للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منتدى القراء

[دعوة إلى التفكير]

بقلم:سالم فرج سعد

إن مما تحيا به أمتنا: تفكير جاد معطاء، وتصور بناء؛ ذلك أن الأمم تحيا

بعقول أفرادها، وتنمو بتفكيرهم..

ولا شك أن التفكير في حق خير أمة أخرجت للناس وأشرفها وأكرمها على الله

أوكد وأوجب، لأنها أمة الهدى ودين الحق؛ التي حازت قصب السبق إلى الخيرات

بنبيها محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومما يدفعها إلى إحياء روح التفكير،

ويرغبها فيه: ما أشاد به كتابها المنزل من التفكر والتدبر، قال (تعالى) [.. أَن

تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا] [سبأ: ٤٦] ، وقال في صفات أولي الألباب

[ ... وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ..] [ال عمران: ١٩١] فالقرآن

يربينا ويأخذ بأيدينا لنلتمس منه العبرة والعظة حين يفتح للفكر آفاقه، وللتدبر أبوابه، وإن كان مبدأ التفكير هو في نعم الله ومخلوقاته إلا أن ذلك هو الانطلاقة العملية

والباعث للتفكير.. فهو منطلق العمل، وبداية الحركة، وإشراقة النور، وكما قال

(سفيان بن عيينة) (رحمه الله) : (الفكر.. نور يدخل قلبك) ، وربما يتمثل بهذا

البيت:

إذا المرء كانت له فكرة ... ففي كل شيء له عبرة [*]

والتفكير الجاد ليس مجرد فلسفة نظرية أو تصورات عقلية، بل هو يقظة

روحية وهمة وقّادة ذات فعالية، به تتضح معالم الطريق ويتبين الهدى من الضلال، فالفكرة مرآة ترى فيها حسناتك وسيئاتك، ومدرسة تكتسب منها حقائق وتجارب.


(*) تفسير ابن كثير ,ج١ ص ٤٧٧.