للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنتدى

[ملكة جمال الحظايا والجواري]

تركي بن عتيبي الغامدي

عندما كان يشرح لنا مدرس مادة التاريخ في الصف الرابع الابتدائي حال

العرب في الجاهلية، وكيف كانت معيشتهم مع الإنسان الآخر المرأة تحديداً كانت

تدور في رأسي الصغير مشاهد أسطورية لنساء وُضِعْنَ على دكة وسط السوق أشبه

بتلك التي توضع اليوم لعارضات الملابس العارية وأخواتهن بداعي الجمال والغنج

والإغراء فينادي النخاس على بضاعته من السبايا والإماء، فيتقدم هذا ويتقدم ذاك،

يقلِّب هذه ويتأمل تلك، فيدفع الثمن قلَّ أو كثر، فهو ثمن بخس، والحظ الوفير

لمن كان سيدها ذا مال وجاه.

إنها صور منوعة أشبه بما يدور اليوم في غير مكان من هذا العالم المجنون

لانتخاب الحظايا والجواري، حظايا لأصحاب النفوذ وأرباب المال والمتاجرة

بالأجساد، وجوارٍ في شارع الليل والبغاء، والفرق الوحيد ذهاب الإماء والعبيد

اليوم طواعية إلى السوق الكبير!

فمن يضع صوته في صندوق انتخابات الفاضلات؟

ومن يحتج على هذا الامتهان لكرامة جعلها الله عز وجل لبني آدم؟

ولكن كيف يحدث ذلك الاحتجاج، ما دام الحياء مذبوحاً على قارعة الطريق

تلبية لنداء الشيطان لمشاهدة سطوته على جسد المرأة، وتفننه في إغوائها؟

وكيف يحدث ذلك الاحتجاج، والرجل أيضاً لتلك السطوة يُساق بين الجموع

عارياً لعرض ما يحمله حتى بين.. .؟!

وكما قال صلى الله عليه وسلم: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى:» إذا لم تستحِ فافعل ما شئت «.

وحسبنا الله ونعم الوكيل.