للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمون والعالم

اليمن بعد الانتخابات الأخيرة

رؤية متابع

بقلم: أيمن بن سعيد

بعد هزيمة الحزب الاشتراكي اليمني في حرب عام ١٩٩٤م، وخروج

الحكومة اليمنية فيها منتصرة، كان من المفترض أن تتم مكافأة التجمع اليمني

للإصلاح على موقفه الكبير المؤثِّر في تلك الحرب وتجييشه الشارع اليمني لصالح

الوحدة وإعطائه للحرب مع الاشتراكي بعداً عقدياً، لكن قيادات المؤتمر الشعبي

العام فيما بعد أعطت لكوادر الحزب السياسية والعسكرية والاجتماعية الضوء

الأخضر لتحجيم حزب الإصلاح والحد من تحقيقه لأي مكاسب جديدة يتجاوز بها

الخطوط الحمراء المرسومة سلفاً؛ وانطلاقاً من ذلك فقد تم إضعاف الوزارات

الخدمية التي أُوكِلت إلى الإصلاح بتحديد موازناتها المادية، بحيث لا تسمح لمن

يكون على رأسها بتقديم خدمات جيدة للناس؛ خوفاً من زيادة شعبيته ونفوذه، كما

تم إضعاف تأثير وزراء الإصلاح داخل وزاراتهم، حتى صار بعضهم ليس له كلمة

على صغار الموظفين في وزارته فضلاً عن كبارهم؟

كما أُجْبِرَ حزب الإصلاح في كثير من الأحيان على تنفيذ برامج حكومية

تتعارض مع أهدافه ومبادئه.

وتم عملياً رفض أطاريح الإصلاح لتحسين الوضع الإداري السيئ داخل

أجهزة الدولة، ومكافحة السلبيات التي تعاني منها تلك الأجهزة، وبالتالي صار

عامة الشعب اليمني لا يحسون بنتاجٍ حسن من مشاركة الإصلاح في السلطة، هذا

إن لم يزدد الأمر بالنسبة لهم سوءاً نتيجة ما سمي بالإصلاحات الاقتصادية

بمرحلتيها الأولى والثانية التي طلبها صندوق النقد الدولي من اليمن وتحملت آثارها

السلبية عامة الشعب؛ نتيجة زيادة أسعار المواد الأساس مع التدهور المريع للقيمة

الشرائية للريال اليمني وقتاً بعد آخر.

الإعداد للانتخابات:

وحين قربت الانتخابات اليمنية الأخيرة التي خطط لها المؤتمر الشعبي العام

لصالحه تخطيطاً جيداً؛ نتيجة كونه الحزب الذي بيده كل الإمكانات المالية (أنفق

حزب المؤتمر في الانتخابات الأخيرة عدة بلايين ريال) وغيرها مثل: الإعلام

والجيش والأمن العام والأمن السياسي والحكام المحليين في المحافظات وجل شيوخ

القبائل واللجنة العليا للانتخابات وجل اللجان الفرعية لها.. حين ذاك تم حساب

الأصوات جيداً في كل دائرة وأجريت تنقلات لمعسكرات الجيش، حسب ما تتطلبه

ظروف كل دائرة انتخابية.

ولقد كان المؤتمر الشعبي العام يهدف من ذلك: تحقيق أغلبية مريحة داخل

مجلس النواب، هذا بالنسبة له، أما بالنسبة إلى حزب الإصلاح فقد كان المؤتمر

الشعبي العام يهدف إلى تحقيق أمرين:

الأول: عدم تجاوز حزب الإصلاح سقفاً محدداً من الأصوات داخل مجلس

النواب أي عدد مقاعده في مجلس النواب الماضي لكي يظهر بمظهر الضعيف في

الداخل والخارج، وليتم الإثبات للدوائر المهتمة إقليمياً ودولياً بالصحوة الإسلامية

في اليمن أن الصحوة لا تعدو أن تكون أداة طيّعة تبرز متى احتيج إليها في مواجهة

الأعداء، ويهوِّن من شأنها وتقزّم متى تطلب الأمر ذلك، وليكون ذلك أيضاً ذريعة

أمام الشعب اليمني لممارسات التضييق على الصحوة ومكتسباتها بعد الانتخابات.

الثاني: أن يتم منع بعض رموز التجمع اليمني للإصلاح التي يتهمونها

بالتشدد العقائدي من الوصول إلى مجلس النواب، وذلك بهدف تحسين صورة اليمن

في الخارج كما صرح بذلك مسؤول يمني كبير لصحيفة الحياة ونشرته في عددها

(١٢٤٨٠) .

ولقد استطاع المؤتمر الشعبي العام بإمكانات الدولة التي بيده أن يسيِّر الأحداث

بعد ذلك ويكيفها لصالحه إلى أن حانت الانتخابات وجاءت مرحلة الاقتراع فالفرز

فإعلان النتائج، المعروفة: (٢٢٦) نائباً للمؤتمر الشعبي العام، (٦٣) نائباً

للإصلاح مع المستقلين المؤيدين له، (٣) نواب للوحدوي الناصري، نائبين للبعث

العربي الاشتراكي.

وللحقيقة فإنه مما ساعد المؤتمر في الوصول إلى هذه النتائج توظيفه بشكل

مباشر أو غير مباشر لبعض الرموز الإسلامية وطلابها ممن لهم موقف متشنج من

حزب الإصلاح ويسعون إلى تشويه سمعته ورموزه، بل وصل الأمر ببعض أولئك

الطلاب إلى مهاجمة دعاة الإصلاح في مقابل الدفاع بشكل مباشر عن حزب المؤتمر

ومرشحيه، ويتجاوز الأمر ذلك في أحيان أخرى إلى أن يتحول بعض أولئك إلى

دعاة انتخابيين لمرشح المؤتمر؛ بل تجاوز ذلك إلى حد أن بعضهم رشح نفسه في

بعض الدوائر ليحول دون فوز مرشح الإصلاح.

وفي ظني: أن حزب الإصلاح أيضاً قد ساعد المؤتمر الشعبي على الوصول

إلى هذه النتيجة سواء من خلال بعض قيادييه المحسوبين على السلطة وهم من

العناصر التي تشارك بقوة في صناعة قرار حزب الإصلاح.

أو من خلال التزكية للمؤتمر في أوساط الشعب اليمني وادعاء ألا فروق

جوهرية بين الحزبين، بينما في المقابل يَصِمُ المؤتمر حزب الإصلاح بالتشدد

ويدعي أحد أمنائه المساعدين أن استلام الإصلاح للسلطة يعني عودة البلاد إلى

عصور الظلام!

أو من خلال سوء الاختيار لبعض ممثلي الإصلاح في دوائر كثيرة نتيجة

اختياره أشخاصاً لا يحسنون معاملة الناس، أو أفراداً لا يمتون إلى الالتزام بصلة.

أو من خلال السكوت عن نقد القيادات الفاسدة داخل أجهزة الدولة وعدم بيان

عوارها للشارع اليمني ليحذر منها، ويتقي شرها.

أو عدم الوضوح أحياناً في الانطلاق من رؤية إسلامية جلية في التعامل مع

الأحداث، وعدم مخاطبة الشارع بخطاب إسلامي بدلاً من الخطاب الوطني.

ومع إدراكنا للعوائق المانعة داخلياً وخارجياً على الأقل من وجهة نظر

الإصلاح من القيام بتبني هاتين القضيتين الأخيرتين بجلاء، والوقوع في معضلة

الحرص على حماية الصحوة ومكتسباتها وما يتطلب ذلك من مداراة الظالمين أو

مقارعتهم وما يحمل ذلك في طياته من مشكلات لا تخفى في بلدان العالم الثالث، إلا

أن ما أشرنا إليه آنفاً له دوره فيما آلت إليه النتائج. والله المستعان.

ماذا بعد الانتخابات؟

أعلنت الدوائر المعنية بالأمر في كثير من العواصم الغربية رضاها عن

النتائج التي تحققت، وطالبت بمزيد من الانفتاح الذي يعني التحرر من قيم الشعب

اليمني ومعتقداته، والسير الحثيث في تبني القيم الغربية وتقاليد الحياة هناك [وَلَن

تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ] [البقرة: ١٢٠] .

ولذا: فإن أبرز القضايا التي من المتوقع أن تبادر الحكومة اليمنية الجديدة إلى

تنفيذها فيما أراه والله أعلم ما يلي:

- احتمال العمل على زعزعة بعض مكتسبات الصحوة الإسلامية وأبرزها

المعاهد العلمية التي يتهمها بعض من حاد عن الصواب بأنها معاهد تخرج متطرفين

يكفِّرون المجتمع؛ وهذا ادعاء باطل وشنشنة نعرفها من أخزم.

- تضييق حرية التعبير والكلمة وبخاصة من قبل ذوي المواقف المعهودة من

الصحوة والمخالفين لها عقدياً نسأل الله أن يهديهم وأن يكفينا شر ما يخططون له.

- استهداف المرأة اليمنية المحافظة، ومحاولة إخراجها من وقارها وحشمتها،

وقد كان ذلك واضحاً في البرنامج الانتخابي (للمؤتمر) ، والتصريحات الصحفية

لكبار قياداته، كما كان ذلك واضحاً أيضاً من خلال اتهام حزب الإصلاح باضطهاد

المرأة ومنعها من حقوقها، وأجلى من كل ذلك: دعوة المتحدث باسم خارجية أعتى

دولة غربية القيادة اليمنية إلى المزيد من تحرير المرأة اليمنية وإعطائها المزيد من

حقوقها!

- تشويه صورة الإسلاميين واتهامهم بالإرهاب، وبالتالي إزاحة كثير منهم

عن مواقعهم الرسمية والاجتماعية، أو شراء ذمم من يستطاع شراء ذمته منهم.

نسأل الله السلامة.

- الدعم القوي لبعض الطوائف البدعية المعادية للصحوة الإسلامية ومكتسباتها، ... ومد يد العون لبعض فصائل الصحوة الإسلامية التي بينها وبين تجمع الإصلاح

اختلافات في بعض وسائل المعالجة والتغيير نكاية بالإصلاح من جهة، وتحسيناً

لصورة المؤتمر الإسلامية من جهة ثانية، وتعميقاً للخلاف بين فصائل الصحوة

الإسلامية من جهة ثالثة.

المطلوب من الإسلاميين في هذه المرحلة:

في ظني أن المطلوب من الإسلاميين في اليمن في هذه المرحلة الكثير والكثير

وفقاً لما يلي:

١- حسن الظن بالله (عز وجل) والثقة به والاعتماد عليه وحده؛ لأن ما شاء

كان وما لم يشأ لم يكن، وما أصاب العباد لم يكن ليخطئهم، وما أخطأهم لم يكن

ليصيبهم، والله (عز وجل) عند ظن عباده به فليظنوا به ما شاؤوا.

٢- التوبة والإقلاع عن الذنوب، فما نزل بلاء إلا بذنب ولارفع إلا بتوبة،

قال الله (عز وجل) [وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ]

[الشورى: ٣٠] ، وعلى قيادة الصحوة وعلمائها داخل الإصلاح وخارجه العمل

على التخلص من تسويغ كافة الإخفاقات بنظرية المؤامرة مع وجودها ومحاسبة

الذات أولاً، والسعي الجاد لاكتشاف الأخطاء وجوانب النقص والقصور، والعمل

على معالجتها وتلافيها.

٣- المزيد من العمق في الانضباط الشرعي في اتخاذ المواقف، وعدم الحيدة

عن الحق إرضاء للخلق؛ فمن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى

عنه الناس، ومن أسخط الله برضى الناس سخط الله عليه وأسخط عليه الناس؛

وفي اعتقادي أن هذه قضية جوهرية لا بد من استيعابها، والعمل على تصحيح

الأخطاء الكثيرة الواقعة حيالها قبل أن يُنْدَم حين لات مندم.

٤- تحويل القناعات النظرية والعلمية في وحدة الكلمة واجتماع الصف لدى

فصائل الصحوة الإسلامية إلى مواقف عملية لا تقل عن تنسيق الجهود واتحاد

المواقف في القضايا الرئيسة، والتجرد عن الهوى وحظوظ النفس والعقلية الضيقة

التي تنطلق من مبدأ: أنّ من لم يكن معها فهو ضدها؛ لأن الجميع مستهدف، ولا

يظنن ظان من أبناء الصحوة أن أخاه هو المستهدف وحده؛ فإن ظن ذلك فقد أُكِل

حقيقة يوم أكل الثور الأبيض.

٥- إدراك طبيعة التغيير الذي حصل في المؤتمر الشعبي العام وتحوله من

مظلة يجلس تحتها كافة الفئات الشعبية والتوجهات الفكرية إلى حزب أخذ ينحو

منحًى فكرياً ويقيم تنظيماً هرمياً بعد أخذه للأغلبية المريحة ولنا أمل في قيادة

المؤتمر ألا يتراءى لها عدم الحاجة في الزمن القريب إلى الحركة الإسلامية التي

كانت الوسيلة لمواجهة أعدائها الذين كانوا يحتكمون إلى السلاح كلما لاح الخلاف

قبل الوحدة وبعدها.

كما إن لنا أملاً ألا تنجر قيادة المؤتمر إلى التضييق على الحركة الإسلامية

تحت تأثير ذوي العداء العقدي أو الشخصي لرموز الصحوة ومكتسباتها، وأن تأخذ

في اعتبارها أن الحركة الإسلامية رقم يصعب تخطيه. والدخول في محاولة الكبت

له قد يقود البلاد إلى حالة من عدم الاستقرار الداخلي نسأل الله أن يكفي البلاد شره

وهو ما يتنافى مع متطلبات شعار الإصلاح والتنمية الذي ترفعه الحكومة ومع

الاستهداف الخارجي الذي تعاني منه اليمن و (حنيش) خير شاهد.

٦- الاهتمام بالتربية ونشر العلم الشرعي؛ فإن ذلك هو الدرع الواقي من

الانزلاق في دركات كثير من المعاصي، وهو السبيل لعبادة الله على بصيرة،

والثبات على الحق في مواجهة فتن شياطين الجن والإنس على سواء.

والمتأمل في واقع الحركة الإسلامية المنضوية تحت راية تجمع الإصلاح

يلاحظ تهميشاً لهذا الجانب وبخاصة في السنوات الأخيرة، والاكتفاء بمجرد

الانضواء تحت راية الحزب والحصول على بطاقته، ولعل هذا هو السر في تأييد

كثير من أبناء الشعب اليمني المسلم بقوة لمن لا يُظن في دينه خيرٌ من ناحية فكرية

أو سلوكية؛ مما يتطلب من الدعاة الاعتناء بالدعوة والتربية الإيمانية والعمق الكبير

في ذلك.

٧- التنويع والتجديد في الوسائل الدعوية المناسبة لكافة أبناء الشعب اليمني

مع ضرورة عدم التفلت من الضوابط الشرعية والاعتناء بكافة فئاته وعلى وجه

الخصوص المرأة التي يريد لها الأعداء أن تكون سلعة رخيصة يُسْتَمتَع بها في

سوق النخاسة متسترين تحت شعارات الحرية والمساواة بينها وبين الرجل في

الحقوق والواجبات.

ومن المتأكد على الدعاة وأهل العلم إدراك جوانب القصور الكبيرة في دعوتهم

للمرأة وتعليمهم لها، ومبادرتهم إلى رفع صور الظلم المختلفة التي قد تعاني منها

بعض النسوة في المجتمع، وعدم الاكتفاء بالمظاهر الاجتماعية المحافظة وسط

النساء اليمنيات في أكثر مناطق اليمن ما لم تكن تلك المحافظة نابعة من بُعد عقدي

لا من مجرد تقليد اجتماعي كما هو واقع الكثيرات لأن أعراف المجتمعات وتقاليدها

تتبدل من وقت لآخر، ولعل في تجربة بعض المجتمعات الإسلامية وما كان من

الانتكاسات التي أصيبت بها المرأة في محافظتها على دينها مع أن تلك المجتمعات

كانت قبل ردح من الزمن أكثر محافظة من المرأة اليمنية في الوقت الراهن لعلّ في

ذلك خير دليل على ما قدمنا.

إيجابيات في الانتخابات:

ولعل من حسنات هذه الانتخابات أنها عادت ببعض رموز الإصلاح العلمية

المعروفة بنشاطها الدعوي والتربوي إلى أوساط الناس ليقوموا بواجبهم حيال ذلك.

ولعل من حسناتها أيضاً: أنها قد تكون أعادت الاهتمام بهذا الجانب لدى كثير

من الإصلاحيين إلى الموقع الذي يجب أن يكونوا عليه بعد أن كانوا يراهنون على

التغيير نحو الأصلح عن طريق المجلس النيابي الذي لا يعدو أن يكون سوى أداة

طيعة بيد من بيده سلطة الحل والعقد، فإذا جاوز المجلس قدره فطريقه الحل أو ...

وتجربة الجزائر خير شاهد. وغيرها كثير مما يعرفه المتابعون.

وختاماً: فالمرحلة القادمة والله أعلم شائكة، والأمر يحتاج إلى اعتماد على

الله ولجوء إليه ثم بُعد نظر وروية. والتفكيرُ بهدوء وواقعية لا يعني التنازل عن

مكتسبات الصحوة تحت تأثير الجبن والخوف من الأعداء، ولا يعني التهور

والوقوع في إشكالات ومواقف غير مسؤولة نتيجة عدم تقدير قوة الصحوة تقديراً

صحيحاً ووضعها في موضعها المناسب؛ لأن جر شباب الصحوة إلى المواجهة

هدف لجهات كثيرة في الخارج والداخل، وتكرار تجارب بعض الدول في القضاء

على المكتسبات الإسلامية في المجتمع، والتضييق على شباب الصحوة، وفتنتهم،

هَمّ للدوائر المعنية بمحاربة الصحوة في بلداننا الإسلامية.

ولذا فإن الفردية في اتخاذ المواقف من قِبَلِ شباب الصحوة أو إحدى الفصائل

الإسلامية مرفوضة.

والالتفاف حول العلماء والدعاة الربانيين واجب متحتم.

نسأل الله أن يصلح الأحوال بمنه وكرمه، وأن يحمي اليمن وأهله وعلماءه ودعاته، ويكفيهم شر الأشرار وكيد الفجار، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.