للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملفات

التنصير.. هل أصاب الهدف؟

(١ - ٢)

فاتحة الملف

قضية محسومة

بيّن الله عز وجل لنا نظرة أهل الكتاب من يهود ونصارى للمسلمين،

وأصبحت قضية محسومة مقررة في كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من

خلفه.

يقول عز وجل: [وَلَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ]

(البقرة: ١٢٠) ، وقال عز من قائل: [وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن

دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا] (البقرة: ٢١٧) ، وقال تعالى: [وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ

لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداًّ] (البقرة: ١٠٩) ، هذا الحسم القرآني لم

يعد اليوم محسوماً أو مقطوعاً به لدى فئات من المسلمين؛ فقد تحول لدى هؤلاء إلى

تمييع شديد في الفهم النظري والتطبيق السلوكي، وجاءت عولمة البشر لتضفي

على الطين طيناً، وتزيد في عمى القلوب والأبصار.

ولقد كان الهدف الأساس لأهل الكتاب كما حدده القرآن هو إخراج المسلمين

من دينهم، ولن يكون هناك رضى وقبول إلا بهذا التحول، ولذلك كان هدفاً أسمى

وغاية عظمى سعوا إليه بطرق شتى. وكان أبرز هذا السعي الخاسر ما سمي بـ

«التنصير» وهكذا بصراحة شديدة ودون مواربة، سعياً إلى التحويل إلى النصرانية.

ومن خلال هذا الملف سنرى كيف كانت طبيعة العلاقة بين الإسلام

والنصرانية منذ أن أشرق نور الرسالة الإسلامية، وسنرى الجهود الضخمة

والأموال الهائلة، والسعي الذي لا يتوقف ولا يمل من أجل تحقيق ذلك الهدف.. .

ثم نقارن كل ذلك بالجهود الإسلامية، إنْ في مكافحة هذا الغزو الدائم والمنظم لديار

المسلمين وعقولهم وقلوبهم، وإنْ في التحرك المضاد بتقديم هذا الدين لأهل

الكتاب!!