للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منتدى القراء

الشيخ إسماعيل الأنصاري..

العالم الذي فقدناه

بقلم: عبد الله بن محمد الهلالي

قال الله (تعالى) : [أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَاًتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ

يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الحِسَابِ] [الرعد: ٤١] .

قال ابن كثير في تفسيره (٢/٥٢١) : (.... وقال ابن عباس في رواية:

خرابها بموت علمائها، وفقهائها، وأهل الخير منها، وكذا قال مجاهد أيضاً: هو

موت العلماء وفي هذا المعنى ...

الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها متى يمت عالم منها يمت طرفُ

كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها وإن أبى عاد في أكنافها التلفُ

ففي يوم الجمعة الموافق ٢٦/١١/١٤١٧هـ، وفي مدينة الرياض، أقيمت

صلاة الجنازة على جثمان الشيخ (إسماعيل الأنصاري) (رحمه الله تعالى رحمة

واسعة وغفر له) ، وذلك بعد صلاة الجمعة بالجامع الكبير.

وهذه نبذة مختصرة جداً عن حياته.

مولده ونشأته: ولد الشيخ في صحراء إفريقيا سنة ١٣٤٠هـ، وتلقى هناك مبادئ العلوم؛ فحفظ القرآن عن ظهر قلب، وقرأ في العقائد والفقه والنحو والبلاغة والأصول والمصطلح وغيرها من العلوم على مشايخ تلك البلاد.

ثم هاجر فضيلته إلى الحرمين الشريفين، ووصل إلى مكة عام ١٣٦٩هـ

واستقر بها.

أعماله: تولى فضيلته التدريس في المدرسة الصّولتية عام ١٣٧٠هـ، وفي

عام ١٣٧٢هـ أخذ إجازة التدريس بالمسجد الحرام، ثم في عام ١٣٧٤هـ انتدب

للتدريس في المعهد العلمي بالرياض، وأخيراً عين باحثاً بدار الإفتاء في عام

١٣٨٢هـ بأمر من سماحة الشيخ (محمد بن إبراهيم) (رحمه الله) ، واستمر في

عمله هذا حتى أعياه المرض ولازم البيت.

آثاره: للشيخ عدة مؤلفات تمتاز بالدقة في البحث، كما تدل على سعة

اطلاعه (رحمه الله) منها:

١- حكم بناء الكنائس والمعابد الشركية في بلاد المسلمين.

٢- القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل.

كما قام الشيخ بتصحيح طائفة من الكتب العلمية، وعلق عليها تعليقاً زادها

فائدة، وعلماً، منها:

١- الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي.

٢- الصارم المنكي في الرد على السبكي لابن عبد الهادي.

وللشيخ أيضاً عدة مقالات علمية تبلغ مجلدين لو جمعت.

شهاداته العلمية: أعطي فضيلته شهادة علمية موقعة من سماحة الشيخ (عبد العزيز بن باز) (حفظه الله تعالى) ، ومن فضيلة الشيخ (عبد الرزاق عفيفي (رحمه الله) قرّرا فيها: أنه من العلماء الأجلاء، وأن مستواه العلمي يفوق مستوى كثير من حملة الشهادات العليا في الوقت الحاضر.

كما أجازه العلامة الشيخ (حمود بن عبد الله التويجري) (رحمه الله) ، وللشيخ

إسماعيل (ثبت) متداول بأسانيده [١] .

لقد فقدنا عالماً جليلاً فنسأل الله (عز وجل) أن يخلفنا خيراً منه.

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.


(١) لقد استفدت أكثر هذه المعلومات من ترجمة للشيخ نشرت في مجلة البحوث الإسلامية
العدد ١٣، ١٤٠٥هـ.