للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نص شعري

العناقيد! !

شعر:جمال فضل

بينا تدمر عناقيد الحقد [*] (قانا) ، كانت الحمائم تجتمع لتزيل من بنود ميثاقها

نصوص تدمير الصقور! !

سلام على أدعياء السلام ... ومن ليس تنفعه باصرة

يريدون أن تستحيل الذئاب ... حماة لذمتنا الخافرة [١]

أتعجب أن يستحيل البغاث ... نسوراً على الأمة الهاذرة [٢]

وأن تلعق الحَجْل باقي الفتات ... وأشداق أسيادها فاغرة [٣]

نسينا بأن اليهود قطيع ... مع الوحش تجمعها آصرة [٤]

لهم في صياغة تلك العهود ... وفي نقضها صنعة ماهرة

أما كان بين الرسول الكريم ... عهود مع الطغمة الفاجرة

فخانوا المواثيق وقت الشتات ... فكيف وهم دولة ظاهرة

رويدك إن البعيد يعود ... وللغيب أفلاكه السائرة

وهذي بشائر عهد السلام ... يجدد أوله آخره

***

على جرح (قانا) تثور القروح ... ومن كل جرح لنا ذاكره

نعم.. إنهم يقتلون الصغار ... وللثُكل لوعته الحائرة

وراياتهم نحو صنع السلام ... عوالٍ ولكنها فاقرة

عناقيدهم تلك لن تستكين ... لأغصان همتنا الخائرة

عناقيدهم من صميم الكفاح ... سرابيل بطشتها سافرة

لها همة أن تبيد الجميع ... فنحن لنا الهمة القاصرة

***

يحيف بنا من يريد الشعوب ... عبيداً لقوته القاهرة [٥] !

ويهدي البغاة سلاح الدمار ... لتُخمد جذوتنا الثائرة

يفرق وحدتنا والجهود ... لتصبح تلك الخطا عاثرة

ويرفع راياته للسلام ... وآثام أنجاله سافرة

لحا الله من يستجيز الركوع ... لأعداء أمته الطاهرة

ويرضى بأمن الجوار اللئيم ... على رَمَض العيشة الصاغرة

ألا إن نصر الإله العزيز ... يراوح في الآية العاطرة

نكشّفهم لك كي (تستبين) ... فصفك أخلاطه ظاهرة [٦]

دماء الضحايا ستحيي الجموع ... وأشلاؤهم جذوة ثائرة

وتلك الذرى سوف لن تستكين ... فأنجمها في الهدى سائرة


(*) عناقيد الحقد هي الترجمة الحقيقية للعملية العسكرية البشعة التي قامت بها إسرائيل.
(١) خافرة: بمعنى مخفورة.
(٢) البغاث: الهزيل من صغار الطير الهاذرة: من الهَذَر، وهو الكلام الكثير بلا فائدة.
(٣) الحَجْل: جمع حَجَلة، وهو نوع من الطير تشبيهاً لها بحمام السلام.
(٤) الآصرة: القرابة.
(٥) الحيف: هو الجور في التعامل والقوة القاهرة: مقارنة بقوى البشر لا القهر المطلق الذي هو لله وحده.
(٦) من قوله (تعالى) : [وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المُجْرِمِينَ] [الأنعام: ٥٥] .