للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمون والعالم

الصومال

بين أسياد الحرب وأسياد الفقر

-٢-

محمد عثمان

رسم الكاتب في الجزء الأول من المقال صورة للوضع الحالي الذي يعيشه

الصومال، ورصد واقع الفصائل الصومالية المختلفة، ثم حلل مواقف الدول

العربية والغربية ودول الجوار، مبيناً مدى تأثير تلك المواقف على تفاعلات الوضع، ثم نوه بملامح حل إسلامي للموقف، وها هو يواصل معالجته للموضوع ببيان

موقف (أسياد الفقر) .

- البيان -

كان من نتائج الحرب الأهلية في الصومال نزوح أكثر من مليون صومالي

إلى الدول الغربية النصرانية وإلى الدول النصرانية المجاورة وبخاصة كينيا

والحبشة، وكان في انتظارهم في هذه المخيمات أسياد الفقر (هيئات التنصير)

ليجدوا مزيداً من المعاناة والإذلال.

بدأت حركة التنصير في القرن الإفريقي في العصور المتوسطة، عندما

قررت الكنيسة الحبشية إجبار المسلمين على التخلي عن دينهم، فقاومهم المجاهد

أحمد بن إبراهيم الملقب بالأيسر، وهزم جيوش النصارى وأقام حكومة إسلامية في

مدينة (هرر) إلى أن استنجدت الحبشة بالبرتغال، ووصول الأسطول البرتغالي إلى

شواطئ إفريقيا الشرقية، ومن العجائب: أن الأسطول العماني هزم الأسطول

الصليبي القوي وأجبره على الرجوع ... استمرت المقاومة باسم الإسلام، فكانت

ثورة محمد عبد الله حسن الذي قاوم الاستعمار الإنجليزي وحاربه أكثر من ٢٠ سنة، ومع أن حركة محمد عبد الله عليها مآخذ كثيرة، إلا أنها كانت ذات أثر طيب في

محاربة الاستعمار ومخططاته الصليبية، فقد كتب البرلمان الإنجليزي إلى السيد

محمد عبد الله حسن وطلب منه توضيح مغزى جهاده، فأجاب: جهادي ضد

الأسقف الذي وضعتموه في بلدة (ديمولي) .

وفي عهد سياد بري نشطت حركة التنصير؛ حيث تلبست بثوب الإغاثة

والمساعدة الإنسانية، ففتحت الكنيسة في مقديشو أبوابها للمحتاجين والراغبين في

مِنَحٍ دراسية في الدول الغربية.

وقد بلغ العدد المسجل لدى الكنيسة أكثر من (٠٠٠ر٤٣٠) اسم حسب

ادعاءاتهم، وكان من توقعاتهم أن العدد سيصل إلى (٠٠٠ر٥٠٠) نصراني عام

٢٠٠٠م، وهذا في وجود حكومة ولو ضعيفة، ومن البدهي أن العدد سيتضاعف

مع الظروف الأخيرة.

إن الهيئات الإغاثية هدفها هو المتاجرة باسم الإغاثة، وإلا فأين نتائجهم، مع أن عددهم أكثر من (٧٦) هيئة؟ ! ، ولقد ذكر مؤلف كتاب (Lords Of Poverty) : أن ما يصل إلى اللاجئين أقل من ٢٠% مما يجمعه هؤلاء باسم

الإغاثة الإنسانية، والحقيقة: أن هدف الهيئات الحقيقي هو المتاجرة باسم المجاعة

والكارثة، ومحاولة تنصير الشعوب المسلمة.

لقد كان للإغاثة الإسلامية أثرها الطيب في إغاثة المسلمين في الصومال سواء

في الداخل أو في مخيمات اللاجئين حيث توجد بعض هذه الهيئات مثل:

١- المنتدى الإسلامي

٢- مؤسسة الحرمين.

٣- لجنة مسلمي إفريقيا.

٤- جمعية إحياء التراث الإسلامي.

٥- مؤسسة الإبراهيم الخيرية.

٦- وكالة الرحمة.

٧- الهيئة العليا ... وغيرها.

ولقد قامت هذه الهيئات بأعمال جليلة، حيث: أنشأت مخيمات للاجئين،

وقامت بتوفير المواد الغذائية والصحية والمستلزمات الأخرى الضرورية، ومن

أعمالهم الطيبة قيامهم بإنشاء مطابخ جماعية في المناطق المنكوبة.

ورغم أن الهيئات الإسلامية قامت بأعمال جليلة ألا أنه كان ينقصها الإعلام

القوي والتخطيط والتنظيم الرفيع والترتيب العملي فيما بينها.

إن ما تقوم به الهيئات النصرانية في الصومال يجب إيقافه، وبالتالي إحلال

هيئات إسلامية محلها، وإلا فالنتيجة المتوقعة سيكون لها عواقب وخيمة.

ومن أنشط الهيئات النصرانية: الكنيسة السويدية المتعصبة، ولها أكثر من

هيئة في الصومال الآن، منها:

١- الكنيسة السويدية للإغاثة (SCR) .

٢- وهيئة ديكونيا (DEKONIA) .

وقد فتحت الأخيرة صالة لتجميل النساء! ! في إحدى مدن شمال شرق

الصومال.

ومن الهيئات النشطة: (الصليب الأحمر) ، الذي وضع علامة الصليب على

المباني، وكذلك كونسورن العالمية، وكونسورن الأيرلندية (Concern) .

وصندوق إنقاذ الأطفال البريطانية (Savethe Children Fund) .

والعون المسيحي (The christin Relief) .

واللجنة الكاثوليكية للإغاثة (The christin Relief) .

وأطباء بلا حدود الفرنسية ... وغيرها.

لقد قام الإخوة الدعاة داخل الصومال وخارجها بمحاربة التنصير بين الأفراد

ومتابعة نشاط المنصرين وأساليبهم، ولقد كان للإخوة الدعاة جهود مشكورة، حيث

فتحوا خلاوي (مدارس تحفيظ القرآن) ومدارس داخل المخيمات، وكذلك مراكز

للجاليات في الخارج، كما قامت (الجمعية الإسلامية لمكافحة الحملات التنصيرية)

في الصومال ومقرها مقديشو بأعمال جليلة، مثل: جمع معلومات عن الهيئات

التنصيرية وعدد المنصرين من الصوماليين، وحصر مخططاتهم وكشفها للشعب

الذي تذمر لما يقوم به هؤلاء من عمليات تنصيرية وغار لدينه، فقام بقتل عدد كبير

من أساقفة الكنيسة الكاثوليكية (Colonbo Salvadore) في مقديشو عام ١٩٩٠م.

بيان بأسماء الهيئات التنصيرية العاملة في الصومال:

١- الصليب الأحمر الدولي السويدي. ٢٦- الإغاثة السويدية.

٢- وكالة الإغاثة والتطوير اليهودية. ... ٢٧- الحركة العالمية ضد الجوع

... ... ... ... ... ... ... ... ... ... (فرنسا) .

٣- مجلس التضامن العالمي. ... ٢٨- وكالة البحوث والتعاون في

... ... ... ... ... ... ... ... التطوير (بريطانيا) .

٤- أوكسرم (البريطانية) . ٢٩- الجمعية الأمريكية للصداقة.

٥- كونسورن (الأيرلندية) . ٣٠- شيفا (الإيطالية) .

٦- جول (الأيرلندية) . ٣١- ميسان (الكوري) .

٧- تروكير (الأمريكية) . ٣٢- التعاون (الإيطالي) .

٨- اتحاد إنقاذ الأطفال (الأمريكية) . ٣٣- المجلس العالمي للإغاثة

والتطوير (بريطانيا) .

٩- صندوق إنقاذ الأطفال (البريطانية) . ٣٤- أوكسفورم (كوبيك - كندا) .

١٠- الكنيسة السويدية للإغاثة. ٣٥- الصيدلة بلا حدود (فرنسا) .

١١- كونسورن العالمية. ... ٣٦- سمير تانس بورص (أمريكي)

١٢- كاريتاس الصومالية (إيطالية) . ... ٣٧- العون المسيحي (بريطانية) .

١٣- اللجنة العالمية لتطوير الشعوب. ٣٨- سوس (الإيطالية) .

١٤- هوم ريد. ... ٣٩- سوس العالمية (أمريكية) .

١٥- المؤسسة الإفريقية للبحوث الطبية. ٤٠- سوس للأطفال (نمساوية) .

١٦- اللجنة الأمريكية للاجئين. ٤١- فيشن العالمية (أمريكية) .

١٧- اللجنة الكاثوليكية للإغاثة. ٤٢- المعونة للعمل الفني (ألمانية) .

١٨- اللجنة العالمية للإنقاذ. ٤٣- هاند كوب العالمية.

١٩-\ الطب العالمي. ... ٤٤- الصداقة (الأمريكية) .

٢٠- أطباء بلا حدود (بلجيكا) . ٤٥- الخطوط العالمية (أمريكية) .

٢١- أطباء بلا حدود (فرنسا) . ٤٦- كاندي (أمريكي) .

٢٢- أطباء بلا حدود (هولندا) . ٤٧- المؤسسة الخارجية لإغاثة

المنكوبين (أمريكي) .

٢٣- أطباء بلا حدود (أسبانيا) . ٤٨- دارت (أمريكي) .

٢٤- حركة العون (بريطانية) . ٤٩- كير (الأسترالية) .

٢٥- مجمع الطب العالمي (أمريكي) . ٥٠- اللجنة الأوربية للإغاثة.

وأخيراً:

فتلك أوكار التنصير العاملة بين أفراد الشعب المسلم في الصومال، والغريب

أنه لا يوجد حضور للهيئات الخيرية الإسلامية إلا القليل مما ذكر سابقاً، ألسنا

مقصرين في حق أحبتنا هناك؟ ! ثم: كيف نتعجب بعد ذلك مِن تنصر أعداد غير

قليلة من الصوماليين، باستغلال فقرهم وجهلهم ومرضهم؟ ! .. إننا بحاجة إلى

مزيد من الدعم والمساعدة لهم وجمع كلمة ذوي الشأن هناك على كلمة سواء، حتى

تستقر أوضاعهم، وتستقيم أحوالهم، ومن ثم: العودة صفاً واحداً لبناء بلدهم الجديد، بعيداً عن كل التوجهات الحزبية والقبلية التي أوردتهم المهالك، ولن يجمعهم سوى

الإسلام، وهو ما يعلنون جميعاً الإيمان به..

والله من وراء القصد..