للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منتدى القراء

صبراً يا دعاة.. إن نصر الله قريب

بقلم: حسين إدريس حامد

عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله فقلنا:

يا رسول الله، ألا تستنصر لنا ربك؟ قال: فجلس وكان متكئاً على برد له في ظل الكعبة، وقال: (كان ممن قبلكم يؤتى بالرجل، فيحفر له ويدفن إلى قامته، ويشق بمنشار الحديد فلقتين، ويمشط ما بين لحمه وعظمه وعصبه بأمشاط الحديد، ولا يثنيه ذلك عن دينه شيئاً، والذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم قوم تستعجلون) [١] .

لنا في رسول الله أسوة حسنة؛ فهو الصابر المثابر المستهين بعنت المشركين، يمشي في بطحاء مكة واثقاً بأن الإسلام دين الله الذي ارتضاه لعباده وأنه سينتشر

ويعم أرجاء المعمورة رضي الناس أم سخطوا. لم يأبه النبي -صلى الله عليه

وسلم- بقسوة قريش وأذاها، واستمر في دعوته مبيناً أنه رسول رب العالمين،

ورسالته للناس أجمعين، وانطلقت الدعوة إلى الله تشق طريقها رغم الصعاب

والعقابيل التي يضعها المشركون ليحولوا بين الناس وبين نور الهدى، [وَيَمْكُرُونَ

وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ] [الأنفال: ٣٠] .

أيها الدعاة: إن رسالة الإسلام لا تحدها حدود ولا تقيدها قيود، ومن

يعترضها فإنما يعترض قضاء الله وقدره، وقد تكفل المولى سبحانه وتعالى من فوق

سبع سماوات بحمايتها وكتب على نفسه نصر عباده الصالحين، وجعلهم المستخلفين

في الأرض [وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ

الصَّالِحُونَ] [الأنبياء: ١٠٥] .


(١) رواه البخاري (٣٦١٢، ٣٨٥٢، ٦٩٤٣) وأبو داود (٢٦٤٩) وأحمد (٥/١٠٩، ١١٠، ١١١) ، (٣٥٩) ، والحميدي (١٥٧) والطبراني (٤/٦٢، ٦٣، ٦٥، ٦٦) .