للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنتدى

[شاعر الأصالة]

سعيد عبد الله الزبيدي

قال له صاحبه يوماً: ما بال شعرك لا يزال يتوشح التراث، وينأى عن

مجاراة العصر وأنت ترى ما يطرقه الكثيرون! فقال مجيباً:

قل لي: إذا ما الحزنُ مدّ رواقه ... أتزور أطيافُ الهوى إنشادي

كلا فليس الشعرُ سلعةَ مفلس ... كلا فليس الشعر بيعَ مزاد

الشعر تبريح الفؤاد وشجوُه ... نبعٌ كريمٌ طاب للورَّاد

تفنى حروف الشعر يفنى وَقْدُها ... ويظل ميراث الهداة عتادي

إني وقفت الشعر في درب الهدى ... وجعلته مرقىً إلى الأمجاد

أسرجت في درب الأصالة خيله ... وسقيتها نبضي وذوْبَ فؤادي

الشعر عندي منبرٌ تشدو به ... لغة الحقيقة كاللظى الوقَّاد

الشعر عندي دعوةٌ ورسالة ... عزمٌ على سمع الزمان ينادي

الشعر درب للأصالةِ مشرق ... سيف صقيل ملّ من إغماد

الشعر يا هذا وربِّك بلسمي ... ألقى به دون الأساةِ ضمادي

في واحةِ الكلمات تسمو همَّتي ... الشعرُ فيها بُلغتي ومرادي

ما بعت يوماً للغثاء مشاعري ... كلا ولا سحرُ الحداثة زادي

أشعلت بالفصحى لهيبَ قصائدي ... وسكبت فيها حرقتي وسهادي

فعسى بيانُ الشعر يذكي عزمنا ... وعساه في تلك المفاوز حادي

يا صاحبي فرس الحقيقة أبلقٌ ... يطوي القفارَ بعزمة ورشاد

سيظل نبع الشعر يروي سَلسلاً ... بمداده الفُصحى أعزَّ مِداد