للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنتدى

[الجمال جمال النفس بدون رتوش]

هدى بنت فهد المعجل

إلى متى تركضين إلى الوراء..؟ سؤال جذاب.. إلاَّ أن إحداهن تقول: لن

يجذبني هذا السؤال إلا إذا مارس الرجل عملية الرجوع إلى الأمام.

تحدٍّ فاضح.. تفضح به مثيلاتها..! !

إحداهن تُرى عيناها حيناً عسليتين، وحيناً سوداوين، وأحياناً زرقاوين..

فهل لديها عمى ألوان..؟

عندما نرى بعض الوجوه النسائية نتساءل: لو أن المرأة بيدها اختيار شكلها

وهيئتها.. فأي شكل وأي هيئة تختار؟ وتقف أمام المرآة مؤكدة المقولة المأثورة:

(ثروات الأرض تكفي جميع البشر لكنها لا ترضي أطماعهم) . أحياناً تضطرك

الظروف أن تقومي بزيارة لا ترغبينها.. إذا كنت ممن لا يركضن إلى الوراء..

فمن أرغمك على زيارتهم، فمجتمعهم وأفكارهم بعيدة كلية عن مجتمعك وأفكارك..

لكن والدتها تقول: لا بد أن تذهبي معنا.. وإرضاءً لرغبة الوالدة.. وحتى لا

تُنعتي بالانطواء والتكبر تذهبين. وما أن يدور رحى الحديث حتى تشعري بمدى

ضآلتك الثقافية الفنية قياساً بأفكارهن.. ف (الروميل) هذا لا يناسب عينَيْ فلانة؛

لأن عينيها واسعتان، وزاد (الروميل) من سعتهما.. هكذا يقولون.. وأنت

تتساءلين في نفسك: وما هو (الروميل) ؟

إحداهن تقول: أشعر بـ (حكة) في بشرة وجهي.. فقالت إحدى الجالسات:

أنت تستعملين الطبقة السابعة وربما لا تناسبك.. جربي الطبقة الثالثة.

تحدقين في وجه تلك القابعة بجانبك تريدين (عد) كم طبقة على وجهها..

فترمقك بنظرة وتسألك: أي الطبقات تناسب بشرتك..؟ !

* مأزق.. هاوية.. كيف لك انتشال نفسك منها..؟

* أي قصّات الشعر تعتقدين أنها تناسب وجهي..؟ !

بهذا التساؤل انتشلتك إحداهن مما أنت فيه..! !

الجميع يتحدثن وأنت صامتة.. حسناً الآن هن سكوت.. فتحت فمك لتتحدثي.

* قلتِ: من قرأ منكن ما طرح في الصحافة من آراء حول قضية..؟

وقبل أن تكملي قطعت تلك الجالسة أمامك حديثك متسائلة:

* لا أدري هل أتت صاحبة المشغل.. فأنا مدعوة إلى حفلة صديقة أختي بعد

شهرين، وفستاني الذي خيط قبل أربعة أشهر شاهدوه، وأريد تفصيل فستان سهرة

آخر. بعد أن قطعت تلك حديثك أدركت أنه لا مجال لك بينهن، وليقلن عنك ما

يقلن.

هذه جلسة واحدة من جلسات عدة، وبعضهن لا يجدن لهن مكاناً وسطها.

تمارسين الركض إلى الوراء هل لأجل الرجل فقط.. لإرضائه..؟ ربما.. ولكن

في الغالب لا.. بل تمشياً مع الحضارة التي خدعت بها.. فهذا (كريم) لإزالة

التجاعيد تقرئين عنه فتسارعين إلى أفخم محلات التجميل وخوفاً من أن تنفد الكمية

تقتنين علبتين، ولا أهمية للسعر؛ وما أن تضعي لمسة منه على وجهك وبعد دقائق

(يلتهب) وجهك.. فتتجهين رأساً إلى الثلاجة وتأخذين قارورة ماء بارد جداً

تسكبينه على وجهك ليطفئ اللهيب.. فيأتيك السؤال: هل جهلت أن ما يناسب

بشرة فلانة قد لا يناسب بشرتك؟ ثم ما هو دور الطبيب..؟ ! تركضين وتركض

من خلفك زميلاتك.. فمن يسبق أولاً..؟ ! بل لماذا الركض المحموم..؟ ! هل

لتتشبثي بالرجل أكبر فترة ممكنة..؟ !

من قال إن ركضك هذا يمكِّنك من التشبث بقلب الرجل.. بل إن الرجل الذي

يطلب زوجة تكون حقل تجارب لجميع أنواع المساحيق.. ليس أهلاً للزوجية ولا

لتكوين أسرة.. نعم! الله جميل يحب الجمال.. ولكنه حذّر من المغالاة والمبالغة

في كل شيء ومن ضمن ذلك التجمّل..

وجِّهي عينيك إلى الأمام لتري أن قدميك قد استدارتا جهة الخلف ومارستا

الركض المحموم إلى الوراء.. بل بينهما وبين حافة الهاوية أشبار قليلة.