للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حوار

مع رئيس بلدية أم الفحم

الشيخ رائد صلاح

(أوسلو بالنسبة لنا لفظت أنفاسها الأخيرة)

نحرص في مجلة البيان على اللقاء مع الشخصيات الإسلامية في مختلف

الاهتمامات وشتى التخصصات لنستروح معهم في ظلال اللقاء الهموم الدعوية

والشؤون الإسلامية وشجونها. ويسرنا في هذا العدد اللقاء مع فضيلة الشيخ رائد

صلاح وهو أحد الفعاليات الإسلامية الفلسطينية. ولد الشيخ عام ١٣٧٨هـ الموافق

١٩٥٨م في بلدة أم الفحم، ونال شهادة كلية الشريعة من الخليل عام ١٤٠٠هـ

الموافق ١٩٨٠م، شغل دور رئيس الحركة الإسلامية في الداخل، ويشغل الآن

منصب رئيس بلدية أم الفحم وذلك منذ عام ١٤١٠هـ، وكان اللقاء معه على النحو

الآتي:

س١: (أوسلو) ارتبطت باتفاقية السلام الموقعة بين اليهود ومنظمة التحرير

الفسلطينية: فما الذي تعنيه اتفاقية السلام هذه في نظر الشعب الفلسطيني بشكل عام، وفي نظركم بشكل خاص؟

ج: بالنسبة للشعب الفلسطيني بشكل عام: لم تحقق أوسلو طموحه الشرعي

والعادل، وإلى الآن ما زالت حقوقه الأساسية مستبعدة جانباً ويلفها الغموض والإبهام؛ فماذا عن مصير أكثر من أربعة ملايين فلسطيني في الشتات؟ وماذا عن حق

العودة؟ وماذا عن مستقبل القدس الشريف والأقصى المبارك؟ وماذا عن السيادة

الفلسطينية؟ وماذا عن مصير آلاف السجناء الفلسطينيين الذين ما زالوا قابعين في

السجون الإسرائيلية؟ وماذا عن مصير مئات المستوطنات اليهودية التي ما زالت

جاثمة على صدر الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع؟ إن من الواضح أن هذه

الأسئلة لا تملك إلا جواباً واحداً مُرّاً ينذر الشعب الفلسطيني أنه بات يسير في

طريق مسدود! ! لذلك لا أتردد أن أقول: إن أوسلو بالنسبة لي قد لفظت أنفاسها

الأخيرة.

س٢: تعمدت اتفاقية (أوسلو) تعليق مسألة القدس: فإلى أي شيء تعزون هذا

التعليق؟

ج: لقد تم تعليق قضية القدس بهدف تهويد كل القدس خلال السنوات الواقعة

ما بين أوسلو والتاريخ النهائي للمفاوضات مستقبلاً حتى يدخل المفاوض الفلسطيني

إلى غرفة المفاوضات ولم يبق أي شيء يتفاوض عليه من القدس الشريف! ! وهذا

ما يثبته الواقع اليومي للسياسة الإسرائيلية! ! ولعل هناك هدفاً آخر، وهو طمع

الطرف (الإسرائيلي) أن يقنع الطرف الفلسطيني المفاوض بحل بديل عن القدس! !

نسمع اليوم بما يعرف باتفاق (بيلين أبو مازن) الذي ينص على ضم (أبو

ديس) المتاخمة للقدس إلى القدس، ثم التنازل عنها خلال المفاوضات للطرف

الفلسطيني وكأنه تنازل عن جزء من القدس الشريف! ! ولعل هذا أبعد ما يمكن أن

يرضى به الجانب الإسرائيلي؛ لأن وحدة القدس واعتبارها عاصمة أبدية لـ

(إسرائيل) هو عبارة عن أصل مجمع عليه عند كل الأحزاب الإسرائيلية بشقيها:

المتدين أو العلماني، واليميني أو اليساري.

س٣: اليهود كلما أبرموا عهداً نقضوه، واتفاقية (أوسلو) بالرغم مما تحققه

لهم من مكاسب يحاولون التنصل منها بطريق وآخر: فما هي الدوافع السياسية في

نظركم من وراء هذا التنصل؟

ج: في تصوري أن (اتفاقية أوسلو) جاءت بمثابة (حصان طروادة) الذي

تطمع الحكومات الإسرائيلية من خلاله إدخال سفاراتها وشركاتها التجارية إلى العالم

العربي والإسلامي، واتفاقية أوسلو هي الأداة التي نجحت من خلالها (الحكومة

الإسرائيلية) في تفتيت أي أمل بأي موقف موحد للعالم العربي والإسلامي في مقابل

(إسرائيل) ؛ إذ إن اتفاقية أوسلو قامت على قاعدة استفراد (إسرائيل) بالشعب

الفلسطيني، وهو الأمر الذي فتح الأبواب على مصراعيها للاستفراد بعد ذلك مع

عدة دول عربية من خلال مصالحات أو اتفاقيات، كما وأن اتفاقية أوسلو في

مرماها البعيد جاءت لتحُول دون تحوّل (إسرائيل) إلى دولة ثنائية القومية؛ وهذا ما

لا يريده أي حزب على الإطلاق، فعلى فرض أنه تم ضم مليون فلسطيني في

القطاع ومليون فلسطيني في الضفة إلى مليون فلسطيني داخل الخط الأخضر

لتحولت (إسرائيل) مباشرة إلى دولة ثنائية القومية، وهذا ما لا يرضاه أي يهودي

إطلاقاً، كما وأن اتفاقية (أوسلو) جاءت لتحطيم الطموح الفلسطيني وتحويله إلى

(كانتونات) سكانية معزولة الصلاحيات الخارجية، ويفصل بينها أطواق استيطانية

يهودية تفصل بين كل (كانتون) فلسطيني وآخر، ومع ذلك فإن (الحكومة

الإسرائيلية) تتبنى سياسة (التنصل) مع الطرف الفلسطيني لممارسة سياسة الابتزاز

من الطرف الفلسطيني بهدف تحويله إلى أداة قمع لطموح الشعب الفلسطيني، وهذا

ما نسمعه هذه الأيام من الموقف (الإسرائيلي) ، فهو لا يتردد أن يقول: إن (الأمن

الإسرائيلي) يقود إلى السلام مع الفلسطينيين!

ومعنى (الأمن الإسرائيلي) قمع أي معارضة فلسطينية، وهذا يعني: تحويل

السلطة الفلسطينية إلى أداة قمع للشعب الفلسطيني، وحتى لو نجح (الطرف

الإسرائيلي) بذلك فسيبقى على طمع أن يبتز أكثر إلى ما لا نهاية.

س٤: أعلنت أمريكا دون أي اعتبار لمشاعر المسلمين نقل سفارتها إلى

القدس معتبرة إياها عاصمة (إسرائيل) الشرعية: فما هو رد الفعل المتوقع في

تحليلكم من الفلسطينيين بخاصة والعرب بعامة إزاء هذا القرار الأمريكي؟

ج: معنى الإعلان الأمريكي هو مباركة أمريكية لمشروع تهويد القدس، وهو

مباركة بناء الهيكل على حساب الأقصى المبارك، وفي تصوري أن أمريكا من

حيث تقصد أو لا تقصد تقود المنطقة إلى انفجار إسلامي وعربي وفلسطيني لا

يعرف نتائجه إلا الله تعالى.

س٥: العمليات الاستشهادية التي تقوم بها الحركة الإسلامية في فلسطين:

هل ترونها الرد الأمثل في التحاور مع الكيان الصهيوني، وما رأيكم فيمن يرى أنها

مجرد إعاقة للعملية السلمية وتضييع ما يمكن الوصول إليه من الحق الفلسطيني؟

ج: في تصوري أنه لا يوجد إنسان في العالم يهوى تفجير نفسه بحزام من

المفرقعات، ولكن الواقع الفلسطيني المر الذي بات يعانيه الفرد الفلسطيني دفع إلى

مثل هذه العمليات، ولو كان هناك عقلاء في أي طرف كان لسألوا أنفسهم: ما الذي

يدفع هذا الشاب لمثل هذا العمل؟ ولو سألوا أنفسهم لأيقنوا أن واقع (الاحتلال

الإسرائيلي) ووحشية معاملته هي المسؤول الأول والأخير.

س٦: السلطة الفلسطينية أدانت الإرهاب مؤخراً، وهو تهمة موجهة إلى ما

تقوم به الحركة الإسلامية من نشاط عسكري ضد اليهود: فإلى أي حد ترون هذه

الإدانة خطراً على وجود العمل الإسلامي في فلسطين بشكل عام، وعلى الوحدة

الوطنية الفلسطينية بشكل خاص؟

ج: (الإرهاب) أصبح مصطلحاً هلامياً في قاموس السياسة اليوم؛ إذ إن

مقاومة الاحتلال أصبحت إرهاباً عند بعضهم، والرضوخ لإملاءات الاحتلال

أصبحت تفاوضاً عند آخرين؛ لذا في نظري: أن الإرهاب الحقيقي هو تلك

الممارسة الاحتلالية التي باتت تفرض على أكثر من مليوني فلسطيني طوق التجويع

لدرجة أن أطفالهم باتوا يعتاشون من المزابل! ! وهو تلك الممارسة الاحتلالية التي

باتت تمنع حتى المرضى الفلسطينيين من الوصول إلى المستشفيات؛ مما أدى إلى

وفيات كثيرة عند الحواجز (العسكرية الإسرائيلية) ، وإلى أن تلد الحوامل أولادهن

عند الحواجز العسكرية كذلك! ! والإرهاب هو تلك الممارسة الاحتلالية التي باتت

تخطف الشباب الفلسطيني من عقر السلطة الفلسطينية كما يحدث اليوم! ! وفي

تصوري أن الجماهير الفلسطينية عامة باتت مدركة لكل ذلك ولن تسمح لأي جهة

كانت أن تضرب وحدتها الفلسطينية؛ لأنها على قناعة تامة أن العمل الإسلامي هو

صمام أمان للمسيرة الفلسطينية.

س ٧: ثمة من يقول: ليس كل يهودي في نظرته إلى فلسطين صهيونياً:

فكيف تنظرون إلى هذا القول؟ وهل ترون تبايناً بين حزبي الليكود، والعمل في

التعامل مع المسألة الفلسطينية، وبين اليهود المتدينين وغير المتدينين فيما يتعلق

بأمر القدس؟

ج: أنا أؤمن أن هناك إجماعاً قومياً ودينياً عند كل الأحزاب اليهودية على

أصول المشروع الصهيوني والسياسة الإسرائيلية، وقد يكون هناك اختلاف في

الاجتهادات الفرعية؛ ولكن هناك إجماع على القدس واعتبارها العاصمة الموحدة

والأبدية (لإسرائيل) ، وهناك إجماع على اعتبار (إسرائيل) دولة للشعب اليهودي

فقط، وهناك إجماع على منع قيام السيادة الفلسطينية، ومنع حق العودة للفلسطينيين

في يوم من الأيام، وهناك إجماع على تجميع شتات اليهود من كل العالم؛ لذلك

هناك وزارة خاصة لهذا الهدف تسمى: (وزارة الاستيعاب) ، وهناك إجماع على

ضرورة التفوق (النووي الإسرائيلي) على كل العالم العربي والإسلامي. وأعود

وأقول: هذا عند كل الأحزاب التي تمثل كل القوس السياسي الإسرائيلي.

س ٨: ذكر أن اليهود مصممون على هدم المسجد الأقصى لإقامة الهيكل

المزعوم مكانه: فهل بالإمكان إعطاء القارئ فكرة عما يقوم به اليهود حالياً لتحقيق

هذا الهدف، وعن الدور الذي تقومون به محلياً ودولياً وعربياً لإبطال هذه الغاية

الصهيونية؟

ج: بعد أن حوّل اليهود (حائط البراق) إلى ما يسمونه اليوم: (حائط المبكى) ، وبعد أن أنهوا مشروع حفر النفق الأول الذي سموه باسم تعسفي: (نفق

الحشمونانيم) ، ها هم اليوم يسعون إلى ما يلي:

١- أداء صلواتهم على امتداد الحائط الجنوبي للأقصى كخطوة أولى لتحويله

إلى مبكى جديد.

٢- أعلنت وزارة الأديان (الإسرائيلية) عن نيتها تحويل (رباط الكرد) إلى ما

أسموه بالمبكى الصغير؛ علماً أن رباط الكرد هو جزء لا يتجزأ من الأقصى

المبارك.

٣- استصدروا أمراً من المحكمة العليا للسماح لهم بأداء الصلاة في داخل حرم

الأقصى المبارك.

٤- يقومون اليوم بحفر نفق جديد في الزاوية الجنوبية الغربية من حرم

الأقصى المبارك.

٥- أعلنوا عن الانتهاء من بناء مذبح الهيكل، وأعلنوا أنه موجود الآن في

منطقة البحر الميت.

٦- أعلنوا أنهم قد أحضروا كل ما يلزم من خشب الأرز لبناء الهيكل، وهو

موجود في مخزن في القدس الشريف.

٧- أعلنوا أنهم قد وجدوا ضالتهم (البقرة الحمراء) في قرية يهودية تسمى

(كفار حسيديم) ومعنى ذلك أن بإمكانهم ذبحها بعد أن يصل عمرها إلى ثلاث سنوات، وعندها يشرعون ببناء الهيكل.

٨- قبل أسابيع كانت هناك محاولة منهم لإدخال حجر بزنة عدة أطنان إلى

ساحة الأقصى وسموه: (الحجر الأساس لبناء الهيكل) .

٩- أعلنوا عن تشغيل مصنع لاستخراج الرخام الطبيعي في النقب كي

يستعمل بالإضافة لخشب الأرز في بناء الهيكل.

١٠- من الضروري أن أؤكد أن الذي يتبنى هذه المشاريع شخصيات رسمية

من نواب ووزراء أو أعضاء كنيست يهود أو شخصيات متنفذة في السياسة

(الإسرائيلية) . ومقابل كل ذلك نحن نعمل على:

أ - تقوية رباط أهلنا بالأقصى المبارك، واستمرار شد الرحال إليه يومياً.

ب - استمرار القيام بمشاريع عمرانية في الأقصى المبارك؛ حيث كان

أبرزها تبليط المصلى المرواني وإنقاذه من خطر تحويله إلى كنيس.

ج - الكشف عن أي مؤامرة تسعى للمسّ بالأقصى المبارك: مثل كشفنا عن

مشروع النفق الجديد في مؤتمر إعلامي عالمي عقدناه في القدس الشريف.

د - دعوة العالم العربي والإسلامي لتوحيد موقفه حول القدس الشريف

والأقصى المبارك.

هـ - انتهينا من إعداد كتاب باسم: (القدس وسبل إنقاذها) سنقوم بتوزيعه

إلى كل من يهمه الأمر.

و نحن على وشك الانتهاء من إعداد كتاب آخر باسم: (دليل الأقصى

المبارك) مزود بالصور الملونة.

ز - بين فترة وأخرى نشارك في مؤتمرات إسلامية وعربية حول القدس

الشريف والأقصى المبارك في عدة دول عربية أو أجنبية.

س ٩: يلاحظ أن حكومة (نتنياهو) تقوم بأعمال استفزازية، وتصرفات

عنجهية: فماذا تقرأون من وراء هذه السياسات؟ وهل بالإمكان أن تحمل العرب

على إعادة النظر في سياسات التطبيع مع إسرائيل؟

ج: من الواضح أن سياسة نتنياهو تسعى إلى اعتبار ما أخذه الفسلطينيون هو

أقصى ما يمكن أن يأخذوه دون أي قابلية لأي زيادة، ويسعى كذلك إلى سياسة

الاستفراد مع كل دولة عربية على حدة، ويسعى كذلك إلى استغلال تركيبة الحكم

الحالي في أمريكا؛ ليكون أداة ضاغطة على السلطة الفلسطينية ودول الجوار

العربية لصالح (إسرائيل) أكثر مما كان في يوم من الأيام، ولا شك في أنه يسعى

إلى فرض مشروع استيطاني جديد في الضفة والقطاع، وكذلك إلى فرض مشروع

القدس الكبرى على حساب الحق الإسلامي والعربي والفلسطيني؛ وفي المقابل فإن

هناك بوادر موقف عربي جاد للوقوف في وجه سياسة نتنياهو.

س١٠: بصفتكم رئيس بلدية: أحسب أنكم على علم بالأضرار والنهب الذي

لحق بالوقف الإسلامي: فهل بالإمكان إعطاؤنا صورة موجزة عما هو موجود من

الوقف الإسلامي، وما هو المتبع في حمايته من جهات الاختصاص؟

ج: بداية أقول: إن مساحة الوقف الإسلامي تساوي ١٦/١ من المساحة

العامة عندنا؛ ولكن الذي حدث للوقف ما يلي:

١- بعد نكبة ١٩٤٨م تم إزالة أكثر من ١٢٠٠ مسجداً عن الوجود.

٢- بعد نكبة ١٩٤٨م تم تحويل قرابة سبعين مسجداً إلى مطاعم وخمارات

ومتاحف وحظائر لتربية الأبقار.

٣- بعد نكبة ١٩٤٨م تم جرف آلاف المقابر الإسلامية وبناء الفنادق أو

الأحياء السكنية، أو إقامة الشوارع والحدائق العامة على حساب أموالنا.

٤- بعد نكبة ١٩٤٨م تم تحويل كل الوقف الإسلامي إلى ما أسموه: (ملك

الغائب) ووضعت السلطة اليهودية يدها عليه معتبرة نفسها صاحبة الملك الكامل لكل

الوقف الإسلامي.

في المقابل قمنا بإنشاء جمعية إسلامية تسمى: (جمعية الأقصى لرعاية

المقدسات الإسلامية) وهدفها السعي إلى تحرير كل الوقف الإسلامي عامة، والعمل

على تحرير المساجد المنتهكة ثم ترميمها، وكذلك العمل على صيانة المقابر

الإسلامية والحيلولة دون جرفها.

س١١: هناك اتهام للفسلطينيين بالتفريط في أراضيهم من خلال بيعها إلى

اليهود: فما مدى صحة هذا الاتهام أولاً، وما هو الإجراء المتبع عندكم إذا كان فعلاً

واقعاً؟

ج: لا يخلو أي مجتمع من العناصر المنهزمة والطفيلية، وهم قلة في

مجتمعنا بحمد الله رب العالمين، وقد باعوا أرضهم لبعض المؤسسات اليهودية أو

لأشخاص يهود، أما نحن فنعمل على توعية الناس حتى نبني عندهم الرادع الذاتي

الذي يمنعهم من بيع أرضهم، وفي نفس الوقت لدينا طموح لم نصل إليه حتى الآن

وهو إحياء الأرض كل الأرض بهدف تحويلها إلى مصدر رزق رئيسي بمشيئة الله

تعالى في حياة جماهيرنا.

س١٢: احتفلت الصهيونية بمرور مائة عام على تأسيسها: فكيف تنظرون

إلى مستقبل الدولة الصهيونية في فلسطين من خلال معطيات اليوم وتحليل تركيبة

المجتمع اليهودي؟

ج: إن تراكم فروق خمسين عاماً بين الطوائف اليهودية المتدينة وغير

المتدينة، أو الشرقية والغربية، أو الشرقية المغربية والشرقية اليمنية والعراقية،

أو القادمين الجدد والقدماء، أو الفلاشا، وغيرهم لا شك أن هذا التراكم بدأ يتجسد

اليوم بمظاهر تفكك في بنية هذا المجتمع العامة، قادت إلى مظاهر استقطاب ناتجة

عن التفاف كل فئة حول نفسها؛ ولا شك أن هذا الوضع آخذ بفرز مظاهر عداء

كلامي وجسدي كما يحدث اليوم؛ لذلك فإن المراقب لمسيرة هذا المجتمع يلاحظ أنها

تسير إلى التمزق والتناحر الداخلي لا محالة بشكل سريع.