للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الورقة الأخيرة

المؤتمر المشبوه!

بقلم: عبد الرحيم البلوشي [*]

عقد مؤخراً برعاية النظام الإيراني ما سمي بـ (مؤتمر الوحدة الإسلامية)

الذي دعي إليه ضمن من دعي نفر من أهل السنة من خارج إيران يشاركون في هذا

التجمع المشبوه! ولا نقول ذلك من فراغ؛ إذ تبين لنا أنه أحد مؤتمرات الضّرار

التي يعقدها القوم لتبييض صورتهم الملطخة بالإساءة المستمرة لأهل السنة داخل

إيران؛ حيث وزعت في مؤتمر الوحدة هذا! ! الكتب والأشرطة التي تسيء للسنة

وأهلها، وتهاجم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم بأساليبهم المعروفة من التكفير

والتفسيق والذم. ومن المواضيع التي نوقشت خلال المؤتمر موضوع (التّقِيّة)

لمحاولة إضفاء الصفة الشرعية عليه، وتطرّق البحث إلى موضوع المذاهب

الكلامية في الإسلام فأثبتوا كالعادة أصالة (رفضهم) وأن التشيع كان موجوداً منذ

عهد النبي. أما الاتجاه السني فهو في زعمهم حادث وطارئ؛ إذ جاء بعد القرنين

الثاني والثالث؛ وهذه دعوى تافهة يعرفها أصغر طلبة العلم.

ولتأكيد الوحدة الإسلامية المزعومة عرضوا على المؤتمِرِين فيلماً لعددٍ من

طلاب السُنّة بعد أن تم انتزاع الاعترافات منهم تحت التهديد والتعذيب فيما يبدو

وبكل وقاحة لُقّنوا بأنهم كانوا وهّابيين، وأنهم كانوا يدرسون العقيدة الواسطية لابن

تيمية، وكتاب التوحيد لابن عبد الوهاب؛ لكنهم الآن تائبون نادمون، ويقدمون

اعتذارهم إلى الجمهورية الإسلامية طالبين العفو والرحمة! !

وعرضوا فيلماً آخر لمجموعة أخرى يعترفون بأنهم من جماعة (الفرقان)

وأنهم تدربوا خارج إيران للقيام باغتيال إمام الجمعة الحكومي في بلدتهم؛ وهذه

أيضاً أساليب مستهلكة لم يعد يخفى على أحد تزييفها؛ وقد ألقى خطيب الجمعة

المعني خطبته مهدداً أهل السنة في إيران بأن الحكومة ستصب الرصاص المذاب

في أفواه هؤلاء وأمثالهم.

ومما يؤسف له أن توصيات هذا المؤتمر قد تلاها أحد علماء السنة الإيرانيين

المعروفين بعمالتهم للرافضة (فحسبنا الله، ونعم الوكيل) ، ونحن نستنكر ما جاء في

ذلك المؤتمر المشبوه وأمثاله مما يعد له سلفاً للإساءة إلينا وإظهارنا أمام الرأي العام

بأننا إرهابيون زوراً وبهتاناً، ونؤكد أن تلك الاعترافات التي أدلى بها أولئك

الطلاب إنما تمت تحت التعذيب، مما يجعلها عارية عن أي صفة شرعية أو قانونية، أو أن هؤلاء الذين ادّعيَ أنهم طلبة تائبون نادمون ليسوا إلا ممثّلين مأجورين أو

متطوعين للقيام بهذا الدور الذي لم يَعُدْ خافياً على أهل النظر والتدبّر.

ونتساءل بكل مرارة: إلى متى تنطلي أكاذيب القوم على أهل السنة؟ وإلى

متى يتدافع بعض أهل السنة لحضور تلك المؤتمرات وهي معروفة الأهداف

والنوايا؟

ولا نملك إلا أن نقول لهم: [وَسَيَعْلَمُ الَذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ]

[الشعراء: ٢٢٧] .

ــ

(*) مدير مكتب رابطة أهل السنة في إيران بلندن.