للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنتدى

تعقيب على مقال: أخيتي كفى عجزاً

سارة بنت عبد الله الزامل

(أخيتي.. كفى عجزاً) ما إن وقع نظري على هذا العنوان وأنا أتصفح

محتويات مجلة البيان العدد (١٤٣) ، حتى تجاوزت ما سواه إليه؛ فكثيراً ما تدفعني

نفسي للبدء بقراءة مثل هذه الوقفات العاجلة مستفتحة بها قراءة المجلة، ومن ثم

أَعْبُر منها إلى غيرها من الموضوعات الأخرى - التي تهمني -. أما هذه المرة فقد

وجدت نفسي لا تحتمل مغادرتها إلى غيرها حتى أبث لصاحبها بعض ما جال في

خاطري حيال كلماته التي أحسبها كلمات ناصحة مشفقة صادقة.

أخي الفاضل: إن المرأة كما ذكرتم قلعة من قلاع الإسلام، وحصن من

حصونه، ومن المعلوم وكما بينتم أن أعداء هذا الدين حريصون ساعون ليل نهار

على انتهاك هذا الحمى الكريم، ومن ثم تساءلتَ - كما هي عادة الغيورين -: أين

دعاتنا؟ وأين هن نساؤنا الداعيات؟ ! وإن كان السؤال كبيراً على هذا القلم إلا أنه

أبى إلا المشاركة!

أخي - حفظك الله ورعاك -: النساء الصالحات كثير، والداعيات إلى الله

كثر، وللمصلحات وجودهن في كثير من الأوساط النسائية؛ لذا فالمشكلة ليست في

الوجود والمشاركة، إنما تبقى مشكلتنا في الكيف، والفن، والإتقان، والإبداع في

تطوير وسائل الدعوة وأدواتها، ومدى تأثيرها على فتاة اليوم، وتلمُّس حاجات هذه

الفتاة المسكينة، وتتبُّع مراحل تطورها الثقافي، والفكري، والاجتماعي، ليسهل

عندها التأثير، والنصح، والبيان، ولتصل إليها دعوة التوحيد دعوة النجاة على

طبق تفهمه وتقبله وتتحلى به عقيدةً، وشعائر، وسلوكاً، وهي مرفوعة الرأس، لا

تطأطئه لناعق محترف، ولا إلى منافق مرد، والأدهى من ذاك والأمرُّ: عند

مناقشة أخواتنا الطيبات حول موضوع الدعوة والنظر في وسائلها، و.... و.... .، فإنك تصدم بإجابة لا تأمل بعدها شفاءاً لصاحبتها! مما قد يضطر بعضهن إلى

ترك مقعد الدعوة اضطراراً لا اختياراً، ولا عجزاً، ولا يأساً من الحال ولا جهلاً

بها، ولكن: إما مع الخيل يا شقراء، وإلا فلست منا! ! هذه هي المعضلة! فهلاَّ

صنعتم لها حلاً رحمكم الله!