للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متابعات

[المرأة اليهودية]

التحرير

كتب الأستاذ صالح السالم تعليقاً على مقالة نشرت في العدد (٨٨) بعنوان:

(نكون أو لا نكون) وذكر أن الكاتب معجب بالعجوز اليهودية، وصبرها وتضحيتها

وبذلها، واستنكر ذلك جدّاً. وقال: (سبحان الله! هذه كتابة مسلم يرى في اليهود

عدوه اللدود، ومع ذلك: ينقل ذلك الثناء والإطراء للعجوز اليهودية ويعجب به ولا

يرد عليه، مع أن ترك الرد عليه يجعل لصاحبه القبول في النفس، ويؤدي إلى

عدم أخذ الحذر منه، وإلى تليين العواطف نحوه، أو إلى تعظيمه واحترامه، وهو

خلاف ما بيننا وبين اليهود، ثم: ما الداعي إلى أن نأخذ دروسنا من تصرفات هذه

اليهودية..؟ ! أليس في التاريخ الإسلامي وفي سلف الأمة من الدروس ما يربو

ويغطي على تصرفات هذه العجوز التي هي أشد الناس عداوة لنا؟ !

ثم: هل ضاقت الأدلة على ضرورة الإيمان بالهدف إلا قول هذه العجوز

وتصرفاتها، كأنه ليس في شرع محمد ما يدل على ذلك، سبحان الله! كأن الكاتب

لم يقرأ الآيات التي تنادي منذ أنزل القرآن بضرورة الإيمان بالله واليوم الآخر الذي

هو هدف كل مسلم، حتى إنه لم يجد إلا كلام هذه العجوز..! ..) .

وهيئة التحرير في المجلة تشكر الأستاذ على تواصله مع المجلة، وعلى

غيرته، وحرصه على النصح والتسديد.

ولكن يبدو أن الأمر التبس عليه؛ فكاتب المقالة ليس معجباً باليهودية، ولم

يرد الثناء والإطراء عليها، لكنه أراد أن يبيّن أن إسرائيل لم تقم على الشعارات

الثورية أو الحرب الكلامية، كما هو الحال عند الأحزاب العلمانية والقومية في

البلاد العربية، وأن اليهود على الرغم من ضلالهم وباطلهم بذلوا لدينهم، وحرصوا

على تحقيق آمالهم، وتحملوا المشاق من أجل الوصول إلى وطن قومي لهم،

واستغلوا تخلف المسلمين وتفرقهم وبعدهم عن دينهم وعبث الشعارات الثورية في

ديارهم.. ولهذا: ختم مقالته بقول الله (تعالى) : [إن تَكُونُوا تَاًلَمُونَ فَإنَّهُمْ يَاًلَمُونَ

كَمَا تَاًلَمُونَ] [النساء: ١٠٤] .

وكأن الكاتب يريد أن يقول للمسلمين: هؤلاء هم أهل الباطل، ومع ذلك:

يفعلون ما يفعلون، فأين دعاة العروبة والوطنية..؟ ! بل أين دعاة الحق؟ ولِمَ لا

يتقون الله ويصبرون ويبذلون لدينهم وعقيدتهم، وأن دين الله (تعالى) لا ينتصر

بالأحلام والأماني، ولا بالعواطف الباردة، بل بعظيم الصدق والإخلاص والتضحية

في سبيل الله (تعالى) .. وقديماً قال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) : (اللهم إني

أعوذ بك من جَلَد الفاجر وعجز التقي..) .

نرجو أن نكون قد وضحنا مراد الكاتب وأزلنا اللبس.. ونتمنى من الأخ إعادة

التأمل في المقالة، شاكرين له التواصل والتعاون على البر والتقوى.. وفق الله

الجميع لما يحبه ويرضاه.