للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متابعات

وجهة نظر

حول اكتشاف الطاقات الكامنة

بقلم:نبيل بن جعفر الفيصل

هذه تلبية للدعوة المقدمة في العدد (٩٠) بعنوان (دعوة إلى اكتشاف الطاقات

الكامنة) :

إن بداية الحل هو معرفة المشكلة، وما هي أسبابها وأعراضها وآثارها

الجانبية، وكما ذكر صاحب المقال: فإن المشكلة تتلخص بنقص كبير في الكوادر

العلمية والعملية في ساحة العمل الإسلامي المعاصر، والتي نتج عنها:

١- عدم صلاحية بعض الأشخاص في المكان الذي يشغلونه، وذلك للحاجة

الشديدة التي تستدعي أي شخص لشغل هذه الأماكن الشاغرة.

٢- إنتاجية عدد كبير من الدعاة تصبح دون المستوى المطلوب، نظراً

لوجودهم في غير الأماكن المناسبة لقدراتهم.

لكن المشكلة في الواقع أكثر من ذلك بكثير، وذلك لغياب التخطيط

الاستراتيجي (الإحكامي) في النموذج التربوي الدعوي، فغياب تحديد النتائج

المرجوة تحدث هذه الفجوة، ونلمس سلبياتها في واقعنا، وأقول: خير لنا أن نبدأ

متأخرين بدلاً من عدمه) ويكون استدراك هذه المشكلة بالتالي:

أولاً: على جميع الدعاة والمصلحين توسيع دائرة ثقافتهم العلمية والعملية

بكثرة الاطلاع على المستجدات من علوم وأحداث، خاصة العلوم الإدارية التي لا

غنى عنها للمدير أو الطبيب أو المهندس على السواء، والتي من خلالها تكون نقطة

الانطلاق.

ثانياً: إن تعلم التخطيط ومراحله هو منهج واضح يسير عليه المخططون

بجميع مستوياتهم، وعلى اختلاف مواقعهم في المجتمع، فعلى الدعاة خاصة بعد

معرفة هذه المشكلة: التخطيط المسبق في تحديد أولوياتهم والتنبؤ بالظروف البيئية

(الخارجية والداخلية) المحيطة بأهدافهم وخططهم، وجمع المعلومات والبيانات

المتعلقة بتلك الخطط، والاستفادة من تجارب وأبحاث الآخرين، من أجل تكوين

قاعدة متينة يتم من خلالها استغلال الكوادر المتاحة على اختلاف مستوياتها. وكذلك

تحديد خطط بديلة متناسقة تكون مرنة بقدر كافٍ لمواجهة الظروف المتغيرة بحيث

تكون قابلة للتعديل، ومن ثم: الاستمرارية وتصحيح المسار دون تأثير كبير على

فعالية الخطة الأم.

ثالثاً: التركيز الدعوي وتدريب الأشخاص الذين يشغلون الأماكن (لشغرها

وليس لكفاءتهم) وذلك للارتقاء بمستواهم وزيادة إنتاجيتهم واستغلال طاقاتهم

القصوى، وذلك من خلال التدريب المباشر (على رأس العمل) أو غير المباشر؛

كتزويدهم بالرسائل التثقيفية المتخصصة لصقل مواهبهم وتكييفها بحسب الأماكن

التي يشغلونها.

رابعاً: حتى لو أننا أوجدنا مديرين جيدين يشغلون هذه الأماكن، إلا إننا

لازلنا بحاجة للقياديين الذين سيوجهون هؤلاء المديرين، لذا: فإيجاد قيادي واحد

ينسق (يشرف) أو يوجه مجموعة من هؤلاء الأشخاص وهكذا مع مجموعة أخرى

وأخرى: سيكون له الأثر الكبير في تمكين الأفراد الحاليين من القيام بالمهام

المطلوبة، ولو بنسبة جدارة لا تزيد عن ٧٠%.

خامساً: يجب العمل على استقطاب ذوي الخبرات والقدرات المطلوبة

وتوظيفهم في صالح العمل الإسلامي؛ فالكثير من المسلمين لديهم النزعة والغيرة

على الدين ولكنها بحاجة لمن يوقد فتيلها، ولا أرى مانعاً من استغلال تلك الطاقات، ولو بصورة غير مباشرة أو حتى كعمل جزئي، وذلك بدعوتهم للمشاركة في هذا

الإطار.

سادساً: أحد الحلول هو: تجزئة العمل التخصصي، بحيث يقوم بالمهمة

المطلوبة أكثر من فرد غير متخصص، بمجموعهم يشكلون الشخص المطلوب،

صحيح أن هذا الحل له مساوئه، وهو الإكثار من العمالة، وبالتالي المصاريف،

ولكن محاسنه ستفوق مساوئه خاصة على المدى البعيد، بحيث يمكن (تدوير) أو

إحلال الفرد مكان الآخر لفترة كافية لاستيعاب المهام الجديدة المطلوبة منه والانتقال

لمهمة أخرى، وهكذا حتى يصبح لدينا العديد من المتخصصين.