للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملفات

التنصير.. هل أصاب الهدف؟

(٣ - ٣)

[الخيامون في جنوب الجزيرة]

بشير البعداني

توطئة:

الجزيرة العربية آخر أرض هبط عليها الوحي من السماء.

وهي القلب النابض لمليار ومائتي مسلم يمتدون عبر امتداد الكرة الأرضية؛

ولذا فهي تمتاز بخصائص وسمات تميزها عن بلاد الدنيا مجتمعة؛ ففيها بيت الله

الحرام، وإليه يحج الناس كل عام، وإليه يتجهون في صلواتهم. هذا الارتباط بين

الإسلام ديناً والجزيرة العربية مكاناً وبين ساكنيه من جهة أخرى أدركه المنصرون

قديماً في الحروب الصليبية التي استمرت زهاء ثلاثة قرون، وحديثاً قالوا: «لن

تتوقف جهودنا وسعينا في تنصير المسلمين حتى يرتفع الصليب في سماء مكة،

ويقام قداس الأحد في المدينة..!» [١] ، من أجل هذا كله ركز منصرو اليوم على

الجزيرة وعلى من يسكنها ومن يحيط بها. وقد وجدوا بغيتهم في جنوبها؛

وبالتحديد في بلاد اليمن البوابة الجنوبية المطلة على المحيط الهندي، حيث التقت

هنا المصالح السياسية - الاقتصادية - الدينية، واجتمع النصارى وتداعوا لغزو

جديد هدفه تحطيم بوابة العمق الاجتماعي للجزيرة بأسرها.

وأستطيع القول إن أهم الأسباب التي هيأت لعملية التنصير في اليمن هي:

١- اندثار بعض شعائر الإسلام وعدم الدعوة إليها، لإحساس الجميع بأنهم

مسلمون وكفى.

٢- الجهل والأمية؛ حيث بلغت نسبة الملمين بالقراءة والكتابة من البالغين

٣٨% وهي من أدنى المعدلات في العالم [٢] . وأشارت آخر الدراسات إلى أن نسبة

الأمية قدرت بحوالي ٥٠%من السكان.

٣- التردي في الجانب الاقتصادي، وضغوط البنك الدولي؛ حيث أشارت

بياناته إلى أن أكثر من ١٩% من سكان اليمن يعيشون تحت خط الفقر، وعلى

سبيل المقارنة فقد بلغت نسبة من يعيشون تحت خط الفقر في مصر ٦%، وفي

إيران ٩% من السكان، ونسبة تقل عن ٣% في كل من الجزائر وتونس

والمغرب [٣] .

٤- النظام الديمقراطي المفتوح والدعم المعنوي التي تتلقاه المنظمات

التنصيرية من بعض الجهات والشخصيات النافذة في البلد.

٥- عدم وجود أهداف ثابتة واستراتيجيات واضحة للدعوة بين كثير من

فصائل العمل الإسلامي.

٦- الأوضاع الصحية التي تعد من أشد الأوضاع تدنياً في العالم؛ فالفقر

والحمل المتقارب، وانخفاض الوعي الصحي، وارتفاع معدلات سوء التغذية

وتزايدها المطرد؛ حيث وصلت إلى ١٥,٩% لعام ١٩٩٦م، وتشير البيانات

الرسمية لوزارة الصحة إلى أن مجموع المواطنين المصابين بوباء الفيروس الكبدي

يزيد عن ٣,٥ مليون مواطن [٤] .

٧- ضعف الجانب العقدي وغياب عقيدة الولاء والبراء لدى فئات كثيرة في

المجتمع.

٨- حسن معاملة النصارى للبسطاء والمتعاملين معهم في الشركات

والمؤسسات.

٩- إعجاب بعض أبناء المسلمين بمدرسيهم النصارى، والشعور بالفخر

والاعتزاز لدى زيارة بعض النصارى لبيوت المسلمين.

١٠- تعدد واجهات العمل النصراني بين: معاهد دراسية - هيئات إغاثية -

مراكز صحية - مراكز دراسات - مراكز ثقافية ...

١١- ضعف دور المؤسسات الإسلامية وانشغال كثير منها بقضايا داخلية أو

جزئية.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: متى بدأ التنصير في اليمن؟ ومن هي

الجهات التي تقوم بذلك؟ وما هي أشكال هذا التنصير وصوره؟ وهل استطاع أن

يحقق شيئاً من أهدافه ... ؟

تشير التقارير إلى أن أول عمل تنصيري منظم بدأ بعد خمسينيات هذا القرن،

وتركز أساساً في مدينة عدن وبلاد العرب الجنوبية، واستمر العمل حتى عام

١٩٧٢م، كما بدأ العمل في شمال اليمن من عام ١٩٦٩م إلى أوائل عام ١٩٨١م.

هذا النشاط يتبع منظمة نصرانية تدعى: (فريق البحر الأحمر الدولي) الذي

أسسه المنصر (ليونل قرني) في عام ١٩٥١م، والذي قضى سبعة عشر عاماً قبل

هذا التاريخ في أعمال التنصير في الشرق الأوسط.

كما يطلق على هذا الفريق مسمى آخر وهو: (الخيَّامون) وهم النصارى

القادمون للعمل في البلاد الإسلامية في مجالات مختلفة كالطب والهندسة والتعليم

والتمريض ... إلخ.

وشعار هذه المنظمة: (الإسلام يجب أن يسمعنا) ، وهدفها نشر إنجيل الرب

عيسى بين المسلمين. والمنظمة تعرِّف بنفسها أنها فريق البحر الأحمر الدولي

RSTI منظمة عون دولية غير حكومية ذات خلفية نصرانية مركزها الرئيس في

إنجلترا.. وتحصل على الدعم من الكنائس والأفراد ومنظمات العون النصراني؛

ويدعم الفريق حالياً مشاريع تنموية في كل من جمهورية مالي، وجيبوتي،

وباكستان، واليمن، وتنزانيا؛ وكل المشاريع خاضعة لموافقة الحكومة المضيفة،

وتمتد الأنشطة على نطاق واسع في مجال التنمية الريفية والتعليم والصحة والدعاية

الصحية الأولية والتعليم الأولي.. [٥] .

واستناداً لما سبق فإن التعريف الخاص بالمنظمة يلقم حجراً لكل من يحاول

التقليل من خطر المنظمات النصرانية أو إنكار أن لها أعمالاً تنصيرية.

تُرى هل نستطيع الآن أن نتعرف على أشكال التنصير وصوره داخل بنية

المجتمع اليمني؟

بالتأكيد الإجابة: نعم! فأماكنه متعددة ومتشعبة وهي كما يلي:

أولاً: الكنائس ودور العبادة:

١ - الكنيسة الكاثولوكية بالتواهي:

تعتبر الكنيسة الكاثولوكية الواقعة في مدينة التواهي وعلى مقربة من القاعدة

العسكرية البحرية اليمنية أهم موقع كنسي نصراني تم افتتاحه في بداية الخمسينيات

إبان الوجود البريطاني في محمية عدن، ويتبع حالياً المجمع الكنسي الكاثولوكي في

مدينة لارنكا بقبرص، ولكنه يدار مؤقتاً من الإدارة الأنجليكانية بمدينه دبي بدولة

الإمارات العربية المتحدة، وربما تكون هذه الكنيسة هي أهم كنيسة على الإطلاق تم

بناؤها في جنوب الجزيرة العربية، ولقد سعدت الإدارة الأمريكية كثيراً بإعادة

افتتاحها في عام ١٩٩٥م، وتم ذلك بمساعدة السفارة الأمريكية بصنعاء ودعمها؛

وذلك من خلال جهود سفيرها السابق السيد ديفييد نيوتن؛ حيث افتتح المركز الطبي

الكنسي الملحق بها والذي يقدم خدمات لكثير من طالبي الخدمات الطبية من أبناء

المنطقة المحيطة بالكنيسة؛ كما أن التقارير ذكرت أن الصلوات تقام بها بشكل

منتظم عصر كل يوم أحد، وقد اهتم الرهبان والراهبات الذين يعملون في العيادة

الصحية كثيراً بالمقبرة النصرانية في منطقة المعلا التي تضم رفات الكثير من

النصارى ممن توفوا في مدينة عدن.

٢ - الكنيسة المعمدانية بكريتر - مدينة عدن:

توجد كنيسة معمدانية في مدينة كريتر بعدن لا تبعد كثيراً عن سوق الخضار،

ولكن تم إلغاؤها وتحول المبنى إلى مبنى حكومي. وكانت الكنيسة تدار من قِبَلِ

الكنيسة الأنجليكانية المعمدانية التي تتخذ من لندن مقراً لها؛ وسبب ذلك إهمال

أعضاء تلك البعثة وتقصيرهم.

٣ - دور العبادة النصرانية بصنعاء:

قامت بعض العناصر الإنجيلية النشطة وبدعم غير مباشر من السفارة

الأمريكية بصنعاء باستئجار مبنى يقع في الحي السياسي؛ وذلك لاستخدامه داراً

للعبادة يوم الأحد، ولأداء بعض القداسات النصرانية كلما دعت الحاجة لذلك، كما

يقام قدَّاس يوم الأحد في المعهد الكندي - في مدينة حدة في إحدى الشقق المستأجرة

لهذا الغرض في المجمع السكني.

٤ - دُور العبادة النصرانية بإب:

تقوم البعثة النصرانية المعمدانية الأمريكية من خلال مستشفى جبلة المعمداني

بمدينة جبلة بمحافظة إب بدور كبير سواء فيما يتعلق بالدعوة للتنصُّر، أو القيام

بأداء صلوات يوم الأحد بالكنيسة المعمدانية الملحقة بالمستشفى. ويقوم القساوسة

والراهبات بدور إنساني - على حد زعمهم - وتنصيري من خلال زيارة النساء

والفقراء ودور الأيتام والسجون. وقد استطاعت البعثة وخلال سنوات عملها

الطويل إدخال بعض الأشخاص إلى الديانة النصرانية؛ إذ بلغ عددهم ما يقرب من

١٢٠ يمني.

ثانياً: النشاط الصحي:

-المركز السويدي بمدينة تعز في شارع الدائري.. له نشاط تنصيري،

ويحمل ترخيصاً من وزارة التربية والتعليم باسم تعليم اللغة الإنجليزية، وله نشاط

خيري يتستر وراءه لأعماله النصرانية، كما يقيم دورات لتعليم النساء التدبير

المنزلي والخياطة.

- جمعية من طفل إلى طفل.. مركزها الرئيس مدينة تعز، ولها نشاط في

صفوف الأطفال المصابين بالعمى والخرس؛ حيث استطاعوا أن يؤثروا عليهم عن

طريق تغيير الإشارات لديهم تهيئةً لدخولهم في النصرانية من دون أن يشعروا بذلك.

- منظمة أدرا في منطقه حيس «تهامة» وهي نشيطة جداً، وقد استطاعت

أن ترسل كثيراً من الشباب إلى دول نصرانية مثل سنغافورة والفلبين وبانكوك

باسم الحصول على شهادات في اللغة الإنجليزية؛ كما يقومون بزيارات منظمة

للمناطق النائية مثل مديريتي العدين والقفر؛ حيث يخيم عليها الجوع والفقر

والمرض والجهل، ولك أن تتوقع النتيجة!

- المركز الصحي بالحديدة في شارع شمسان، ودار العجزة في شارع زايد؛

حيث يقوم المبشرون بدور رهيب في الاختلاط بالبسطاء وتقديم العون والمساعدة

لهم.. كما امتد نشاطهم إلى جامعة الحديدة خاصة في قسم اللغة الإنجليزية؛ حيث

قاموا بوضع المنهج الذي يشوه الإسلام ويخدم التنصير.

- جمعية رسالات المحبة «بعثة الإحسان» : يمتد نشاطها الواضح في

صنعاء وتعز والحديدة وخصوصاً بين المصابين بالجذام والأمراض العقلية، وكان

لها ارتباط مباشر مع المنصِّرة الهندية الأم تريزا، وتقوم الجمعية حالياً بالعناية

بأربعمائة مريض ومسن، وخمسة وثلاثين معوقاً، ولهم مقر ثابت عبارة عن مبنى

ملحق بالمستشفى الجمهوري بصنعاء يضم حوالي عشر راهبات.

- داران لرعاية العجزة بصنعاء وتعز وتشرف عليهما راهبات بعثة الإحسان

التابعة للأم تريزا.

جمعية أطباء بلا حدود وتتستر بالإغاثة ولها نشاط تنصيري.

معسكر اللاجئين الصوماليين بالجحين بمدينة أبين، وتقوم المنظمات

النصرانية بالدور ذاته بين هؤلاء الفقراء المسلمين؛ حيث نسيهم إخوانهم المسلمون.

- منظمة ماري ستوبس وهي نشطة في مجال رعاية الأمومة والطفولة،

وتدعم مشاريع تنظيم النسل.

ثالثاً: المنظمات المانحة:

منظمة أوكسفام: وتدعم العديد من المشروعات المتعلقة بالتنمية والتعليم

والصحة والقات.

منظمة اليونسكو: وتدعم مشاريع البنية التحتية، وهدفها إزالة الخلاف بين

المسلمين والنصارى.

منظمة رادا بارنر: وتدعم المشاريع التي تتعلق بالطفولة.

رابعاً: النشاط السياحي:

نشرت صحيفة الثورة - كمثال - في عددها رقم ١٢٥٤٢ بتاريخ ١٥ / ٣ /

١٩٩٩م عن وصول ٨٠٠ سائح إلى عدن فيما تصل ٢٧ سفينة سياحية تستقبلها

الموانئ اليمنية حتى نهاية شهر ٣ / ١٩٩٩م.

وهؤلاء يقومون بالعديد من الأنشطة في تجوالهم داخل اليمن منها:

١- توزيع الإنجيل في المدن المختلفة ومنها الحديدة؛ حيث وزع الإنجيل في

السوق المركزي، كما أقيمت الصلوات وحضرها السياح.

٢- توزيع مجلة بالعربية تسمى FISHERS وهي تدعو إلى اعتناق

النصرانية.

٣- توزيع القصص المصورة النصرانية.

٤- توزيع بعض الهدايا والتقاويم التي تحمل شعار النصرانية في صور

مختلفة لكنائس عالمية.

٥- النزول إلى أماكن التجمعات في الأسواق ومحاولة كسب قلوب الناس

بالتصوير معهم.

٦- ومن أبرز نشاطهم ما حدث في منطقة الحسينية؛ حيث وزع بعض

السياح شريط فيديو وكاسيت يدعو للنصرانية، وفي ختام الشريط يقوم المحاضر

بتلقين المستمع الصلاة والترانيم النصرانية للحصول على بركة المسيح.

خامساً: النشاط التعليمي الثقافي:

وأتذكر هنا رئيس الجامعة الأمريكية الأسبق هوارد ويلس حين قال:

«التعليم في مدارسنا وجامعاتنا هو الطريق الصحيح لزلزلة عقائد المسلم وانتزاعه

من قبضة الآلام» .

المعهد الكندي بصنعاء:

يتستر هذا المعهد خلف تعليم اللغة الإنجليزية، ويتميز بقلة التكلفة مقارنة

بالمعاهد الأخرى وقوة منهجيته، وإقامة الرحلات والاحتفالات بنهاية كل دوره،

ولا تزيد إعارة المدرس عن عام واحد في اليمن، ويستمر المدرسون المغادرون

بالتواصل مع طلابهم.. ومن مناهجهم: التعامل الخلاق مع طلابهم، وإثارة

الشبهات بشكل فردي لبعض الطلاب، ولا يدخلون في مواضيع خلافيه مع الطلاب

مجتمعين.

كما تزيد نسبة الطالبات عن الطلاب في المستويات الدراسية المتقدمة.

- أما المعهد البريطاني - المعهد الأمريكي - المعهد الفرنسي.. فكلها تقوم

بالمهمة نفسها، ومقرها صنعاء. ناهيك عن مراكز الدراسات التابعة لهم التي تيسر

للمنصرين مهمتهم، وتتيح لهم التجول في اليمن بغرض البحث العلمي.

وتشترك كافة المعاهد في بعض الأعمال، منها:

١- توزيع بعض نسخ من الإنجيل هدايا.

٢- منح دورات مجانية للمتفوقين ورحلات تعليمية إلى أوروبا؛ حيث قدَّمت

الحكومة الهولندية ثلاثين منحة في عام ١٩٩٧م لطلبة من الجامعات اليمنية،

وبعدها قدمت الحكومة البريطانية ثلاثين منحة للكليات المختلفة.

٣- مساعدة الطلاب الذين يقعون في مشاكل مالية أو نفسية.

٤- القيام بالرحلات المختلطة لطلابهم.

٥- إثارة الشبهات عن الإسلام.

من هنا نخلص إلى أن أخطر المهام التي يقوم بها الخيَّامون الجدد هي زعزعة

القيم والمفاهيم لدى أبناء المسلمين؛ وبالتحديد عقيدة الولاء والبراء، وغرس قيم

الحب والألفة والولاء مع المجتمع النصراني، وهذا - في رأيي - أخطر من عملية

التنصير نفسها؛ فالتنصير يمكن اكتشافه والحد من انتشاره أما الأولى فإن نتائجها

ستظهر في الأجيال القادمة من أبناء أمتنا الإسلامية، هذا ما قاله مريض جبلة:

«أشهد بأنهم مسلمون، وأننا مسيحيون» هذا القول أعاد إلى الذاكرة قول مالك بن

نبي - رحمه الله - عندما زار أوروبا: «وجدت إسلاماً ولم أجد مسلمين، وعدت

لأجد مسلمين ولم أجد إسلاماً» .

وقبل كل هذا بل بعد كل هذا.. ألا يحق لنا أن نطرح سؤالاً أخيراً: كيف

كانت ردة فعل الأفراد والمؤسسات والحكومة تجاه ما جرى وما سيجري؟

ولعل ما حدث من مقتل الراهبات الثلاث في مدينة الحديدة عام ١٩٩٨م نذير

بتصرفات فردية لا يعلم مداها إلاَّ الله.

أما دور المؤسسات فهو نشاط خجول يحتاج إلى إذكاء كالجمر تحت الرماد،

ومنه الأنشطة التي قام بها مركز الدراسات الشرعية بمدينة إب؛ حيث أصدر في

العدد الخامس من نشرته معلومات عن وسائل التنصير، وكذَّب ادعاء المنصرين،

وأبرز أنشطتهم ووسائلهم.. كما قام بعض الدعاة في مدينة عدن بإقامة العديد من

المحاضرات وتوزيع المطويات التي تحذر الناس من خطر التنصير.

أما موقف الحكومة اليمنية فيوضحه لنا تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن

خلفية بعض الشؤون المهمة في اليمن للعام ١٩٩٨م الصادر عن مكتب شؤون

الجزيرة العربية والخليج الفارسي بدائرة الشرق الأوسط في ٣٠ مايو ١٩٩٨م

«.. لكن نتيجة الغموض الذي يكتنف الدستور في اليمن فيما يتعلق بالسماح بفتح

دور للعبادة النصرانية بالرغم من وجود النص الدستوري الذي يؤكد على أن

الشريعة الإسلامية هي مصدر كل التشريعات؛ إلا أن السلطات التنفيذية اليمنية

المختصة كثيراً ما تغض الطرف عن كافة الأنشطة الكنسية والنصرانية في عموم

اليمن» .

ختاماً.. لم يقف المسلمون قديماً مكتوفي الأيدي أمام الحملات الصليبية التي

استهدفت تدمير المدن وإراقة الدماء وقتل الأطفال والنساء واغتصاب الشريفات

العفيفات من بنات المسلمين.. والدور المطلوب اليوم من العلماء وطلبة العلم

والمؤسسات التعليمية الإسلامية وهيئات الإغاثة والجمعيات الخيرية جد كبير؛

فيجب أن تتوحد الجهود وتخلص النيات، وأن يعلم الجميع بأن وسائل المواجهه هي

ذاتها أساليب الدعوة؛ فهدفنا نحن المسلمين ليس مجرد المواجهة والصد بل يتعدى

الأمر أكثر من ذلك وهو الدعوة إلى الله بحيث نسعى إلى هداية هؤلاء المنصِّرين أو

بعض منهم - وهذا مشاهد ولله الحمد - في الوقت نفسه الذي نحمي فيه مجتمعنا من

هذه الهجمة.

والله من وراء القصد.


(١) الزحف إلى مكة، د عبد الودود شلبي.
(٢) اليمن إلى أين؟ د يحيى صالح محسن.
(٣) المصدر السابق.
(٤) المصدر السابق.
(٥) مجلة الأسرة العدد ٨٣.