائهم ولقد نجحوا -إلى حد كبير- في استقطابهم، بل هناك

من لم يعرف الإسلام إلا عن طريقهم لكثافة نشاطهم وتوافر كتبهم ومساعداتهم.

٦- أما أكثر مكاتب المسلمين القائمة بالدعوة هناك - وبالرغم مما تقدمه من

جهود - إلا أن نشاطها محصور في توزيع بعض الكتب وقليل من حلقات تحفيظ

القرآن، لكنها لا تقوم - بما فيه الكفاية من المتابعة والتقصي وراء المسلمين

أصحاب المشكلات الذين يحتاجون إلى الدعم والمؤازرة [*] .

ثانياً: المسلمون بالميلاد:

هذه الفئة مارس الاحتلال البرتغالي والأسباني - والأمريكي مؤخراً - معهم

طريقة جعلتهم أقل تعليماً وأكثر تخلفاً، مع أنهم يقطنون في أخصب الأراضي

الزراعية في جنوب الفلبين، وهم الوحيدون المتمتعون بالدعم الكبير الذي يصل

إليهم من بلاد المسلمين، مع العلم أن هذا الدعم لا يوزع إلا على السلاطين وقليلين

من غيرهم؛ الأمر الذي جعلتهم في وضع طبقي أيضاً، فهناك فئة في تخمة من

الشبع وفئة تتضور من الجوع.

وأكثر الفئات مهضومة الحقوق هي فئة المجاهدين والمرابطين في الثغور،

والحقيقة أنهم هم أولى الفئات بالدعم.

هذه التركيبة جعلت الفئة المتنعمة غارقة في الكسل والخمول، والفئة الثانية

حاسدة ومنتظرة للمزيد من الدعم لتحسين حالهم بدلاً من الكد والمثابرة لتحسين

الأوضاع بطرق الكسب الشريف.

ولقد وجدت ظاهرة جديدة تأكيداً للكسل حيث أصبح عدد من مسلمي الميلاد

يبيع أرضه للنصارى ويهاجر إلى المدينة في شمال البلاد، وذلك بخطة من الكنيسة

التي عجزت عن تنصيرهم فعمدت إلى إخلائهم بشراء الأرض وتسليمها للنصارى،

أملاً في تحويل المنطقة إلى منطقة نصارى مغلقة.

بجانب هذا الوضع السيئ فلقد أحيا الأعداء فيهم نعرة قبلية مقيتة تلاحظها في

سوء العلاقات بين القبائل حتى بلغت درجة القطيعة والحرب، وجعلت الرجل لا

يتزوج من غير قبيلته ظناً منه أن القبيلة الثانية كافرة! ! ، هذا مع غلاء المهور

الفاحش الذي لا يتصوره العقل.

ولقبائل مسلمي الفلبين درجات طبقية تبدأ بقبيلة (المرناو) على أنها أرقى

القبائل ثم (المقتدناو) ثم (التاوسوق) ثم تأتي بعدها القبائل الصغرى الأخرى والفارق

بين هذه القبائل هو فقط الكم العددي للقبيلة الذي يكسبها قوة ومنعة وعليه جاء هذا

التدرج، وقبيلة التاوسوق هي القبيلة المقاتلة حقاً وقد كلفت ببناء المساجد في جميع

أنحاء الفلبين وذلك لغيرتهم الإسلامية أكثر من غيرهم.

ومن المؤسف حقاً أنهم لا يعرفون العقيدة الصحيحة ولا يميزون بين الحلال

والحرام ومعظمهم صوفي، وبدأت تدخل عليهم ضلالات الرافضة مؤخراً، كما

سيتبين فيما بعد.

ثالثاً: الصوفية:

- تنتشر البدع الصوفية بين أئمة المساجد في المدن الكبرى، كما تنتشر

الصوفية في جزر هولوسولو وتاوتاوي وباسيلان، حيث يكثر بينهم التعامل بالسحر

والشعوذة وخاصة الطريقة الرفاعية، وهناك فرق أخرى من الصوفية قد لا يوجد

لها مثيل، منها:

* القرديون: وهم يعتقدون بأن القرود لها قدرة على شفاء الأسقام المستعصية.

* المنبريون: وهم يعتقدون بقدسية المنبر العتيق في بعض المساجد.

* الجنيون: وهؤلاء يتعاملون مع الجن بالسحر والشعوذة.

* القبوريون: وهؤلاء هم المستغيثون بقبور من يسمونهم أولياء ويتوسلون بهم

ويقدمون لهم القرابين وما إليها من شركيات.

- لقد نشر الصوفيون كثيراً من البدع والخرافات مثل إقامة المآتم ومراسم

الدفن - تقليداً للنصارى - وقراءة القرآن على الأموات، وإقامة الولائم بعد عشرين

يوماً من الوفاة وبعد أربعين أو خمسين يوماً من الوفاة أيضاً، وغير ذلك من البدع

مثل إحياء ليلة النصف من شعبان والاحتفال بالمولد النبوي، كما ظهرت بينهم

عقيدة تناسخ الأرواح.

رابعاً: الرافضة:

للرافضة نشاط ملموس بين المسلمين بعامة وطلاب الجامعات والمعاهد

بخاصة، فقد أخذوا يشككون المسلمين في دينهم من عدة نواح، وهم يقسمون

نشاطهم إلى قسمين نشاط للمسلمين وآخر لغير المسلمين - حيث إن عدداً دخل

الإسلام عن طريقهم -مع أنهم لا يركزون كثيراً على هذا الجانب.

فهم يقدمون للمسلمين ما يشككهم في معتقد أهل السنة والجماعة، وبهذا

التشكيك ظهرت مشكلة صارت تواجه المسلمين والرافضة - على السواء - من قبل

النصارى؛ حيث ظن النصارى أن الإسلام إسلامان والقرآن قرآنان، إسلام شيعي

وآخر سني وقرآن فاطمة وقرآن السنة، وبهذا فقد قالوا: إن القرآن محرف كما

نقول نحن حيال الإنجيل، والإسلام متعدد مثل النصرانية -كاثوليك وبروتستانت-

وأصبح هذا من مفتريات المنصرين على الإسلام التي استلهموها من مفتريات

الرافضة.

والآن بدأ الرافضة يركزون نشاطهم في الجنوب - حيث الثقل الإسلامي -

وذلك لأن الشمال أصبح مكتظاً بالشباب من العرب الذين ذهبوا إلى الفلبين طلباً

للدراسة، حيث يوجد الآن في مانيلا وحدها قرابة السبعة آلاف طالب، منهم عدد لا

بآس به يقوم بمحاولة الرد على الرافضة، وهذه المحاولات -مع ضعفها- أعاقت

سير دعوة الرافضة هناك، فضلاً عن أن سكان الجنوب مسلمون بالوراثة ولا علم

لهم بأباطيل الرافضة -إلا ما رحم ربي- مما جعلهم أكثر تقبلاً لضلالاتهم، بجانب

ما يوجد فيهم من صوفية متفشية تحرم صاحبها من التدقيق والتحقيق، علاوة على

الدعم المادي الذي يقدمه الرافضة، فضلاً عن إثارتهم للنعرة العرقية وذلك باستعداء

الفلبينيين على العرب من جانب أنهم أعاجم والروافض أعاجم فلذلك هم أحق

بالتعاون معاً، ويعتمدون على تفسير آية: [الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً ونِفَاقاً]

[التوبة: ٩٧] ، تفسيراً محرفاً مؤداه أن كل العرب كفرة ومنافقون.

والدعم الذي يقدمه الرافضة يعتبر قليلاً مقارنة بالدعم القادم من بلاد المسلمين

إلا أنه على قلته يُعْتَمَدُ في توزيعه على الإيرانيين أنفسهم عن طريق وسطاء من

أبناء الفلبين، ويقومون هم بالمتابعة الدقيقة، ويأمرون بتوزيع الدعم في الوقت

المناسب وللعمل المناسب -أي بتركيز محسوب- مما جعل لدعمهم أثراً فاق أثر

الدعم القادم من بلاد المسلمين، رغم كثرته وتعدد مصادره.

ونظراً لوجود المتخصصين والمتفرغين لدعوة الرافضة فضلاً عن الدعم

المادي والدبلوماسي المقدم من سفارة إيران وعدم وجود نظير مقابل له لدى

المسلمين أصبح نشاط الرافضة أكثر تأثيراً حتى بلغ الأمر درجة اتهام أهل السنة

والجماعة بكثرة الكلام وقلة العمل، والحق يقال: لا يعرف للمسلمين نشاط إلا

جهود دعوية وإغاثية في حدود ضيقة [*] بينما الرافضة ينشرون المعاني المحرفة

للقرآن وكثيراً من كتب مذهبهم الباطل بكل اللغات المحلية والإنجليزية، وكفى

شاهداً على نشاطهم بناء مسجد كبير بمدينة (دوماجتي) باسم مسجد الخميني، بينما

لا يوجد مسجد واحد باسم أهل السنة والجماعة في المدن الكبرى نهائياً! ! ، وهم

دائماً يلمزون مسلمي السنة بأنهم وهابيون مبتدعون! !

ولا يمكن للمرء أن يتصور إلى أي مدى أثرت أباطيلهم، والأدهى من ذلك

والأسوأ: أنه لم يقم أحد بالرد على هذه الأكاذيب ولو بطريق غير مباشر حتى الآن، مما جعلهم يقولون: إن هذا هو الحق وإلا لماذا لم يرد عليهم أحد من أهل السنة

والجماعة؟ ! وفعلاً لقد صدَّق العوام هذه الأراجيف كل التصديق، ونحن جميعاً

مسؤولون عن الرد على هذه الأباطيل ما لم يقم من يفندها.

ولقد قام الشيخ سلامات هاشم - مؤخراً - بنشر مجلة في حدود ضيقة على

نفقته لدحض أراجيف الرافضة، إلا أنها لم تنهض بالمهمة الكاملة.

ومع العلم أن زعماء الرافضة الأساسيون هم إيرانيون لا يتعدون العشرة في

كل الفلبين، لكنهم لا يلتقون بالجمهور مباشرة بل عن طريق وسطاء من أبناء

الفلبين كما أنهم يعملون بأعمال توهم الناس بأنهم فقراء ولا دخل لهم بشيء سوى

كسب القوت مثل الجزارة أو المطاعم الصغيرة وصناعة الخبز.

وعندما يرغبون في اجتذاب القادة الكبار من المسلمين لاعتناق مذهبهم الهدام،

يعطونهم تذاكر طيران مفتوحة لعدة بلدان إسلامية، وعند ذهابهم لتلك البلدان

يعرضون عليهم أسوا ما في تلك البلدان، ثم يدعونهم بعد ذلك لزيارة إيران حيث

يعرضون عليهم أفضل المناطق، ثم يهيئون لهم مقابلات مع كبار قادة إيران إمعاناً

في الإغراء، ثم يطرح عليهم السؤال: أي البلدان أكثر إسلاماً؟ إيران البلاد

الأخرى؟

والروافض لا يميلون إلى أسلوب الحوار المفتوح إلا إذا علموا أن المحاور

يجهل شبهاتهم وغير ملم بدقائق التاريخ الإسلامي، فهم ميالون للأسلوب الخفي

بعمل المنشورات خاصة وسط الجهلة الذين لا علم لهم وفي المناطق التي لا تتوافر

بها المراجع لدحض مفترياتهم.

والرافضة والنصارى يتشابهون في طقوسهم الدينية، وذلك في عبادة تكفير

الذنوب، حيث إن للنصارى أسبوعاً مقدساً من كل عام فيه الجمعة المقدسة يصلب

فيها أحد النصارى وهو حي دون أن يقتل، ويخرج فيها الشباب عاريي الظهور

ويضربون أجسادهم بالسياط المليئة بالشوك والحديد حتى تسيل الدماء وهم يدورون

بالشوارع كما يفعل الروافض تماماً في طقوسهم المبتدعة في أيام عاشوراء.

وهنالك أشخاص عادوا إلى الحق بعد أن أضلتهم الرافضة، ومن جملة هؤلاء

الشيخ مهدي باقندا من مدينة زامبوانقا، وهو الوحيد الذي كون صحيفة من ماله

الخاص للرد على ترهات الرافضة.

أما وسائل تشكيكهم الأخرى [**] فتتمثل في الآتي:

(١) يزعمون أن القرآن الذي بين أيدينا - نحن أهل السنة والجماعة -

محرف، وقد زيد فيه ونقص، وأن هناك مصحف فاطمة فيه مثل القرآن الذي معنا

ثلاث مرات (ومن هنا جاء زعم النصارى بأن القرآن محرف وليس كتاب واحد،

مثله مثل الإنجيل) .

(٢) طعنوا في صحة كتب الحديث التي بين أيدينا وبخاصة صحيحي

البخاري ومسلم، وذلك للتشكيك في صحة السنة النبوية الشريفة.

(٣) يكفرون الصحابة ويشككون في نزاهتهم وبخاصة الصحابة الكبار منهم،

وهذه ظاهرة منتشرة جداً حتى بين من يدعي الولاء لأهل السنة من المسلمين في

الفلبين وذلك عن جهل.

(٤) ينشرون الرذيلة بين أبناء وبنات المسلمين عن طريق (نشر المتعة) أو

ما يسمونه (نكاح المتعة) ، ففي بادئ الأمر كانوا يشيعون هذا السفاح بين المسلمين، فضلاً عن أن عدد المعتنقات للإسلام كبير وما يزال في ازدياد ملحوظ، ولكن

سرعان ما نفر النساء من هذا الرأي وكرهن الرافضة، فغير الرافضة من خطتهم،

وقالوا: إن زواج المتعة لا يجوز إلا مع المرأة النصرانية، ولقد وقعت كثيرات من

بنات المسلمين وغيرهن من المعتنقات للإسلام ضحايا لهذا الانحراف.

(٥) يزعمون بأن الأئمة الاثني عشر معصومون، وأنهم أفضل من الأنبياء والرسل.

(٦) يوزعون الكتب والمجلات التي تحمل هذه السموم دائماً في شتى جزر الفلبين المسلمة فلا يكاد يخلو منها مسجد ولا مدرسة.

(٧) يقدمون الندوات والمحاضرات بكل الوسائل المتاحة لنشر عقائدهم إن لم يجدوا من يقف ويفند مزاعمهم.

(٨) لقد أثر الروافض على بعض خريجي الجامعات الإسلامية المتخرجين

في الدول العربية واستمالوهم بالإغراءات عن طريق السفارة الإيرانية.

(٩) لقد تغلغل الروافض في صفوف (جبهة تحرير مورو الوطنية بقيادة نور

مسواري) تحت شعارات زائفة مثل محاربة الإمبريالية والصهيونية وغيرها من

الشعارات، لذلك فهناك كثير من القادة يتعاطفون مع الرافضة.

(١٠) تأثر بعض الطلبة العرب بدعاوى الرافضة فتبنوا عقائدهم الباطلة.


(*) هناك جهود خيرية كثيرة تقوم بها جماعات إسلامية تعمل لنصرة الإسلام والدعوة إليه إلى وإغاثة المسلمين هناك، انظر كتيب (الأعمال الخيرية في الفلبين، الأهداف - الأعمال - الآثار - النتائج - الحاجات) للشيخ سعود بن محمد العوشن
- البيان -.
(**) لبيان باطلهم في هذه المزاعم، انظر: الشيعة والسنة، والشيعة والتشيع، لإحسان إلهي ظهير، وانظر أيضاً: مختصر التحفة الاثني عشرية بتحقيق محب الدين الخطيب، وأصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية - عرض ونقد - للدكتور ناصر القفاري
- البيان -.