للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نص شعري

[الطريق إلى روما]

شعر: طاهر محمد العتباني

دمي يتسرّبُ في الأرضِ..

يُعْلِن عشق الورودْ

وزينبُ تعرفني حين يهطل هذا الدمُ ...

المستهام الفريدْ

دمي يتسرّبُ في الأرضِ ...

يغذو عناقيدها، ويزفّ القصيدْ

(وزينبُ) تبصرني

حين مرّ الشهيدُ على جَفْنها ...

في صلاة التهجّد عندالسّجودْ

دمي يتسرّب في الأرضِ ...

يكتب بعض الحروف التي ...

سوف يطلع مِنها الربيع الوليدْ

وزينبُ تهتفُ بي أنْ: تقدّمْ

دِماؤك عنقودُ ضَوْءٍ ...

وذكرى صلاةٍ، وخفقُ سجودْ

دماؤكَ ...

لايعرف الخانعونَ بأن الذي ...

أهْرقوهُ سيطلع من كل صوبٍ ... ،

ويزهِرُ في كل عيدْ

دماؤكَ ...

لايعرف الميّتون بأن الحياة..

التي غرسوا حينما قتلوكَ! ..

ستقتلهمْ

وترصّ الأزاِهرَ من فوقِ شاهدةِ القبْرِ..

قبْرِكَ هذا الذي فيه نَفْحةُ مِسْكٍ ... ،

وريّا شَهِيدْ!

وزينبُ تهتفُ بي أن: هلمّ ... ،

على ساحةِ النور للحق خطوٌ ...

وللفَجْرِ أَنشودةٌ تُستعادْ! ..

وأنت الذي سيعيدْ

وأنت الذي سيعيدُ إلى الأرض فَرحتها

حينما يلتقي ذا الشجى بالشجى

والغريبُ المصفّدُ في قيدهِ ...

بانفساحِ الوجودْ!

جناحاكَ طِرْ بهما حيث شئتَ ...

ورَفْرِفْ كماشئتَ ...

ها أنتَ حُرٌ وهاهم عبيدْ! !

وزينبُ تهتف بي: إن روما التي عشقتْكْ

تظلّ على لهف الانتظارِ ...

فتطفِرُ في مقلتيْها الدموعُ..

ويصْهَلُ في وجْنتيها النشيدْ!

وروما التي عَشِقَتْكْ ...

ترفْرِفُ في شفتيْها النبوءَةُ ...

تعرف أنّك فارسُها المُرْتَجى،

وفتاها المجيدْ

وروما التي عشِقَتْكْ ...

على صَدْرها ... يتوهّجُ عِطْرٌ ...

أعدّتهُ من زَمنٍ، خبّأتْهُ بصندوقها

للحبيب الوحيْد!


(*) ننشر هنا مقطعاً من قصيدة طويلة بهذا العنوان، منع من نشرها كاملة ضيقُ المساحة، والرغبةُ في إتاحة الفرصة لأكثر من نص شعري، مع اعتذارنا للشاعر الكريم، وتمنياتنا لنصوصه الجميلة أن يجمعها ديوانه المنتظر
- التحرير الأدبي -.