للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منتدى القراء

أوقاتنا.. أعمارنا

عبد الملك مطر نمر

إن على المسلم واجبات كثيرة نحو الوقت، ومنها:

١- الحرص على الاستفادة منه:

أول واجب على المسلم تجاه وقته أن يحافظ عليه، وأن يحرص على

الاستفادة منه كله فيما ينفعه في دينه ودنياه، وما يعود على أمته بالخير والسعادة

والنماء الروحي والمادي. يقول الحسن البصري: (أدركت أقواماً كانوا على

أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم) ويقول عمر بن عبد العزيز: (إن

الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما) . وكان السلف يقولون: (من علامة الفساد

إضاعة الوقت) ، وكانوا يحاولون دائماً الترقي من حال إلى حال أحسن منها؛

بحيث يكون يوم أحدهم أفضل من أمسه، وغده أفضل من يومه، ويقول قائلهم:

(من كان يومه كأمسه فهو مغبون، ومن كان يومه شراً من أمسه فهو ملعون) .

٢- اغتنام الفراغ في الوقت:

وكان أسلافنا الصالحون يكرهون من الرجل أن يكون فارغاً: لا هو في أمر

دينه ولا هو في أمر دنياه، وهنا تنقلب النعمة إلى نقمة على صاحبها رجلاً كان أو

امرأة، ولهذا قيل: الفراغ للرجال غفلة، وللنساء غلمة (أي محرك للغريزة) .

ويشتد خطر الفراغ إذا اجتمع معه الشباب الذي يتميز بقوة الغريزة والجدة. يقول

أبو العتاهية:

إن الشباب والفراغ والجدة ... مفسدة للمرء أي مفسدة

٣- المسارعة في الخيرات:

يجدر بالمؤمن الذي يقدر قيمة الوقت أن يغمره بفعل الخير ما استطاع إليه

سبيلاً، ولا ينهض إلى الخير في تثاقل وتكاسل، أو يؤدي بعضه ويؤجل بعضه،

ومن الأمور التي ينبغي على المسلم أن يعملها في وقته التأسي بفعله وقوله -صلى

الله عليه وسلم- في الأذكار والأدعية في الصباح والمساء؛ ولذلك يقول الله تعالى

[وَلِكُلٍّ للهجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ] [البقرة: ١٤٨] وقال الرسول: (من خاف أدلج؛ ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة) رواه الترمذي وحسنه.