للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نص شعري

[القنبلة الإيمانية]

شعر: فيصل بن محمد الحجي

إلى المجاهدين الأبطال في فلسطين الذين يُفجِّرون أنفسَهم في تجمعاتِ اليهود

فيَقتلون ويُقتلون ... ! [*]

فجّر عيونَكَ إن رآك طغاة ... لا تُغمضَنّ لهم كأنك شاةُ

وانْحَرْ بنحرِكَ كلّ سيفٍ.. إنما ... تلقى السيوفَ على لهاك [١] وفاةُ

واثقب بجبهتِك الرصاصَ.. كأنه ... خَرَزٌ يُصاغ لزينة وبُرَاةُ

أطْلِقْ دماءَك كالرصاص على العدا ... إيّاك أن تتوقّفَ الطلَقَاتُ

مُتْ.. مُتْ.. ولا تقنعْ بألفَي ميتةٍ ... فالموت من أجل الحياة حياةُ

ليست حياةً أن تعيشَ منعّماً ... في ظلِّ طاغيةٍ له السّجَداتُ

ليست صلاةً أن تقومَ لخالقٍ ... وتعيشَ في القلب المريض (اللاتُ)

قدماك ما خُلِقَتْ لمشيٍ.. إنما ... خُلقَتْ لِتُسْحقَ تحتها الشهواتُ

دُسْها.. تَقَدّم.. وانطحِ الخطرَ الذي ... يخشى ثباتَكَ ... فالحياة ثباتُ

في (ذرة) الإيمان معجزةٌ لها ... تعنو (النّواةُ) وتخنسُ (الذراتُ)

بُشراك.. ليست جنةً تسعى لها ... بشهادةٍ.. بل إنها جنّاتُ

يا أيّها العملاقُ في الزمن الذي ... فيه طغى الأقزام والقَزَمَاتُ

يا موكبَ العزِّ الذي لولاه ما ... برقَتْ بليل قنوطِنا البسَمَاتُ

نَتْنُ الخيانةِ قد أحال ديارَنا ... مستنقعاً تنمو به الآفاتُ

بالنتن أُزكِمَتِ الأنوفُ.. فجُدْ لنا ... يا عِطْرُ ... وَلْتَعْصفْ بنا النّفَحَاتُ

لمّا جنودُ الشيخ ياسين انبروا ... عُقِدَتْ بشرم الشيخ مؤتمراتُ

ما بالهم..! كي لا يبينَ هلالُنا ... تتدفّقُ الصلبانُ والنجماتُ

كلّ يصون ضلالَهُ ... فإلى متى ... من قومنا تتسارع الخُطُواتُ؟

لغة العدالة طَلْسمٌ في عصرنا ... قد أنكرتْها ألسنٌ ولُغَاتُ

لغة الجهادِ إذا نَطَقْتَ حروفها ... فَهِمَ الجميعُ.. وذلّت الهاماتُ

فاسْلُكْ سبيلَ الصاعدين إلى العُلا ... ولهم بإحدى الحسنيَيْن نجاةُ

عيّاش يحيا في طليعة زحفهم ... ودماؤه لجنوده راياتُ

ويُطِلُّ (دوداييفُ) بدرَ شهادةٍ ... فيها لأجيال الهدى دَعَواتُ

يتجلجَلُ الإقدامُ في أنفاسِهِ ... وبناظريهِ تصهلُ العَزَمَاتُ

يا أيها الباكي من استبسالهم ... ستزيد بعد سلامك العَبَراتُ

الواهمون.. سبى اليهودُ عقولَهم ... فتضاءلتْ بسرابها الرغباتُ

كمن ارتضى بتحيةٍ من زوجه ... في حضن غاصبها ... وسلماً باتوا

قد أُلبسوا حُللَ السلام لأنهم ... عرفوا بأن الخائنين عُراةُ

هُنّا فهان على البغاث قتالُنا ... حتى غزانا الصربُ والكِرواتُ

حَمّلْتُ شع'ري فوق طاقته إلى ... أن خِفْتُ أن (تتكسّرَ) الأبياتُ

ولد تمرّد يافعاً.. ونما على ... موج الجراح ومن دمي يقتاتُ

أَلِفَ المرارةَ.. فاستحال مذاقُها ... عسلاً.. به تتكامل اللذّاتُ

وحروفه انتصَبَتْ تصيحُ تحدِّياً: ... هاتوا لنا من كل همٍّ.. هاتوا

وعقيدة التوحيد صَحّحتِ الرؤى ... فانظر لما جاءت به الآياتُ:

عاش الذين إلى القبور تسابقوا ... والساكنون قصورهم قد ماتوا


(١) اللها: جمع اللهاة: اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى الفم، وهي هنا كناية عن الحلق نفسه.
(*) ننشر انطباعات وأحاسيس الشاعر، بغض النظر عن الخلاف الفقهي الحاصل حول حكم من يفجرون أنفسهم لمجاهدة العدو، والذي كان محل الحوار بين بعض العلماء على صفحات بعض المجلات الإسلامية مؤخراً.