للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملفات

التنصير.. هل أصاب الهدف؟

(١ - ٢)

[النشاط التنصيري في كردستان العراق]

د. فرست مرعي الدهوكي

يوجد في كردستان إلى جانب الكرد المسلمين طوائف نصرانية مختلفة مثل

الكلدان والنسطوريين (الآثوريين) والسريان والأرمن، وكانوا يعيشون بسلام

ووئام بمقتضى أحكام الشريعة الإسلامية السمحاء التي تؤكد على احترام أهل الكتاب

عملاً بوصية الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم: «من آذى ذمياً فأنا

خصمه» [١] . وكان الجميع يعيشون في ظل الخلافة الإسلامية بدءاً من الخلافة

الراشدة ومروراً بالحقبة الأموية فالعباسية وانتهاءاً بالدولة العثمانية. ولكن الضعف

الذي انتاب الدولة العثمانية في أواخر أيامها ومخططات الدول الأوروبية النصرانية

لتقسيمها بعد تسميتها من قِبَل القيصر الروسي (نيقولا) بالرجل المريض هذه

الآمال انتعشت بوجود أقليات نصرانية داخل جسم الدولة العثمانية مما حدا بالقناصل

والرحالة والمبشرين الأوروبيين إلى الاتصال بهذه الطوائف إضافة إلى هذه

الامتيازات التي منحها السلطان سليمان القانوني للإمبراطور الفرنسي فرنسوا الأول

وما تبعها من منحها للإنكليز والروس، كل هذا أدى إلى تدخل الدول الأوروبية في

الشؤون الداخلية للدولة العثمانية. فكانت بريطانيا تحرص على رعاياها

البروتستانت والدروز، وفرنسا تحرص على حماية الكاثوليك من كلدان ومارون؛

بينما حرصت روسيا على حماية الطوائف الأرثوذكسية. وفعلاً بدأت هذه

المخططات تأتي أُكُلَها بتعاون رؤساء هذه الطوائف مع واضعي هذه المخططات من

إنكليز وروس. ففي أثناء الحرب العثمانية الروسية عام ١٨٧٨م انحاز الآثوريون

إلى جانب الروس ضد دولتهم التي تحميهم. كما انحازوا سابقاً إبان حرب القرم

(١٨٥٣ ١٨٥٦م) حيث صرح البطريرك الآشوري مار شمعون «عن رغبته

بالوقوف إلى جانب روسيا؛ فقد اقترح البدء بمحادثات موجهة بشكل رئيس نحو

مسألة اتحاد الآشوريين (الآثوريين) بالأرثوذكسية الروسية، ولذا حارب

الآشوريون المقيمون في روسيا في هذه الحرب بشجاعة في صفوف الجيش

الروسي» [٢] .

لمحة تاريخية عن ظهور النسطورية:

في هذه الآونة بدأت الإرساليات التبشيرية بالدخول شيئاً فشيئاً إلى مناطق

تمركز الآثوريين والأرمن بقصد إدخالهم في حظيرة الكنيسة الكاثوليكية؛ حيث

اتهموا بالهرطقة والخروج عن دين المسيح عليه السلام إثر مجمع إيفيسس [٣]

٤٣١ م؛ حيث أعلن نسطوريوس بطريرك القسطنطينية الذي نصبه

الإمبراطور الروماني ثيئو دوسيوس الثاني (٤٠٨ ٤٥٠م) بطريركاً سنة ٤٢٨

م أن للسيد المسيح شخصيتين منفصلتين (أقنومين) : أقنوم الإنسان يسوع،

وأقنوم الله، ولا يجوز أن تسمى مريم العذراء أم الله بل هي بشر ولدت المسيح

بالشخصية البشرية، وأن المسيح مات على الصليب كإنسان، وكانت النتيجة أن

أُدين نسطوريوس واعتُبر خارجاً على تعاليم الكنيسة، وبعد أن قضى خمس

سنوات معتكفاً في ديره القديم قرب أنطاكية نفاه الإمبراطور ثيئو دوسيورس الثاني

سنة ٤٣٦م إلى أعالي مصر؛ حيث توفي سنة ٤٥١م [٤] . وما أن علم الإمبراطور

الفارسي بما يحدث لنسطوريوس حتى قام باحتواء معارضي الدولة الرومانية

بقيادة بارصوما زعيم الحركة النسطورية؛ حيث توجهوا إلى الدولة الفارسية

الساسانية، ولاقوا ترحيباً من الملك فيروز الأول (٤٥٩ ٤٨٤م) الذي رأى فيهم

خير أداة لمحاربة الدولة الرومية البيزنطية. وحسب طلب برصوما فقد اعتبر الملك

فيروز النسطورية ديناً لجميع مسيحيي الإمبراطورية الفارسية [٥] . وفي عام ٤٩٦م

اجتمع في العاصمة الفارسية سلوقية (سلمان باك الحالية) جنوب شرق بغداد المجمع

الديني النسطوري، وأعلنت النسطورية ديناً رسمياً للمسيحيين، وانتخب أول

بطريرك نسطوري وهو (باري) . ومنذ ذلك الحين سميت الكنيسة النسطورية

بكنيسة الشرق، وسُمي بطريركها بطريركاً للكنيسة الشرقية [٦] .

ولقد تعرضت الكنيسة النسطورية بمرور الزمن إلى أحداث لغير صالحها أدت

إلى توقف نموها وازدهارها؛ بل تقلصها واضمحلالها بعد أن بلغت أوسع انتشار

لها في منطقة الشرق؛ حيث كانت الفرقة النصرانية الوحيدة التي تبشر بأفكارها

وسيادتها في منطقة الشرق الأدنى. وكانت أول صدمة شهدتها هي اكتساح المغول

لها والفتك بها. ثم كان الانقسام في كنيستها بفعل الإرساليات التبشيرية الكاثوليكية

التي أرسلها باباوات روما في القرن السادس عشر صدمة كبيرة لها، فانضم أكثر

النساطرة القاطنين في الموصل وفي القرى الواقعة في السهول المجاورة المحيطة

بها كتكليف - كارامليس - باقوفة - قرقوش - القوش إلى الكنيسة الكاثوليكية

مندفعين بمغريات مشجعة من أسقفية أخوية الكرمليين الفرنسية فيما بين النهرين

برئاسة جان ردفال الذي أسس دعائم لنفسه منذ عام ١٦٢٢م، وهكذا تكونت طائفة

جديدة باسم الكلدان المتحدين لهم كنيستهم الخاصة بهم، فنصَّب البابا أنوسنت

الحادي عشر عليها بطريركاً سنة ١٦٨١م هو المار يوسف الأسقف النسطوري

لديار بكر الذي كان قد اختلف مع بطريرك النساطرة. وبعد حوالي مئة عام انشق

المار إيليا الأسقف النسطوري في منطقة الموصل على الكنيسة النسطورية، وصبأ

إلى المذهب الكاثوليكي، وانضم إلى طائفة الكلدان المتحدين.

أما النساطرة في منطقة جبال هكارى في كردستان تركيا فبقوا صامدين

متمسكين بالكنيسة النسطورية وبطقوسها؛ وهم الذين حافظوا عليها وكانت لغتهم

السريانية، فانفصلوا عن الموصل التي صبأت إلى الكثلكة، وأسسوا كرسياً

بطريركياً مستقلاً وراثياً بزعامة البطريرك المار شمعون الثالث عشر (١٦٦٠

١٧٠٠م) ، فاتخذ هذا البطريرك قرية قوجانس في سنجق هكارى مركزاً

لبطريركيته بزعامته الدينية والدنيوية بعد أن كان مقرهم الأصلي في قصبة القوش

القريبة من مدينة الموصل. وصار هذا اللقب (المار شمعون) يطلق على كل من

يتولى البطريركية على النساطرة [٧] ، ولم يقتصر التحوُّل عن النسطورية على

نساطرة منطقة الموصل والقرى المجاورة من السهول، بل شمل أيضاً النساطرة في

شمال إيران (أجزاء من كردستان إيران) . ففي سنة ١٨٩٨م انضم عدد من

النساطرة في شمال إيران إلى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية على يد المطران (مار

يونان) من سوبورغان وأورمية. وتأسس مركز روسي للتبشير بين النساطرة في

أورمية.

قيام الحرب العالمية الأولى وخيانة النسطوريين للدولة العثمانية:

قامت الحرب العالمية الأولى إثر قيام أحد الطلبة الصربيين بقتل ولي عهد

إمبراطورية النمسا والمجر في مدينة سراييفو، وعقب ذلك أعلنت ألمانيا والنمسا

والمجر الحرب على صربيا وتبعتها إنكلترا وفرنسا وروسيا في الحرب على دول

المحور. وبعد ثلاثة أيام من هجوم الأسطول التركي الألماني على الموانئ الروسية

أي في ٢ تشرين الثاني ١٩١٤م شنت القوات البرية العثمانية هجوماً على مدينة

قارص العثمانية المحتلة، بتاريخ ١٠ تشرين الثاني ١٩١٤ م أرسل القنصل الروسي

في مدينة «وان» ثلاثة رجال استطلاع محملين برسالة إلى بنيامين مار شمعون

في مقره بقرية قوجانس. وقد عاد هؤلاء الثلاثة محملين برسالة من البطريرك يؤكد

فيها جاهزيته لإعلان التمرد ضد الدولة العثمانية. ولكن بشرط تعرض روسي على

منطقة باشقلعة وديز لكي يلتحم الآثوريون مع القوات الروسية الغازية. وفي اليوم

نفسه توجهت تشكيلات آثورية من إيران إلى منطقة «ميركا وار» لتعزيز

الدفاعات الروسية بوجه الهجمات العثمانية [٨] وهكذا خان الآثوريون العهد هذه

المرة مثل المرات السابقة في حروب الدولة العثمانية المتتالية مع عدوها اللدود

روسيا. وقد شارك المرتزقة الأرمن والآثوريون بقيادة بطرس آغا مع القوات

الروسية في حرق مئات القرى الكردية وتدميرها في منطقة هكارى وأورمية،

وأدت هذه الأعمال الوحشية إلى قتل وتشريد لحوالي مليون كردي. وحين انسحبت

القوات الروسية من كردستان تحت ضغط القوات العثمانية وظهور ثورة أكتوبر

الاشتراكية عام ١٩١٧م سلمت أسلحتها للمرتزقة الآثوريين، كما قامت القنصلية

الفرنسية في إستانبول بدعم القوات الآثورية وتمويلها، ووصلت قوة القوات

الآثورية بقيادة المار شمعون إلى حد مكنهم من السيطرة على مدينة أورمية وما

حولها في كردستان إيران، واغتصب المسلحون الآثوريون المئات من النساء

الكرديات داخل أورمية. وحين تكاملت استعدادات القوات الآثورية بدأت الأوساط

الآثورية في لندن وباريس تدعو إلى إنشاء كيان قومي لهم في كردستان [٩] .

إسكان النسطوريين في كردستان العراق ومحاولات إنشاء كيان خاص

بهم:

وفي أعقاب مؤتمر القاهرة الاستعماري الذي عقد في آذار ١٩٢١م برئاسة

ونستون تشرشل وزير المستعمرات البريطاني شكلت من كتائب الآثوريين قوة

خاصة سميت: «الليفي» مهمتها مساندة القوات البريطانية في إخماد انتفاضة

الشعب العراقي بعربه وكرده إثر انتفاضة الكرد في سنة ١٩١٩م وثورة العشرين

العراقية عام ١٩٢٠م. كما قام الإنكليز في الوقت نفسه بإسكان الآثوريين في

المناطق الكردية في منطقة العمادية وعقرة ودهوك وديانا، وقاموا بترحيل الكرد

إلى مناطق أخرى. كما كان الآثوريون يتحينون الفرص للانتقام من المسلمين في

العراق حيث قاموا بارتكاب مذبحة بشرية في مدينة كركوك بتاريخ ٤ أيار ١٩٢٤م.

وقد سبق هذه المذبحة قيام الآثوريين بارتكاب مذبحة أخرى في مدينة الموصل

بتاريخ ١٥ آب ١٩٢٣م، كل هذه الأمور أدت إلى خلق حالة نفور بين الشعب

العراقي وبين هؤلاء الدخلاء الذين كانوا يتحينون الفرص لإقامة وطن قومي لهم

على أرض كردستان حيث قاموا بتمردهم الشهير في شهر آب ١٩٣٣م في منطقة

سميل، ولكن القوات العراقية بقيادة اللواء بكر صدقي ومساندتها من العشائر

العربية والكردية في المنطقة أدت إلى إخفاق مخططاتهم. وهم الآن يعيدون إحياء

هذه المناسبة سنوياً في ٨ آب حيث يعتبرونها «يوم الشهيد الآثوري» [١٠] .

وقد ظل حلم إنشاء دولة مسيحية في كردستان (شمال العراق) يراود الأجيال

الجديدة. ولكن القشة التي قصمت ظهر البعير هي مجيء حزب البعث عام ١٩٦٨م

إلى السلطة في بغداد تحت زعامة ميشيل عفلق الذي اتبع سياسة شوفينية تجاه

الشعب الكردي المسلم وأعطى النصارى مجالاً واسعاً للقيام ببناء مراكزهم الثقافية

والاجتماعية ثم السياسية؛ حيث ولد في خضم هذه الظروف الحرجة حزب بيت

النهرين عام ١٩٧٦م أعقبه ظهور الحركة الديمقراطية الآشورية وقاموا بتوزيع

الأدوار، حيث يتشدد حزب بيت النهرين، فيما يناور ويعتدل حزب الحركة

الديمقراطية الآشورية في طرح مطالب النصارى، وبهذا التكتيك تمكنوا من خلق

ظروف مناسبة لهم في منطقة كردستان حيث دخلت الحركة الديمقراطية الآشورية

في الجبهة الكردستانية، ولدينا وثيقة ناطقة باسمهم تثبت أنهم لا زالوا يتمسكون

بحملهم القديم، فيقول المدعو ق. ب. ماتفييف (بارمتي) في كتابه:

(الآشوريون والمسألة الآشورية) في الصفحة ١٧٧ ما نصه: «بالرغم من أنه

لا يوجد بهذا الصدد لدى قادة المؤتمرات وجهة نظر محددة واحدة فيطلب

المكسيماليون المغالون (المتطرفون) تأسيس دولة آشور المستقلة على الأراضي

الواقعة في شمال العراق، بينما يريد المعتدلون دولة آشورية ذات حكم ذاتي (على

مثال الحكم الذاتي الكردي) ضمن إطار الحكومة العراقية. ويعتبر كلاهما مهمة

تأسيس الدولة الآشورية أمراً واقعياً، ويأمل الطرفان تحقيق ذلك في غضون القرن

الجاري [١١] .

ومما يجدر ذكره أن الطائفة النسطورية حاولت الحصول على الحكم الذاتي

من الحكومة العراقية وتخصيص مدينة دهوك عاصمة إقليمية لهم أسوة باتفاق الحكم

الذاتي الذي عقد بين الحكومة العراقية وقيادة الحركة الكردية بزعامة البارزاني عام

١٩٧٠م، والوثيقة المتعلقة بهذا الأمر بقيت طي الكتمان من الجانبين الحكومي

والنسطوري خوفاً من إثارة الرأي العام الكردي.

نشاط الإرساليات الأوروبية التنصيرية بُعيد

حرب الخليج الثانية ١٩٩١م:

وهكذا جرت الأمور إلى أن حدثت انتفاضة آذار عام ١٩٩١م وما أعقبها من

الهجرة المليونية للشعب الكردي وعودته إلى أرضه؛ حيث بدأ الإعلام العالمي

(الغربي) يركز على القضية الكردية، وبدأت المنظمات (الإنسانية) بالدخول شيئاً

فشيئاً إلى منطقة كردستان الآمنة، وهكذا دخلت عشرات المنظمات إلى كردستان

أمثال: منظمة شلترناو انترناشنال وهي منظمة أمريكية، ومنظمة كاريتاس

الكاثوليكية، ومنظمة الكنائس العالمية، ومنظمة مساعدة الشعوب المضطهدة،

ومنظمة العالم بحاجة، ومنظمة رعاية الكرد، ومنظمة الفريق الطبي الأمريكي،

ومنظمة الهجرة الدولية، ومنظمة الصليب الأحمر السويدي، ومنظمة الكنيسة

الأسقفية الإنجيلية، ومنظمة كير الأسترالية، ومنظمة الشركاء العالميين

وغيرها [١٢] . وأخذت هذه المنظمات توزع الطحين والأرز والزيوت على الكرد

مع كتب تنصيرية كالأناجيل وكتب تخص حياة السيد المسيح عليه السلام من

وجهة نظر الكنيسة، وبعض الكتب التي تلقي ظلالاً من الشك والريبة حول

صحة القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة. كما بدأت هذه المنظمات تتوغل

شيئاً فشيئاً داخل النسيج الاجتماعي للمجتمع الكردي المسلم، وأخذت تحث الشباب

المراهق على الهجرة وترك كردستان فارغة تعبث بها المنظمات كيفما تشاء، وهكذا

تسابق مئات الشباب نحو الالتحاق بمنطقة سلوبي التركية تمهيداً لنقلهم إلى الولايات

المتحدة وكندا وأستراليا ودول أوروبية أخرى.

كما قامت المنظمات الأجنبية بتهريب السجاير الأجنبية والسموم البيضاء إلى

داخل كردستان قادمة من تركيا وقبرص، وأخذ الخبراء والفنيون والباحثون

المرتبطون بمراكز الدراسات والجامعات بالدخول إلى كردستان حيث أصبحت حقلاً

لتجاربهم. ومما زاد الطين بلة أن بعض هذه المنظمات تقوم بمنح مئتي دولار

شهرياً لكل سيدة تقوم بفتح صالون حلاقة. أضف إلى هذا أن عدد البارات

والحانات قد زاد زيادة ملحوظة عما كانت عليه قبل الانتفاضة. كما قام نصارى

دهوك بفتح مكتبة ينبوع الحياة قرب دير مريم العذراء وتم تزويدها بكتب تنصيرية

قادمة من دول أوروبا كألمانيا وسويسرا ولوكسمبورغ وتركيا بقصد إدخال

الشبهات والشك في عقليات الشباب الكردي، كما تم تزويد هذه المكتبة بأشرطة

الكاسيت والفيديو، كالكاسيت الخاص بالسيد المسيح وآباء الكنيسة. ويقوم هناك

تنسيق تام بين منظمة WIN (العالم بحاجة) والمكتبة بواسطة المدعو يوسف متى

وهو مسيحي من أهالي الموصل يشرف على مكتبة ينبوع الحياة ويقوم بتزويدها

بالتوجيهات اللازمة بخصوص العمل التنصيري. فعند ارتياد بعض الشباب لهذه

المكتبة يقوم طاقم المكتبة المؤلف من أربعة أشخاص وهم: المدعو ألبرت عوديشو

المسؤول عن المكتبة يساعده ثلاثة أشخاص آخرون: هم كل من المدعو غالب وهو

مسيحي كلداني من أهالي دهوك، وكريم وأنويا وهما مسيحيان آثوريان بمنحه

بعض الكتب الصغيرة مع بعض الهدايا التي تصور السيد المسيح إلهاً أو ابن إله،

وهذه الهدايا عبارة عن بوست كارت ملون ومزركش بحيث يؤثر في القارئ

ومكتوب عليه بلغة عربية جميلة مع ترجمة باللغة الإنكليزية إضافة إلى إهدائه

نسخة من كتاب العهد الجديد أو إحدى الأناجيل مثل لوقا المطبوع باللغات العربية

والكردية باللهجتين الكرمانجية الشمالية والجنوبية وبالحرفين العربي واللاتيني.

وإذا رأى طاقم المكتبة من هؤلاء الشباب ميلاً إلى دراسة المطبوعات النصرانية

فإنهم يقومون بإسداء عبارات الترحيب والمجاملة الزائدة تمهيداً لإدخاله في مشيئة

الرب حسب مصطلحهم. بعد هذه الفترة يقومون بزرع بذور الشك في عقله

وتقريب بعض المفاهيم النصرانية إلى ذهنه كالقربان وهو عبارة عن صلب السيد

المسيح لغفران ذنوب البشر؛ وهذا ما يعاكس المصطلح الإسلامي وينافيه بصورة

تامة. بعد هذا يزود ببعض المطبوعات الأخرى مثل كتاب (عصمة التوراة

والإنجيل) حيث يؤكدون على صحة الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.

ويشيرون من طرف خفي إلى تناقض بعض آيات القرآن الكريم من الناحية

الإعرابية أو اللغوية، ومدى صحة جمعه في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان

رضي الله عنه ويستأنسون في هذا المجال ببعض الدراسات الشاذة حول القراءات

القرآنية، أو ما كتبه بعض المنحرفين عن الإسلام كأمثال محيي الدين بن عربي في

كتابه:» فصوص الحكم «بخصوص الروح والسيد المسيح، وبعض مؤلفات

الشيعة الخاصة بتحريف القرآن. بعدها يسلم هذا الشاب إلى المدعو يوسف متى

لكي يزوده ببعض الكتب الأخرى الأشد خطراً وبعض أشرطة التسجيل والفيديو

كاسيت، وهذا الشخص يتلقى الدعم من الكنيسة الأسقفية الإنجيلية التي مقرها في

نيويورك، ومن منظمة WIN (العالم بحاجة) المكونة من أربعة أشخاص هم

المدعو أندريه وهو فرنسي تعلم اللغة العربية أثناء وجوده في أقطار المغرب العربي،

والثاني ناجي وهو مصري قبطي يجيد الإنكليزية بطلاقة وكان قد عاش في

السعودية لفترة طويلة وهو ملمٌّ ببعض ما في الكتب الإسلامية كالتفاسير وما كتب

في علوم القرآن كالإتقان للسيوطي، والثالث هو المدعو توفيق وهو مسيحي لبناني،

والرابع سيدة كبيرة السن وهي معلمة، وهؤلاء الأربعة يترددون على المدعو

يوسف متى وعلى مكتبة ينبوع الحياة يومياً. إن أغلب مطبوعات هذه المكتبة تأتي

من سويسرا وألمانيا ولوكسمبرغ ومن مكتبة إستانبول في تركيا، ولهذه المكتبة

تنسيق مع المركز الثقافي الآشوري ومع نادي نوهدرا إضافة إلى الحركة

الديمقراطية الآشورية وحزب بيت النهرين [١٣] .

مشروع تنصير كردستان:

وندرج أدناه بعض المعلومات بخصوص تنصير الكرد من قِبَل وحدة التبشير

العالمي (Gbba I Mission Unit) والكنيسة البروتستانتية، وهي عبارة عن

مذكرة لفهم شهادات أقليات الشعوب المسلمة. تبدأ هذه الدراسة بمقدمة حول تغلغل

الإرساليات التبشيرية في منطقة كردستان، حيث يحددها التقرير سنة ١٨٥١م

عندما أبحر صاموئيل أودلي ري (Samuel Audley Rhra) إلى كردستان.

ويذكر بأن هدف هذه الكنيسة في النهاية: هو الوصول إلى جميع البشر، ونحن

نضع أنفسنا جنوداً لهذا الهدف. ثم يذكر التقرير الأهداف الأولية للتبشير بعنوان:

(خواطر لفهم أعمال المبشرين بين الأقليات القومية الإسلامية) . ويتطرق إلى

الأهداف الأولية: حول تشكيل فريق عمل من المبشرين للوصول إلى أهداف

التنصير بحلول سنة ٢٠٠٠م. وتدعم أعمال هؤلاء من قِبَل الكنائس والمؤسسات

التبشيرية العالمية.

ويسرد التقرير أسماء أعضاء الفريق وهم كل من:

١ - بوب بلين كوي Bob Blinco.

٢ - بيل كوبس Bill Koops.

٣ - تيري بوس Teri Busse.

٤ - تيريزا ستلينكر Teresa Sullenger.

٥ - روث تيسدال Ruth Teasdale.

ومن ثم أضيف إليهم أشخاص آخرون للوصول إلى هدف مؤسسة (دعم

متطوعي التبشير للكنيسة البروتسانتية) Presby Terian Frontier Mission

Fand.

أما المدخل الاستراتيجي لفريق العمل فيتضمن الواجبات الآتية:

١ - تعلم اللغة (من قِبَل أعضاء الفريق) ويقصد بها اللغتين العربية

والكردية.

٢ - بيع المواد لهم وإقامة أعمال تجارية معهم.

٣ - تدريس اللغة الإنجليزية لغة ثانية.

٤ - إيجاد أعمال صغيرة في منطقة الشرق الأوسط.

ومن الكتب التي وضعت للتدريس هي:

Kenneth Cragg (نداء المئذنة) ، The Call of the Minaret.

Montgomery Watt (محمد: النبي ورجل الدولة) Muhannad: Prophet and Statment.

Phil Parshall (الجسور إلى الإسلام) ، Bridges to Islam.

C. Marsten Speight (الإسلام من الداخل) Islam from Within.

Phil Parshall (طرق جديدة لتنصير المسلمين) ، New Pathin Muslim Evangclism.

Parvinder (عيسى والقرآن) Jesus and the Quran.

وهذه المطبوعات يمكن الحصول عليها عن طريق الاتصال بمعهد زويمر الواقع في ولاية Aladend في الولايات المتحدة الأمريكية [١٤] .

الميزانية المخصصة اسم المنظمة بالمليون دولار أمريكي للإرساليات مؤتمر المعمدانية الجنوبيين ١٦٩.٣

الخارجية الرؤيا العالمية ١٣١.٧

اجتماعات الإله Assemblies of God ٨٤.٣

السبتيون ٧٠.٢

جمعية ويكلف لترجمة الإنجيل الدولية ٥٩.١

كنيسة الإله ٥٢

مجلس الكنائس الوطني ٤٧.٣

منظمة ماب الدولية ٣٦.٣

(*) نقلاً عن: كتاب لمحات عن التنصير في إفريقيا الدكتور عبد الرحمن السميط

- البيان -


إحصائية عن المنظمات اسم المنظمة ... ... ... ... ... عدد ... ... ... ... ...
التنصيرية ... ... مؤتمر المعمدانيين الجنوبيين ... ... ٣٨٣٩
البروتستانتية ... ... الإرساليات الخارجية
الأمريكية ... ... شباب ذوي رسالة ... ... ... ... ٢٥٠٦
جمعية ويكلف الدولية لترجمة الإنجيل ... ٢٢٦٩
... ... ... إرسالية القبائل الجديدة ... ... ... ١٨٠٧
كنيسة المسيح ... ... ... ... ... ١٧١٧
اجتماعات الإله A ssenbies of God ... ١٥٣٠
كنائس المسيح ... ... ... ... ... ٩٨٢
اتحاد النصارى والإرساليات ... ... ٩١٧
منظمة تيم ... ... ... ... ... ٨٧٢
السبتيين ... ... ... ... ... ... ٨٤٢
زمالة الإنجيل المعمدانية الدولية ... ... ٧٣٤
(*) نقلاً عن: كتاب لمحات عن التنصير في إفريقيا الدكتور عبد الرحمن السميط
- البيان -