للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منتدى القراء

أي حضارة نريد؟ !

بدر مرزوق العتيبي

بنظرة فاحصة في واقع المسلمين اليوم يتبين لك مدى التخلف الذي وصلوا

إليه في جانب الدين والعقيدة. وأقصد بالتخلف: التخلف في الواقع.. لا في أساس

الدين معاذ الله بل إن الدين الإسلامي هو الدين الحق الوحيد منذ طلوع شمسه، ولا

يمكن لحضارة إنسانية أن تسير في النهج الصحيح لها بدونه، مهما ارتقت في

الجانب المادي؛ فإن العاقبة معروفة، وسنة الله معلومة.

إن واقع المسلمين اليوم يشكل تخلفاً في فهم بدهيات الدين. نعم في بدهيات

الدين فضلاً عن فروعه.. فهناك تخلف في فهم معنى حاكمية الإسلام.. وفي معنى

الولاء والبراء.. وفي معنى يُسر الشريعة.. حتى وصل التخلف إلى مفهوم شهادة

أن لا إله إلا الله.. نعم حتى الشهادة لم يَعِ معناها الحق كثير من المسلمين وإن كانوا

يتلفظون بها في اليوم مرات عديدة..

بل لقد بلغ التخلف في فهم هذا الدين إلى أقصى درجاته في معرفة الرب جل

وعلا حيث يوجد في ديار الإسلام من ينكر وجوده، ومن يدعي شريكاً له تعالى الله

عما يقولون علواً كبيراً.

إذن: أي حضارة نطالب بها؟

إننا لا نريد حضارة جوفاء كحضارة الغرب الكافر اليوم.. لا بد أن يكون

سعينا للتقدم والرقي الحضاري من أساسه لا من مظاهره؛ حتى لا تكون حضارتنا

جوفاء..

إن الحضارة تقوم على الإنسان أولاً قبل أن تقوم على إنجازاته.

فلا بد أن يكون الإنسان في نفسه راقياً متحضراً قبل أن تكون منجزاته كذلك.. ورقيه يكون بتحقيق الغاية التي من أجلها خُلق..

فعلى رِسْلكم يا دعاة الحضارة والتقدم على رِسْلكم.. المضمون أولاً ثم الأثر:

الإسلام الصحيح، ثم الاستخلاف في الأرض..

والله من وراء القصد