للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتاوى أعلام الموقعين

[الحكم بغير ما أنزل الله]

سماحة الشيخ عبد الرزاق عفيفي

(رحمه الله)

الحكم بغير ما أنزل الله تعالى من النوازل التي عمّت وطمت، وكثر الخوض

فيها ما بين غالٍ متشدد، ومفرِّط مداهن، والحق وسط بين الأمرين، وقد كتب

سماحة العلاَّمة الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله تعالى جواباً محققاً في هذه

المسألة، فبيّن أحوال الحاكمين بغير ما أنزل الله تعالى وأحكامهم إجمالاً، وحالة

المشرّعين للقوانين تفصيلاً، وفي هذا

العدد ننشر هذه الفتيا لأهميتها ومتانتها:

قال الله تعالى: [إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إلَى أَهْلِهَا وإذَا حَكَمْتُم بَيْنَ

النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً (٥٨)

يَاأَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإن تَنَازَعْتُمْ فِي

شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ والرَّسُولِ إن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وأَحْسَنُ

تَأْوِيلاً] [النساء: ٥٨، ٥٩] .

- أمر الله جل شأنه جميع الناس أن يرد كل منهم ما لديه من أمانة إلى أهلها

أياً كانت تلك الأمانة، فعمَّ سبحانه بأمره كلَّ مكلف وكلَّ أمانة، سواء كان ما ورد

في نزول الآية صحيحاً أم غير صحيح؛ فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص

السبب.

ثم أوصى سبحانه من وُكلَ إليه الحكمُ في خصومة أو الفصل بين الناس في

أمرٍ مَّا أن يحكم بينهم بالعدل سواء كان مُحكَّماً، أو وَليَّ أمر عام، أو خاص، ولا

عدل إلا ما جاء في كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فذلك الهدى، والنور، والصراط المستقيم.

ثم أثنى سبحانه على ما أسداه إلى عباده من الموعظة إغراءاً لهم بالقيام بحقها، والوقوف عند حدودها.

وختم الآية بالثناء على نفسه بما هو أهله؛ من كمال السمع والبصر، ترغيباً

في امتثال أمره رجاء ثوابه، وتحذيراً من مخالفة شرعه خوفاً من عقابه.

ثم أمر تعالى المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم مطلقاً؛

لأن الوحي كله حق، وأمر بطاعة أولي الأمر فيما وضح أمره من المعروف؛ لأنه

لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؛ كما دلت عليه النصوص الثابتة الصريحة في

ذلك.

فإذا اشتبه الأمر ووقع النزاع وجب الرجوع في بيان الحق، والفصل فيما

اختلف فيه إلى الكتاب والسنة. لقوله سبحانه: [فَإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى

اللَّهِ والرَّسُولِ إن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ] [النساء: ٥٩] .

وقوله: [ومَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إلَى اللَّهِ] [الشورى: ١٠] .

وأمثال ذلك من نصوص الكتاب والسنة. فإن الرجوع إليهما عند الحيرة أو

النزاع خيرٌ عاقبةً وأحسنُ مآلاً؛ وهذا إنما يكون فيما فيه مجال للنظر والاجتهاد.

فمن بذل جهده ونظر في أدلة الشرع، وأخذ بأسباب الوصول إلى الحق فهو:

- مأجورٌ أجرين إن أصاب حكم الله.

- ومعذورٌ مأجورٌ أجراً واحداً إن أخطأه.

- وله أن يعمل بذلك في نفسه، وأن يَحْكُمَ به بين الناس، ويُعَلِّمَه الناس مع

بيان وجهة نظره المستمدة من أدلة الشرع على كلتا الحالتين بناءاً على

قاعدة: (التيسير ودفع الحرج) وعملاً بقوله تعالى: [فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ]

[التغابن: ١٦] ، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما

استطعتم) [١] ، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله

أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد) [٢] .

حالات الحاكمين بغير ما أنزل الله:

الأولى: مَنْ لم يبذل جهده في ذلك، ولم يسأل أهلَ العلم؛ وَعَبَدَ اللهَ على غير

بصيرة، أو حكَمَ بين الناس في خصومة؛ فهو آثمٌ ضالٌّ، مستحقُّ العذاب إن لم

يتب ويتغمده الله برحمته، قال الله تعالى: [ولا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ

والْبَصَرَ والْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً] [الإسراء: ٣٦] .

الثانية: مَنْ عَلِمَ الحقَّ ورضيَ بحكم الله؛ لكن غلبه هواه أحياناً فعمل في

نفسه، أو حكمَ بين الناس في بعض المسائل أو القضايا على خلاف ما علمه من

الشرع لعصبية أو لرشوة مثلاً فهو آثم، لكنه غير كافر كفراً يُخرِج من الإسلام إذا

كان معترفاً بأنه أساء، ولم ينتقص شرع الله، ولم يسئ الظن به، بل يحِزُّ في

نفسه ما صدر منه، ويرى أن الخير والصلاح في العمل بحكم الله تعالى.

روى الحاكم عن بُريْدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه

قال: (قاضيان في النار، وقاض في الجنة: قاضٍ عرف الحق فقضى به، فهو في الجنة، وقاضٍ عرف الحق فجار متعمداً أو قضى بغير علم؛ فهما في

النار) [٣] .

الثالثة: من كان منتسباً للإسلام عالماً بأحكامه، ثم وضع للناس أحكاماً،

وهيأ لهم نظماً؛ ليعملوا بها ويتحاكموا إليها وهو يعلم أنها تخالف أحكام الإسلام فهو

كافر خارج من ملة الإسلام. وكذا الحكم فيمن أمر بتشكيل لجنة أو لجان لذلك،

ومن أمر الناس بالتحاكم إلى تلك النظم والقوانين أو حملهم على التحاكم إليها وهو

يعلم أنها مخالفة لشريعة الإسلام.

وكذا من يتولى الحكم بها، وطبقها في القضايا، ومن أطاعهم في التحاكم إليها

باختياره مع علمه بمخالفتها للإسلام؛ فجميع هؤلاء شركاء في الإعراض عن حكم

الله.

لكن بعضهم يضع تشريعاً يضاهي به تشريع الإسلام ويناقضه على علم منه

وبيّنة. وبعضهم بالأمر بتطبيقه، أو حمل الأمة على العمل به، أو وَلِيَ الحكم به

بين الناس أو نفَّذ الحكم بمقتضاه.

وبعضهم بطاعة الولاة والرضا بما شرعوا لهم ما لم يأذن به الله ولم ينزِّل به

سلطاناً.

فكلهم قد اتبع هواه بغير هدى من الله، وصَدَّقَ عليهم إبليسُ ظنَّهُ فاتبعوه،

وكانوا شركاء في الزيغ والإلحاد والكفر والطغيان ولا ينفعهم علمهم بشرع الله

واعتقادهم ما فيه مع إعراضهم عنه وتجافيهم لأحكامه بتشريع من عند أنفسهم،

وتطبيقه، والتحاكم إليه، كما لم ينفع إبليسَ علمُه بالحق واعتقاده إياه مع إعراضه

عنه، وعدم الاستسلام والانقياد إليه، وبهذا قد اتخذوا هواهم إلهاً؛ فصدق فيهم:

قوله تعالى: [أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ وأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وخَتَمَ عَلَى

سَمْعِهِ وقَلْبِهِ وجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ] ... [الجاثية: ٢٣] .

وقوله: [أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ] ...

[الشورى: ٢١] ، وقوله: [إنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى ونُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا والرَّبَّانِيُّونَ والأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ واخْشَوْنِ ولا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً ومَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ] [المائدة: ٤٤] . الآيات. إلى قوله سبحانه:

[وأَنزَلْنَا إلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الكِتَابِ ومُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ولا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحَقِّ ... ] [المائدة: ٤٨] . إلى قوله: [أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ] . [المائدة: ٥٠] . وقوله سبحانه: [أَلَمْ تَرَ إلَى الَذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إلَيْكَ ومَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إلَى الطَّاغُوتِ وقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ ويُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (٦٠) وإذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وإلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ المُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً....] [النساء: ٦٠، ٦١] . إلى قوله:

[فَلا ورَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ ويُسَلِّمُوا تَسْلِيماً] [النساء: ٦٥] .

إن هؤلاء قد صدوا عن تحكيم شرع الله انتقاصاً له، وإساءةً للظن بربهم الذي

شرعه لهم، وابتغاءَ الكمال فيما سوَّلته لهم أنفسهم وأوحى به إليهم شياطينهم.

وكان لسان حالهم يقول: إن شريعة الكتاب والسنة نزلت لزمان غير زماننا؛

لتعالج مشاكل قوم تختلف أحوالهم عن أحوالنا، وقد يُجدي في إصلاحهم ما لا

يناسب أهلَ زماننا؛ فلكل عصر شأنه، ولِكُلِّ قومٍ حكم يتفق مع عروفهم ونوع

حضارتهم وثقافتهم.

فكانوا كمن أمر الله رسوله أن ينكر عليهم ويسكتهم بقوله: [أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي

حَكَماً وهُوَ الَذِي أَنزَلَ إلَيْكُمُ الكِتَابَ مُفَصَّلاً ... ] [الأنعام: ١١٤] إلى قوله:

[وتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ]

[الأنعام: ١١٥] .

وكانوا ممن حقت عليهم كلمة العذاب وحكم الله عليهم بأن لا خلاق لهم في

الآخرة بقوله: [ومَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ

الخَاسِرِينَ] [آل عمران: ٨٥] .

لقد استهوى الشيطان هؤلاء المغرورين فزَيَّنَ لهم أن يَسُنُّوا قوانينَ من عند

أنفسهم ليتحاكموا إليها، ويَفْصلوا بها في خصوماتهم، وسوَّل لهم أن يسُنُّوا قواعد

بمحض تفكيرهم القاصر وهواهم الجائر لينظموا بها اقتصادهم وسائر معاملاتهم

محادةً لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وانتقاصاً لتشريعه؛ زعماً منهم

أن تشريع الله لا يصلح للتطبيق والعمل به في عهدهم، ولا يكفل لهم مصالحهم، ولا يعالج ما جَدَّ من مشاكلهم؛ حيث اختلفت الظروف والأحوال عما كانت عليه أيام نزول الوحي في المعاملات وكثرت المشكلات؛ فلا بد لتنظيم المعاملات والفصل في الخصومات من قواعد جديدة يضعها المفكرون من أهل العصر والواقفون على أحوال أهله المطلعون على المشاكل العارفون بأسبابها وطرق حلها؛ لتكون مستمدةً من واقع الحياة؛ فتتناسب مع أحوال الناس وظروفهم الحاضرة ومع مستوى ثقافتهم وحضارتهم.

فهؤلاء قد طغى عليهم الغرور المكروه فركبوا رؤوسهم، ولم يَقْدُروا عقولهم

قدرها، ولم ينزلوها منزلتها، ولم يَقْدُروا الله حَقَّ قدره، ولم يعرفوا حقيقة شرعه

ولا طريق تطبيق منهاجه وأحكامه، ولم يعلموا أن الله قد أحاط بكل شيء علماً؛

فعلم ما كان وما سيكون من اختلاف الأحوال وكثرة المشاكل وأنه أنزل شريعة عامة

شاملة وقواعد كلية مُحْكَمة، وقدَّرها بكامل علمه وبالغ حكمته؛ فأحسن تقديرها،

وجعلها صالحة لكُلِّ زمان ومكان؛ فمهما اختلفت الطبائع والحضارات وتباينت

الظروف والأحوال فهي صالحة لتنظيم معاملات العباد، وتبادل المنافع بينهم،

والفصل في خصوماتهم، وحل مشاكلهم وصلاح جميع شؤونهم في عباداتهم

ومعاملاتهم.

إن العقول التي منحها الله عباده ليعرفوه بها، وليهتدوا بفهمها لتشريعه إلى ما

فيه سعادتهم في العاجل والآجل قد اتخذوا منها خصماً لدوداً لله، فأنكر (أحدهم)

حكمته وحسن تدبيره وتقديره، وضاق صدره ذرعاً بتشريعه، وأساء الظن به

فانتقصه وردّه، وقد يصابون بذلك وهم لا يدرون؛ لأنهم بغرورهم بفكرهم عميت

عليهم معالم الحق والعدل.

فكانوا من الأخسرين أعمالاً [الَذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وهُمْ يَحْسَبُونَ

أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً] . [الكهف: ١٠٤] .

وكانوا ممن [أَلَمْ تَرَ إلَى الَذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ

البَوَارِ (٢٨) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وبِئْسَ القَرَارُ] . [إبراهيم: ٢٨، ٢٩] .

إن الله سبحانه كثيراً مَّا يُذَكِّرُ أناساً في القرآن أحوالَ المعتدين الهالكين،

ويحثهم على أن يسيروا في الأرض؛ لينظروا ما كانوا فيه من قوة ورغد عيش

وحضارة وبسطة في العلم نظر عظة واعتبار، ليتنكبوا طريقهم اتقاءاً لسوء

مصيرهم، ولفت النظر في بعض السور إلى جريمة الغرور الفكري؛ لشدة خطره، وبيّن أنه الفتنة الكبرى التي دفعوا بها في صدور الرسل وردوا بها دعوتهم،

ليعرفنا بقصور عقول البشر أنها لا تصلح لمقاومة دعوة الرسل، وليحذرنا من

خطر الغرور الفكري الذي هلك به من قاوم المرسلين.

قال تعالى: [أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَذِينَ مِن

قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وأَشَدَّ قُوَّةً وآثَاراً فِي الأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ

(٨٢) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُم مِّنَ العِلْمِ وحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ

يَسْتَهْزِئُونَ (٨٣) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وحْدَهُ وكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ

(٨٤) فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وخَسِرَ

هُنَالِكَ الكَافِرُونَ] [غافر: ٨٢ - ٨٥] .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


(١) رواه البخاري، ح/ ٦٧٤٤.
(٢) رواه البخاري، ح/ ٦٨٠٥.
(٣) رواه الترمذي، ح/ ١٢٤٤.