للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلمة صغيرة

[من ينقذ السودان]

ظلت مشكلة الجنوب السوداني شوكة مؤلمة تواجه كافة الحكومات السودانية

منذ عهد الاستقلال، ولعل من أهم إنجازات الحكومة الحالية أنها استطاعت أن

توقف المدّ الجنوبي نسبياً مقارنة بالحكومات السابقة ولكن ممَّا يجب التنبه له كثيراً

أنَّ غزواً مضاداً من النصارى الجنوبيين للشمال السوداني بدأ يظهر بشكل جلي في

السنوات الأخيرة، دون أن تتخذ إجراءات حاسمة لصدّه أو التقليل من آثاره، وقد

تمثل ذلك في أمور منها:

أولاً: هجرة كثير من الجنوبيين إلى الشمال السوداني، خاصة حول العاصمة

الخرطوم، بحجة الفرار من الحرب الدائرة في الجنوب، ويقدر عددهم بأربعة

ملايين جنوبي، وكوًَّن هؤلاء المهاجرون طوقاً محكماً يحيط بالعاصمة، وهذا سوف

يؤدي بالتأكيد إلى إحداث خلخلة في التوازن السكاني دينياً وعرقياً، كما أنَّ هؤلاء

المهاجرين يمثلون قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة، ويمكن أن يسببوا

تهديداً حقيقياً للعاصمة، خاصة أن نسبة النمو السكاني للقبائل الجنوبية يصل إلى ٨.٧ %، بينما نسبة النمو في القبائل العربية المسلمة ٢. ١% فقط، وفي ظل

غياب البرامج التعليمية والدعوية الرسمية والأهلية الموجهة إلى هؤلاء يتبيَّن لنا

عمق الخطر على المدى البعيد.

ثانياً: هجمة كبيرة للمنظمات الكنسية والتنصيرية التي بدأت تعمل في

أوساط الجنوبيين خاصة، كما تعمل في أوساط المسلمين الشماليين، مستغلة الفقر

الشديد الذي يضرب بأطنابه في مختلف أنحاء السودان، وأمام الهجمة الإعلامية

على الحكومة السودانية التي تتهمها بالإرهاب والتطرف! خطت الحكومة خطوات

غير مسبوقة لنفي التهمة، وأظهرت التسامح مع بعض المنظمات النصرانية،

وأزاحت من طريقها كثيراً من العقبات مما أدى إلى زيادة ملحوظة في النشاط

التنصيري.

وقد بلغ عدد المنظمات النصرانية تسعاً وثلاثين منظمة، هذا بالإضافة إلى

بعض المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة وغيرها التي أصبحت معقلاً من معاقل

التنصير! وأما عدد الكنائس في السودان فقد تجاوز ١٤٣٨ كنيسة حتى عام ١٩٩٧

م منها ٤٠٠ كنيسة في ولاية الخرطوم وحدها، ويعمل في هذه الكنائس ٥٠٠

قسيس أجنبي، فضلاً عن المنصِّرين الذين يعملون في المنظمات التنصيرية بل إن

هذا العدد في تزايد مستمر؛ حيث يوجد في العاصمة ثلاثة معاهد للاَّهوت تُخرِّج

أعداداً كبيرة من القساوسة كل عام من السودانيين وغير السودانيين.

إنها مشكلة حقيقية تواجه السودان، نرجو ألا تكون منسية من الجهات

الرسمية والجمعيات الخيرية والدعوية الإسلامية.