للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متابعات

أسئلة الأهلة في ساحة الحوار..

كنا ومازلنا ندعو أصحاب الفضيلة العلماء والمفكرين والقراء المتابعين إلى

التواصل مع المجلة تعليقاً ونقداً وتصحيحاً لأي أخطاء، والتعقيب على أي ملاحظة

تستحق التصويب. وقد سبق أن نشرت المجلة في العدد (٧٩) مقالة (أسئلة الأهلة

في قالبها العبثي) للكاتب سليمان الربعي، وقد وصل إلينا هذان الردان على المقال

المذكور:

- البيان -

الرسالة الأولى من الأخ / عبد الله بن عبد الرحمن:

اطلعت على ما كتبه الأستاذ سليمان الربعي بعنوان (أسئلة الأهلة في قالبها

العبثي) المنشور في العدد (٧٩) . - وأعجبني حسن أسلوبه وقوة عرضه، وأهمية

القضية التي عالجها الكاتب، واللهَ أسال أن يبارك فيه ويوفقه لكل خير.

ولكن استوقفني وصفه لسؤال عرضه بعض الصحابة في شأن الأهلة.. بأنَّه:

(ساذج يدل على سطحية في التفكير وبدائية في النظر ومحدودية في التناول التأملي، وبساطة البحث عن المعرفة الفكرية المهمة المناسبة للمكان والزمان ... ) .

ومن المعلوم المتفق عليه أنَّ للصحابة (رضي الله عنهم) منزلة جليلة، ومكانة

كبيرة، فلا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق، وأنهم أبرّ هذه الأمة قلوباً

وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً، وأن من أصول أهل السنة والجماعة موالاتهم

لأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومحبتهم، والكف عمَّا شجر بينهم.

وفي الآية الكريمة المشار إليها في المقال تأديب للصحابة (رضي الله عنهم)

بأن يسأل المرء عمَّا ينفعه، ويترك ما دون ذلك من الأسئلة التي لا تنفع في الدين.

ولا شك بأن الكاتب لم يُرد على الإطلاق تنقص أحد من الصحابة، ولعل

مراده أن يُشتغل بالأمور العملية النافعة، فالسلف الصالح كانوا يكرهون الحديث

فيما لا تحته عمل. وهي -فيما نحسب- زلة قلم غير مقصودة، وإنا على ثقة -إن

شاء الله- بأن الكاتب لو أعاد قراءة المقالة مرة ثانية لتنبه لذلك وصحح عباراته..

وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.

الرسالة الثانية من الأخ / محمد آل عبد العزيز: ومما جاء فيها:

قرأت مقالة الأخ سليمان الربعي (أسئلة الأهلة في قالبها العبثي) ، وأشكره

على حرصه وغيرته وجمال أسلوبه، وأرجو أن يتسع صدره للملحوظة التالية:

عتب الكاتب على بعض الناس الذين يسألون عن عقيدة ذلك الأستاذ وعلى أي

شيء توفاه الله؟ وماذا كان منهجه في الممارسة؟ وفي عام كذا وكذا ماذا عمل؟

وفي مكان كيت كيف شوهد؟ نقبوا في تراثه؟ وماذا ترى يا شيخ في القوم المحبين

له؟ وفي الفتية المثنيين عليه؟ وهلم جرا من هذه الألوان القاتمة في أفق الساحة

من بعض الناس المحسوبين على الدعوة.

ولا أجد أي حرج في السؤال عن عقيدة أحد الكتاب أو الدعاة، أو عن تاريخه

ومنهجه وتراثه، فالتقويم والتصويب أمر لازم إذا التزم بالمنهج العلمي والأدب

الإسلامي، وبخاصة في مثل هذا العصر الذي اختلطت فيه السبل وكثر فيه الدخيل، وهو منهج شرعي سبقنا إليه أئمة هداة من سلف هذه الأمة الأبرار الذين بنوا علم

الجرح والتعديل، فتكلموا عن الرواة قوة وضعفاً، وعن المرويات صحة وسقماً.

وبهذا حفظ الله الدين؛ قال محمد بن سيرين: (ما كانوا يسألون عن الإسناد فلما

ظهرت الفتن؛ قالوا: سموا لنا رجالكم، فينظرون إلى أهل السنة فيأخذون حديثهم

وينظرون إلى المبتدعة فيتركون حديثهم) .

وأحسب أن الكاتب يتفق معي في هذا الرأي، ولكنه أراد أن يستنكر على

بعض الناس الذين يأخذون بالظنة ويتهمون بغير بينة، بل يتحدثون بجرأة عن

سرائر القلوب، ويرتبون على دقائق المسائل أموراً عظاماً لا تقتضيها. ونتيجة

ذلك أن أقرب شيء إلى ألسنتهم التبديع والتضليل بل التكفير بدون دراسة شروط

ذلك ومعرفة موانعه.. وهذا أمر غير محمود نهى عنه السلف والأئمة قديماً وحديثاً، والعدل لازم مع كل أحد، والله (تعالى) أعلم.

تعليق المجلة:

نشكر الأخوين الكريمين على هذين التعليقين اللطيفين، فنحن نرحب بكل نقد

هادئ هادف يلتزم الدليل الشرعي، ويتحلى بالأدب وحسن الظن، والمسلم مرآة

أخيه المسلم، وهذا من التواصي بالحق والتعاون على البر والتقوى، ويسعدنا جداً

ذلك النقد البناء لأننا نرى أنه ليس موجهاً للكاتب فحسب بل موجه لإدارة المجلة

وهيئة تحريرها.. ورحم الله امرءاً أهدى إلينا عيوبنا.

والتواصل مع المجلة كتابة وتعليقا وتصحيحاً مطلب نلح عليه ونحث معشر

القراء على القيام به، ولا شك أن القارئ الناضج مكسب نسعد به ونفرح، ونجاح

المجلة وسلامة منهجها وصفاء طريقتها يحتاج إلى التعاون والتكاتف.

وهيئة تحرير المجلة توافق الأخوين على ما ذكراه، وتؤكد أن الكاتب لم

يقصد ما حذر منه القارئان الكريمان، وهو -كما ذكر لنا- لم يقصد أي شيء مما

أخذ عليه ويبرأ إلى الله أن يكون ذلك مقصده.

لكنه كان يتحدث عن ظاهرة ملموسة كانت محور حديثه وأراد التنبيه لسلبياتها. فجزاه الله خيراً، فمن ذا الذي لا يسيء قط، ومن له الحسنى فقط، ولكنها زلة

قلم، نسأل الله للجميع العفو والتوفيق والسداد..