للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلمة صغيرة

قف وتأمل

يكاد المتابع لجهود المنصرين لا يصدق ما تقدمه مؤسساتهم من أعمال ضخمة: في بناء الكنائس والمدارس والمستشفيات والملاجئ، وطبع الأناجيل والترجمة

لمنشوراتهم الدينية بملايين الطبعات وبمختلف اللغات، وكذلك جهود آلاف من

المتطوعين لأداء تلك الأعمال في شتى التخصصات منذ سنوات طويلة. بل إن

المنصرين استطاعوا اختراق ما يسمى بالمنظمات الإنسانية الدولية والتستر وراءها

لتنفيذ برامجهم ونشر دعوتهم. وقد رفع بابا الفاتيكان لواء التنصير معلناً شعاره

المحفز للإرساليات التنصيرية (إفريقيا نصرانية عام ٢٠٠٠م) ، وتتوالى رحلاته

المكوكية في إفريقيا وآسيا ليشرف بنفسه على بناء القواعد وترسيخ الأقدام، وليس

غريباً أن تقابل زياراته بالاحتفاء الرسمي والإعلامي، ولكن الغريب كل الغرابة أن

يحظى استقباله بحشود هائلة من عوام المسلمين؛ ففي السنغال مثلاً (حيث نسبتهم

٩٥%) لم يجدوا مكاناً يستوعب المستقبلين للبابا إلا الملعب الرياضي! ! وهؤلاء

المسلمون بجهلهم وفقرهم هم الأرضية الخصبة التي يتحرك فيها المنصرون.

وليس هدفنا من هذا إشاعة الإحباط والتخذيل، أو التقليل من جهود الجمعيات

الإسلامية، لكننا نتساءل وبصدق أين جل المسلمين عن حمل لواء دينهم؟ ولماذا

يترك عوام المسلمين وفقراؤهم ضحايا للتنصير؟ !