للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شعر

[إلى متى؟]

شعر: أبي معاذ الخالدي

تحية يا فتى الإسلام والعرب ... في غمرة الليل والإعصار الغضب

تحية.. وفلول الحق لاهثة ... وواثب الحق رغم الحرق لم يثب

تحية.. لك في السراء أبعثها ... وفي الشدائد في الآلام في النكب

ومن دياجي ملمات يضيق لها ... صدر الحليم أناجي كل ذي أرب

من أمتي وعوادي الدهر تطحنها ... في مهمة القحط والأجداب واللغب

من أمتي أمة كانت مكانتها ... فوق الثريا تخطت هامة الشهب

عزاً وبأساً.. وإيماناً تلوذ به ... في كل مصطدم في الدهر اضطرب

تجتاز ليل البرايا من مشاعلها ... وهج الهداية يجلو ظلمة الريب

شبابها درة الأكوان ما جنحوا ... لغير حق.. وما مالوا إلى لعب

إذا جنا الليل لم تلبث مضاجعهم ... أن حركتهن ترنيمات مغترب

جثوا أمام شديد الطول خاشعة ... أبصرهم ودموع الذل في صبب

والوحي عطّر أجواء الظلام ولو ... لا الوحي ما بزغوا كالصبح من عجب

تمتد أعمدة الضوء التي هتكت ... بقوة الحق ما استعصى من الحجب

يا ليل كم شهدت عيناك من بطل ... يبكي أمام جلال الله في رهب؟

وفي النهار ليوث.. كان واحدهم ... في ساحة الحرب كالإعصار كاللهب

في كف أروع لا يخشى وإن ... الموت ينقض كالموتور من قرب

والله أكبر.. رغم اليأس قنبلة ... عنيفة الحس ترمي القوم عنه كثب

يا للشهادة.. أعيتهم مذاهبها ... حيناً فما يئسوا من شدة لطلب

وللسيوف المواضي كم قضت وطراً ... وكم رأت خطراً في لجة الغضب؟

أولئك القوم آبائي مفاخرهم ... مفاخري.. وأنا أولى الورى بأبي

أعظم وأكرم بجيل كان منبته ... روض العقيدة في إثمارها العجب

ويا سعادته.. والكون يحضنه ... وينتشي من عظيم الحب كالحبب

ويا شقاوة أعداء قد احترقوا ... حقداً وضاق عليهم واسع السهب

غشى النواظر حتى ما تكاد ترى ... من الحقائق إلا صورة الكذب

فعد إلى الله.. يامن عضه الألم ال ... دامي ويا من ربي في دجية الريب

واحمل إلى الكون نور الحق إنك ... إن تحمل إلى الكون نور الحق في لب