للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نص شعري

قراءة جديدة في دفتر ليلى

طاهر العتباني

كانت ليلى في تراث العرب الشعري: رمزاً للحب والعشق، ... والآن:

أصبح للبعض عشق جديد وهمّ جديد، يملأ عليهم قلوبهم، ويأخذ بمجامع

أرواحهم ... وفي هذه القصيدة قراءة جديدة لدفتر ليلى.

لـ ليلى بساتينها والجنانْ

ولي وَحْدي السُهْدُ..

لي وَحْدي الوَجْدُ ...

والافتتانْ

وفي وجهها ...

حين يطلع من كل صوبٍ ...

على خاطري

دمعتانْ

وفي مقلتيّ اشتياقٌ ولفحٌ ...

وفي كلماتي حروفٌ ...

لها وَلَهٌ مُسْتَبِد ... وأنشودتانْ

لليلى الحَنَانْ

ولي سَهَرُ العاشقينَ ...

ولي ليلها ...

بَحْرُها ...

وليَ الشاطئانْ

لليلى المعاني الحِسانْ

لليلى القصيدةُ ...

حين يحاصرني شوكها ...

وليَ الطَلَلُ المشرئبّ ...

يخاطبني من بعيد الزَمانْ

لليلى الرحيلُ ...

ولي أن أوقّفَ كل الصحابِ ...

علي رَبْعِها ...

أغزل الدَمْعَ من مُقْلتيها ...

فَيَبْكي الحصانْ لليلى ...

ولي ... أن نموتَ ونحيا ...

على كل مفترقٍ في طريق الجِنانْ

الدَمْعُ يعزفني على أطلالها

فتروغ من أضلاعي الكلماتُ

والوَجْد يَسْهَرُ في شعاب جوانحي

فتهيمُ في وُجْداني الكلماتُ

والليل يتركني وحيداً في المدى

وتهدّني بحصارها الظلماتُ

والصُبْحُ يشرق بَعْد ليلٍ تائهٍ

فكأنما في ضوئِهِ عَزَماتُ

وإذا الضحى غمر الدروبَ ضياؤهُ

وانساب في أصدائه الصَدَحاتُ

فلقلبي المحبوسُ وَقْع قصيدةٍ

وبوجهها تتشكل الأبياتُ

لليلى انهمار الدموعِ ... على وجنتي

ولي مِحْنتي

ولي وقفتي.. بين هذي الطلولِ..

ولي أنّتي

ولي في انبعاثِ النشيجِ ...

بأضلاعيَ الحرّةِ

نزيفٌ من القلق المستبدّ ...

وأنّةُ ليلٍ بقيثارتي

لليلى بكائي وأنشودَتي

لليلى التي.. وجهها في الفؤادِ..

طريقٌ طويلٌ..

وهذي الصفوفُ من الشهداء الأُلى أشعلوا عَزْمتي

لليلى.. مَرَرْتُ على كل بيتٍ..

وَقَفْتُ على كل صَحْبٍ ...

هتفتُ على كل قلبٍ ...

وأترعْتُ من لهفتي

لليلى رحيلي ...

صهيلُ الحصانِ بصدري

ولي رَجفتي

ولي أن أسافِرَ ...

لا البيد يعرف وَجْهي

ولا الليلُ يُدْرك: ما غايتي

لليلى غيابي طويلاً ...

وراء الكهوفِ التي نُثرتْ ...

في مدى خطوتي

ولي مِنْحَةُ السائرينَ على الدربِ..

لي خطوةُ الراحلينَ ...

إلى الجنّةِ

***

سيسألني الدربُ ... عند المسيرِ

لمن وِجْهتي

ويسألني الطيرُ ...

حين يحطّ على شجر الروحِ ...

حين يرفرف في مُقلتي

ويسألني البَحْرُ ...

حين أحطّ الرحالَ على شاطئيهِ ...

وحين أمدّ المجاديفَ ...

في عَرْضِهِ شامخ الهِمّةِ

لمن وجهتي؟ !

لمن غنوتي؟ !

لمن يتلظى اللهيبُ بقلبي؟ !

لمن حرقتي؟

لمن دَمعتي؟

لمن سَهِرتْ كل هذي النجومِ.؟ !

بصدري؟

وطال ارتقاب الضياء ...

الذي سوف يشرق في حالكِ ...

الظلمةِ

سيسألني ...

كل ريعٍ وقفتُ عليه ...

وساءلتُ حصباءَهُ ...

رَمَلهُ

وهذي الظباء التي ترتع الآنَ ...

في مُهْجتي

لمن وقْفتي؟ !

لمن كل هذي الطلولِ ...

التي تبعث الشَجْوَ في رحلتي؟

لمن كل هذي الأثافيّ

في العرصات التي

أمر عليها ... ؟

لمن صمتي المتلظى بصدري

كنار السكينةِ ...

حين تعاودني شِدّتي

ستسألني السُحْبُ ...

حين تمرّ على صحراءِ القلوبِ..

لتوقِظَ فيها صدى كلمتي

ستسألني كل هذي الخرائطِ ...

أينَ الخيول التي؟ !

وأين الفتوح التي؟ !

وأينَ الفوارسُ من كل فجّ ...

على صَهْوةِ؟ !

سيسألني الشهداءُ الذينَ ...

أُلملِمُ أشواقهمْ ...

كل ليلٍ ...

يحاصرني دَمُهُمْ كل فَجْرٍ ...

ويوقفني فوق هذي الروابي،!

لمن وجهتي؟

لمن غنوتي؟

لليلى التي؟

لليلى التي ...

حاصرتها السهام الخئونةُ ...

في كل وادٍ ...

ونادٍ..

دَفَعَتْها السهامُ ... إلى القمّةِ

لمن وَجْهُ ليلى التي؟

لمن وَجْه ليلى التي؟

- إنها دعوتي

- إنها دعوتي