للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في دائرة الضوء

ماذا يُراد بأمتنا العربية والإسلامية؟

الاستعمار النفسي في ثوبه الجديد

د. ماهر عباس جلال [*]

[email protected]

مقدمة:

عرف العالم منذ القرن الخامس عشر الميلادي ما يُسمى بالاستعمار الغربي،

وكان يعني في ذلك الوقت: «إخضاع جماعة من الناس لحكم أجنبي، ويسمى

سكان البلاد المحتلة بالمستعمَرين - بفتح الميم، وتسمى الأراضي الواقعة تحت

الاحتلال البلاد المستعمَرة - بفتح الميم» [١] . والآن ونحن على مشارف القرن

الحادي والعشرين يشهد العالم نوعاً جديداً من الاستعمار يمكن تسميته

بـ (الاستعمار النفسي) .

مفهوم الاستعمار النفسي وأهدافه:

إن الاستعمار النفسي استعمار جديد يعمد إلى استعمار النفوس والعقول والأفئدة

بدلاً من استعمار الأرض؛ وذلك أن السيطرة على النفوس والعقول والأفئدة يعني

السيطرة على كل شيء، فتكاد هذه النفوس ألاَّ ترى إلا بعينه، ولا تسمع إلا بأذنه،

ولا تفكر إلا بعقله، تكره ما يكره، وتهوى ما يهوى، وتفني حياتها في سبيل

رضاه، ثم ليتها تحظى به؛ فربما كان نصيبها النقمة والازدراء! !

وإذا قِيسَ الاستعمار القديم بهذا الاستعمار النفسي فإنه يعد استعماراً ساذجاً؛

ذلك أن الاستعمار النفسي أشد فتكاً، وأعظم ضراوة، فهو شديد المراوغة والخداع،

سريع التطوير لخططه الخبيثة، وطمعه لا تحده حدود؛ فهو لا يقنع بامتلاك

الأرض واستغلال ثرواتها فحسب، بل يريد الأرض ومن عليها، وكأن لسان حاله

يقول:

لنا الدنيا ومَنْ أمسى عليها ... ونَبْطشُ حين نبطشُ قادرينا [٢]

أستغفر الله من زلة القلم، فهذا هدف يعد متواضعاً في حقه؛ فهو يريد الكون

بأسره، فلا يكتفي بغزو الأرض حتى يتسابق إلى غزو الفضاء، ويعد برامجه

لحرب الفضاء [٣] .

خطره على الأمة العربية والإسلامية:

وأمتنا العربية والإسلامية مستهدفة من هذا الاستعمار لما فيها من طاقات

متنوعة وثروات طبيعية هائلة، ولما تحمل في عقيدتها ودينها من مقومات الصمود

أمامه؛ فلم ينس هذا الاستعمار هزيمته النكراء أمامها يوماً ما [٤] ؛ ولذا طور خططه،

ووسع دائرة أهدافه، ونوَّع وسائله، وغيَّر خطابه؛ فهو يريد هذه المرة ألا يُفلت

أحد من قبضته ولا يحيد عن سلطانه قدر أنملة، يريد أن يسبِّح الجميع بحمده،

ويتغنى بمآثره، ويعشق ثقافته، ويتمنى رضاه، ويكون طوع هواه.

الهزيمة النفسية:

إن الاستعمار النفسي يهدف - أول ما يهدف - إلى هزيمة أمتنا هزيمة نفسية

تشعر معها بمرارة العجز والقهر [٥] واليأس، وتزول لديها أية بارقة أمل في نهضة

حضارية ومستقبل مشرق واعد، وإذا تمكن من تحقيق هذا الهدف فإن ما سواه

أهون؛ فالأمة المهزومة نفسياً ليس لها - في ظني - إلا خياران: إما أن تنتحر

وتفنى، أو تلقي بنفسها في أحضان هذا المستعمِر - بكسر الميم، وتمكّنه من نفسها

يعبث بها كيفما يشاء، وتدين له بالتبعية والولاء التام، فيتحقق له ما أراد من

السيطرة عليها ثقافياً وسياسياً واقتصادياً ... إلخ؛ فالهزيمة النفسية أقسى أنواع

الهزائم البشرية؛ بحيث تفقد الأمة معها كيانها، وتشعر بالتخبط والاختلال، وتسلم

قيادها وهي مخدرة إلى هذا المستعمر ليوجهه كيف شاء، وأين شاء، ومتى شاء.

الاستعمار عن بعد:

وهذا إن دل فإنما يدل على مدى ذكائه وضرواته، فقد رأى أن الاستعمار

العسكري - بمفهومه التقليدي - استعمار ساذج لا بد أن يُقضى عليه يوماً ما،

وحينئذ يخرج منهزماً منبوذاً وقد تكبد خسارة مادية ومعنوية وعسكرية فادحة. أما

الاستعمار النفسي فيحقق جميع أهدافه ومكاسبه بمفاتيح التحكم عن بعد، وبأقل جهد:

يأمر فيطاع، ويطلب فيلبى طلبه؛ فالعقول مخدرة، والنفوس أشبه ما تكون نائمة

بفعل التنويم النفسي.

وسائل وأقنعة:

يلجأ هذا الاستعمار إلى وسائل خبيثة وفتاكة أدمنها ضحاياه، ويتخذ من

بعضها قناعاً يخفي تحته أهدافه الحقيقية، فإذا ما اكتشفت حقيقتها أسفر عن وجهه

الحقيقي المرعب، وأبرز أنيابه المخيفة الحادة يغرزها في جسد ضحاياه، مطبقاً

عليهم من كل جانب، متلذذاً بأنينهم وصراخهم، ثم تطفر من عينيه دمعة عليهم،

فتكون المساعدات الاقتصادية، وإغاثة هيئة الصليب الأحمر؛ فيا له من استعمار

رحيم مرهف الإحساس! ! !

ومن أهم هذه الوسائل والأقنعة:

١- وسائل الإعلام:

لقد أدرك هذا الاستعمار أهمية وسائل الإعلام في عصر من يمتلك فيه هذه

الوسائل يمتلك العالم [٦] ، فلا عجب إذن إذا علمنا أن هناك حوالي (١٢٠) وكالة

إعلام دولية في العالم [٧] منها (٣٠) وكالة أمريكية لها قرابة (٢٠٠) فرع توكيل

في العالم العربي، وميزانية هذه الوكالات وحدها تعادل الميزانية المخصصة للتعليم

في البلاد العربية [٨] ، والإعلام الغربي عامة يمثل أكثر من (٩٠%) من الإعلام

العالمي [٩] .

سيطرة اليهود على الإعلام الأمريكي:

والجدير بالذكر أن اليهود يسيطرون على الإعلام الأمريكي، سواء فيما يتعلق

بالشبكات التليفزيونية، مثل شبكة (CNN) وشبكة (ABC) ، وشبكة

(CBS) ، أو فيما يتعلق بالصحف؛ حيث يمتلك اليهود أكبر ثلاث مؤسسات

صحفية أمريكية مؤثرة هي: (نيويورك تايمز) ، و (واشنطن بوست) ،

وصحيفة (وول ستريت جورنال) ، أو فيما يتعلق بالمجلات الأسبوعية؛ حيث

يمتلك اليهود أهم هذه المجلات وهي: مجلة (التايم) ، ومجلة (نيوزويك) ،

ومجلة (يو إس نيوز) [١٠] .

التبعية الإعلامية:

وإذا تساءلنا: ما دور وكالات الأنباء العربية والإسلامية في الساحة الإعلامية؟

فالإجابة تبدو مخزية؛ وذلك أن هذه الوكالات العربية والإسلامية تعمل من الداخل

لصالح وكالات الأنباء الأجنبية، خاصة الوكالات الخمس الكبرى التي تحتكر

الأخبار والمعلومات بنسبة (٨٠%) ، وهي: (رويتر) ، و (أسوشيتد برس) ،

و (يونايتد برس إنتر ناشيونال) ، ووكالة الأنباء الفرنسية، ووكالة (تاس)

الروسية [١١] ، ولا تجد وكالات الأنباء العربية والإسلامية أمامها إلا أن تعتمد عليها

في نقل الأخبار وتغطية الأحداث [١٢] . هذا فضلاً عن أن المسلسلات والبرامج

الدرامية في الفضائيات العربية تقريباً (٧٠%) منها أمريكية، علماً بأن القنوات

الفضائية الأمريكية لا تعرض أكثر من (٢%) فقط من المسلسلات والبرامج غير

الأمريكية، ولا يخفى على كل ذي بصيرة أن أمريكا لا تصدر إلينا إلا إنتاجها

الثقافي الرديء الذي يحمل في طياته قيماً تتعارض مع منظومة قيمنا وتقاليدنا

العربية والإسلامية [١٣] ، وفي ندوة (همر شولد) الدولية التي عقدت في نيويورك

عام (١٩٧٥م) ، أكد المتحدثون «أن أنظمة الأخبار والحكومات والمصالح

العسكرية والتجارية الغربية تقوم - عمداً - بالتلاعب بتدفق الأخبار العالمية

لصالحها، وذلك بهدف الإبقاء على العالم الثالث في حالة تبعية» [١٤] .

٢ - ثورة المعلومات:

استطاع الاستعمار أن يتخفى تحت قناع ثورة المعلومات، ويدس لنا السم في

العسل، فمثلاً الإنترنت (شبكة المعلومات الدولية) لا يخفى ما لها من أهمية،

لكنها تعد مصدر خطورة لنا، وذلك أننا نستخدمها دون فكر يديرها، كما تحوي هذه

الشبكة معلومات ومواقع تروج لثقافة الغرب، فكل فكر متأثر بثقافة المنشأ، فهذه

الشبكة تكرس إذن ثقافة الغرب ولغته، فتقريباً (٨٨%) من المادة المعروضة فيها

باللغة الإنجليزية وحدها، و (٩٠%) بالألمانية، و (٢%) بالفرنسية [١٥] ؛ فأين

نصيب اللغة العربية؟ !

وللأسف فإن الاستعمار النفسي بزعامة أمريكا استغل ثورة المعلومات لهتك

حريات الآخرين والتلصص عليهم معرفياً وتقنياً، والتنصت على الأفراد والدول،

فها هو (إريه بن منشه) ضابط الاستخبارات الإسرائيلي، يعترف في كتابه

(غنائم الحرب) بأن إسرائيل تمكنت من اختراق الشيفرة الإيرانية أيام

الشاه [١٦] ، وكشفت تحريات صحفية عن وجود شبكة ضخمة للتجسس

الإلكتروني شمالي إنجلترا صممتها وتشرف عليها وكالة الأمن القومي الأمريكي

(NSA) ، ويطلق على هذه الشبكة اسم: (Echelon) . وهذه الشبكة

صُممت للتجسس على الحكومات والشركات والأفراد، دون مراعاة لحرمة

أحد [١٧] . إنها ديمقراطية الاستعمار النفسي، وأساليبه الخبيثة الدنيئة؛

فالغاية عنده تسوغ الوسيلة.

٣ - قناع الاقتصاد والسياسة:

ويعمد هذا الاستعمار إلى تنفيذ أهدافه رغباً أو رهباً، فيعد بالامتيازات

الاقتصادية تارة، وبخلق فرص مناسبة للاستثمار الاقتصادي تارة، وبحبوب

المعونات الاقتصادية تارة أخرى، وكأن العلاقة بينه وبين المستعمَر - بفتح الميم -

أشبه ما تكون بين الطيور الداجنة وربها (صاحبها) يلقي إليها الحبوب حتى إذا ما

سمنت انتفع ببيضها أو تلذذ بلحمها، فإن أبت أن تلتقط الحب وثارت لكرامتها،

كانت الضغوط السياسية والاقتصادية، وتحركت ثعالب المليارات اليهودية العملاقة

في العالم لتكتم أنفاس هذه الطيور الأليفة وتؤدبها، فإما أن يعود إليها رشدها وتأكل

لتسمن وتدر عليه فوائد الديون بشروطه الخاصة، أو أن تموت خنقاً، وينهار

اقتصادها كما حدث مع النمور الآسيوية.

لغة الاستعمار النفسي:

وقد خيل إلى هذا الاستعمار النفسي لجبروته أنه سينتصر بالرعب [١٨] ،

فيتحدث إلى أفراد مستعمرته بلغة الاقتصاد تارة، فتكون العقوبات الاقتصادية

المجحفة، والحصار الاقتصادي الكافر بكل معاني الإنسانية والرحمة، وما الذي

فعله بالعراق وليبيا والسودان منا ببعيد، ولا أحد يستطيع أن ينبس ببنت شفة،

فالجميع ملتزم به حتى إخوتهم في العروبة والإسلام، ومن حاول كان مصيره

التشرد والضياع. ونذرف الدموع عجزاً وهلعاً حينما نسمع وزارة الصحة العراقية

في شهر مارس الماضي تعلن وفاة أكثر (٩٠٠٠) عراقي في فبراير من العام نفسه

بسبب الحظر الاقتصادي، ليرتفع بذلك عدد القتلى منذ بدء هذا الحصار إلى

(١٢٨٣١١٨) شخصاً من بينهم نصف مليون طفل عراقي [١٩] ! ! .

ويستخدم لغة السياسة تارة أخرى، فيكون الوعيد والتهديد، والحملات

الشعواء، والتقارير المزيفة، والاتهامات برعاية الإرهاب، والتحذيرات للشعب

الأمريكي والرعايا الأجانب من دخول هذه الدولة أو تلك؛ لأنها تدعم الإرهاب،

وتكبت الحريات، وتضطهد الأقليات، فليحيَ إذن قانون حماية الأقليات! !

٤- الرعب العسكري والنووي:

فإن لم تُجْدِ لغتا الاقتصاد والسياسة نفعاً برزت لغة الرعب العسكري والنووي

وتحركت الأساطيل البحرية وحاملات الطائرات، والقنابل الذكية، وصواريخ

(كروز) ، والغواصات النووية، فنراه يرسل لشعب العراق صواريخه ساعة

المنام، ليشاركهم الاحتفال بشهر الصيام، ويتأسى لأحوال مرضى السودان وقلة

الدواء، فليكن وجهة الصاروخ مصنع الشفاء! ! !

وإذا كان البابا يوحنا بولس الثاني قد استغفر لمن مات من اليهود في المحرقة

المزعومة، خلال زيارته بيت لحم يوم الأربعاء (٢٢/٣/٢٠٠٠م) [٢٠] ؛ فمن

يستغفر للأطفال الرُضَّع، والشيوخ الرُكَّع، والنساء المغتصبات في كل من العراق،

وكوسوفا، والشيشان، وتركستان؟

يا رب قد عجز اللسان! وإذا كان الحاخامات لم يرضوا بما صنعه البابا،

فنحن يكفينا الصمت، ونستلذ العجز، وليكن تجاوبنا الاحتجاج أو الشجب! فهذا

التصالح بين الصهيونية والصليبية لصالح من؟ وضد من؟

٥ - غفلة الأمة الإسلامية:

ومما شجع هذا الاستعمار على بسط نفوذه، وأعانه على تحقيق أهدافه - غفلة

الأمة العربية والإسلامية؛ فنحن أمة نكاد لا نستوعب دروس الأحداث الماضية،

نعتمد على العاطفة دون أن تساندها خطط مدروسة وتحليلات علمية متأنية،

وبعضنا يدير ظهره للماضي، ويرضى بالواقع، ويسقط المستقبل من حساباته،

ومن وخزه ضميره فإنه يهرب من واقعه بالنكت تارة، وبالمباريات تارة،

وبالأغاني والأعمال الدرامية تارة أخرى، حتى يظن من يشاهد قنواتنا الفضائية أننا

أمة لا تعرف الهموم، وترفل في النعيم، وتبسط نفوذها على العالم أجمع!

عمليات غسيل المخ:

أضف إلى هذا سذاجة بعض أبناء الأمة حين ينبهرون بأقنعة الاستعمار،

فيحسبون أنه قد جاء بالخير للبشرية بهذه العولمة، ويتحمسون لها، ويدعون إليها،

لما يصاحبها من أحلام وردية، وقد يعذر هؤلاء؛ فقد عمد الاستعمار إلى إجراء

عملية (غسيل مخ) لعقولهم، ثم أخذ يعيد صياغتها وفق أهدافه ومبادئه، فلا

عجب حينئذ أن نرى من يحتفلون بذكرى الحملة الفرنسية على مصر، لما لفرنسا

الصديقة في زعمهم من فضل إحداث نقلة حضارية بمصر تستحق عليها الشكر

والتقدير، ولا غرابة أن نجد بعض العائدين من الدراسة بالغرب يثورون على

مبادئهم الإسلامية والتقاليد العربية الراسخة، ويُروِّجون لأفكار الغرب دون تمييز

بين الغث منها والسمين.

وقفة تأمل قبل فوات الأوان:

إن الأمر جلل، وإن الخطب لفادح، وما أحوج أمتنا إلى وقفة متأنية لتتفقد

أحوالها، وتشخِّص أدواءها، وتتعرف أسباب كبوتها وضعفها! ! فالأمراض

النفسية من أشد الأمراض خطراً على صحة الأمة؛ لأن المريض النفسي قد لا

يشعر أنه مريض لخفاء مرضه، ومن ثم يترك المرض يستفحل ويستشري حتى

يتمكن منه، وساعتها لن يجدي معه دواء، ولكن قبل أن نبحث عن الدواء فعلينا

أولاً معرفة أسباب الداء؛ إذ «الوقاية خير من العلاج» ، فنحن أمام استعمار داهية

يجعل الحليم حيران، والقوي عاجزاً، والغافل عبرة للتاريخ، ومن هنا يقفز سؤال

مهم إلى الذهن: ما أهم آليات هذا الاستعمار وخططه الاستراتيجية التي يحقق بها

أهدافه الخبيثة؟

أساليب الاستعمار النفسي:

إن الاستعمار النفسي استعمار منظم الفكر عظيم الطموح؛ ولذا يتخذ أساليب

ناجعة، ويرسم خططاً استراتيجية هادفة لتحقيق أهدافه المرجوة، واستغلال وسائله

المتاحة أفضل استغلال.

من أهم أساليب الاستعمار النفسي:

١ - الدعاية: والدعاية باختصار هي «استخدام أي وسيلة إعلامية عامة أو

شعبية، بقصد التأثير في عقول أفراد جماعة معينة أو في عواطفهم، من أجل

تحقيق غرض عام معين، سواء كان هذا الغرض عسكرياً أو اقتصادياً، أو سياسياً،

وذلك في إطار خطة موضوعة منظمة» [٢١] والدعاية أنواع؛ والذي يعيننا هنا

منها الدعاية الرمادية التي تفسر الأحداث باللون الذي يناسبها ويخدم أغراضها [٢٢]

والدعاية السوداء هي التي تتخفى وتتنكر دون أن تعلن عن مصدرها الحقيقي [٢٣] .

وهذان النوعان دعاية هجومية تهدف إلى إقناع الآخرين والتأثير فيهم لكي يسلكوا

اتجاهاً معيناً أو سلوكاً محدداً تحت تأثير الأفكار الدعائية، ويقبلوا وجهات نظر

أصحاب هذه الدعاية، ويعتنقوا آراءهم وأفكارهم ومعتقداتهم [٢٤] .

٢ - غسيل المخ: وهو «العملية التي يقصد بها تحويل الفرد عن اتجاهاته

وقيمه وأنماطه السلوكية، وتبنّيه لقيم أخرى جديدة تفرض عليه» [٢٥] ، وتعتمد

العملية على عدة أسس نفسية وفنية لضمان نجاحها، مثل: الإيحاء، والإنهاك

الجسدي بغية إضعاف القدرة الفكرية، والتعذيب العقلي والبدني، وزرع الشك،

وتدمير الذات بالإذلال والتحقير [٢٦] .

٣ - إثارة الرعب والفوضى في البلاد: بغية السيطرة الكاملة على الشعوب

والتغلب عليها [٢٧] .

٤ - افتعال الأزمات: لتؤثر في نفسية الخصم وتشتت أفكاره، وتظهر عجز

الحكومات عن صيانة الأمن في البلاد، وإقناع الرأي العام العالمي بوجود معارضة

شعبية لها [٢٨] .

٥- الشائعات: وهي من أهم أساليب الاستعمار النفسي، وقد استخدمت قديماً

وحديثاً [٢٩] ، وتعد عاملاً مهماً من عوامل الحرب النفسية التي تستخدم بكفاءة الآن

من قبل هذا الاستعمار النفسي، كما أنها بمثابة ترمومتر (مقياس) لمدى الاستقرار

النفسي والاجتماعي للشعوب [٣٠] ، وتعتمد على «الترويج لخبر مختلق لا أساس له

في الواقع» [٣١] . وقد تكون الشائعات في صورة أحاديث متداولة بين الناس، أو

أغان شعبية، أو أعمال درامية، أو دعايات، أو نكت، أو رسوم كاريكاتيرية [٣٢] .

خططه الاستراتيجية:

١ - إشاعة روح العجز والاستسلام واليأس: حتى لا تقوم للشعوب قائمة [٣٣]

وبهذا يهيئ النفوس والعقول لتقبل أفكاره، ثم الترويج لها والدفاع عنها، وأعانه

على نجاح هذه الإشاعة تلك الضربات الموجعة والإبادة الجماعية التي تعرضت لها

بعض البلدان في العالم الإسلامي، ثم تقف بقية الشعوب الإسلامية عاجزة عن رد

العدوان عنهم، أو بلغة أخرى: لا يسمح لهم بالتدخل لنجدة إخوانهم؛ فالمفتاح

السحري لهذه الأزمات في يد الاستعمار النفسي فقط، هذا الاستعمار الذي تؤازره

قوات حلف الأطلسي [٣٤] .

ومن الطبيعي أن يخلق هذا الصمت أو العجز لوناً من التشاؤم والإحباط لدى

الأمة العربية والإسلامية، مما يدفع بعضهم إلى الاستهزاء بالوضع العربي الراهن،

والسخرية من الانتماء لهذه الأمة، حتى غدت بعض الصحف العربية تتحرق

شوقاً إلى نتائج الانتخابات الأمريكية والإسرائيلية عساها أن تسفر عن حكومات

تنصف قضايانا المصيرية.

٢ - تشويه صورة العربي المسلم: عمدت الدعاية الغربية إلى تشويه صورة

الفرد العربي والمسلم في وسائل الإعلام بصورة فجة، وجعله رمزاً للتخلف

والإرهاب، والأمثله لا تعد ولا تحصى، منها ما عرضته إحدى القنوات المتلفزة

الأمريكية في عام (١٩٧٥م) ، في إعلان لها عن أحد المنظفات الصناعية، حيث

يبدأ الإعلان بصوت المعلن: «إن هذا الصابون ينظف أي شيء حتى العربي» ،

وتستمر المهزلة فيظهر شخص في زي عربي متسخ، وتحاول إحدى الفتيات

تنظيفه بالمنظف الجديد، وينتهى الإعلان بقول الفتاة: «لقد بذلنا كل ما وفي

وسعنا» ، وعندئذ يقول المعلن: «إن تقارير المختبرات أثبتت أن عدم نظافة

العربي لا يرجع إلى عدم وجود المنظفات، ولكن لأن العربي لا يمكن أن يصبح

نظيفاً أبداً» [٣٥] .

كما شُوّه الحق الشرعي للبلاد العربية في الدفاع عن أرضها ومقاومة الاحتلال

الإسرائيلي، فتوصف المقاومة اللبنانية - على لسان رئيس وزراء فرنسا ليونيل

جوسبان - بأنها عمليات إرهابية [٣٦] ، وتوضع أربعة دول عربية (سوريا، ليبيا،

السودان، العراق) في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وذلك في التقرير السنوي

لوزارة الخارجية الأمريكية، ويشير التقرير أن الأمل الوحيد لسوريا في رفعها من

هذه القائمة هو الإذعان لمطالب إسرائيل والتوصل معها إلى تسوية سلمية [٣٧] .

٣ - تشويه التاريخ والرموز العربية والإسلامية: لا يحسد تاريخنا العربي

والإسلامي على ما أصابه من تشويه وتحريف على أيدي أعدائه؛ فقد تعمدوا

تشويهه، وتصوير الإسلام على أنه دين إرهابي انتشر بحد السيف، وأنه يكبل

حرية الفكر، وصوروا قادته على أنهم لم يكونوا إلا أصحاب نزوات ومطامع لا

أصحاب مبادئ ورسالة، من هؤلاء هارون الرشيد، وصلاح الدين الأيوبي،

وغيرهما، والحضارة الإسلامية ما هي إلا حضارة زائفة عاشت عالة على غيرها

من الحضارات التي سبقتها؛ كالحضارة اليونانية والرومانية والهندية [٣٨] .

وامتد التشويه إلى بعض الرموز العربية والإسلامية المعاصرة، من قادة

ومصلحين ودعاة، بغية أن يفقد أبناء الأمة الثقة في ماضيهم وحاضرهم، ويدب

اليأس في نفوسهم، فلا أمل في تغيير الواقع، وتنصرف الجهود عن التخطيط

للمستقبل، فتقع الأمة في نهاية المطاف فريسة شهية لهذا الاستعمار.

٤ - الغزو الفكري والثقافي: وهو من أخطر خطط الاستعمار النفسي،

ويعتمد بشكل رئيس على الإعلام الغربي وما سار في فلكه من الإعلام

العالمي [٣٩] ، وعماد هذا الغزو الفكر والثقافة، وشعاره التنوير والتمدن، وهو لا

يحدث فجأة بل يمر بمراحل متدرجة بخفاء ومكر شديدين، بدءاً من الصدمة الفكرية

الثقافية؛ حيث تسبح الشعوب العربية والإسلامية في تيار من هذا الغزو يومياً بغرض

إحداث عملية (غسيل مخ) للأفكار والثقافة العربية والإسلامية، ثم يتدرج إلى

الاحتواء الثقافي بتلقين هذه الشعوب أصول الثقافة الغربية ومبادئها، وشيئاً فشيئاً

تحدث عملية ذوبان للثقافة العربية والإسلامية في الثقافة الغربية، وحينئذ يحدث لها

نوع من الانحراف الثقافي عن أصولها وجذورها العربية والإسلامية، ومع

تعاقب الأجيال تصير ثقافتهم غربية الملامح والنزعة [٤٠] .

التسلط الثقافي في وسائلنا الإعلامية:

والحق يقال؛ فإن الاستعمار النفسي لا يألو جهداً في سبيل إنجاح هذا الغزو؛

فالإغراءات يسيل لها اللعاب؛ ولا عجب حينئذ أن نرى بعض الفضائيات العربية

تعرض ثقافة الجنس، وتروِّج لصداقة الجنس الآخر، وتدعو إلى التحرر الفكري

والانفتاح على الثقافة الغربية بمدلولها الشامل: من لغة، ودين، وطرائق حياة،

وسلوك، وقيم أخلاقية [٤١] ، مما يعني الثورة على الثقافة العربية والإسلامية،

والانفصال عن جذورنا، وهذا التسلط الفكري الثقافي [٤٢] واضح للعيان؛ فقد وصل

الأمر إلى حد عرض برامج لتعليم الرقص الشرقي، ومسابقات ملكات جمال العالم

(٢٠٠٠م) ، ناهيك عما تطفح به بعض المسلسلات والأعمال الدرامية في بعض

قنواتنا الفضائية من العري والانحلال الأخلاقي.

٥ - علمنة المجتمعات وإضعاف الوازع الديني: أدرك الاستعمار النفسي

قديماً سر قوة المسلمين وصمودهم في وجهه، وهو الدين الإسلامي، فوضع على

عاتقه رسم الخطط الكفيلة بالقضاء عليه، أو على الأقل إضعاف أثره في

المجتمعات الإسلامية، وفصله كلياً عن الدولة على غرار ما فعله في تركيا

الحديثة [٤٣] ، وكان له في ذلك عدة خطوات منها تقليص المناهج الدينية وجعلها

خواء [٤٤] ، وتشويه صورة رجل الدين إعلامياً، وبث الشائعات حول الشخصيات

الإسلامية [٤٥] ، والربط الجائر بين الإسلام والإرهاب، وبذل جهوداً مضنية

لصرف الناس عن دينهم وعن خططه اللعينة، فأنفق الأموال الطائلة في

تنظيم الدورات والمهرجانات الرياضية والفنية في العالم، وصار يصور الفنانين

والرياضيين على أنهم صفوة المجتمع ونجومه الجديرين وحدهم باقتداء

غيرهم بهم.

٦ - إضعاف اللغة العربية: وفي سبيل نجاح مخططه السابق في النيل من

الدين الإسلامي كان لا بد له من إضعاف اللغة العربية، ومحاولة القضاء عليها بكل

سبيل ممكن؛ إذ إن اللغة العربية لا تعد وعاء للفكر العربي والإسلامي، ولا تمثل

الهوية العربية والإسلامية فحسب، بل هي شعيرة من شعائر الإسلام؛ فقد ورد عن

الرسول صلى الله عليه وسلم: «من يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالعجمية؛

فإنه يورث النفاق» [٤٦] ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «فإن

اللسان العربي شعار الإسلام وأهله» [٤٧] .

فاللغة العربية والدين الإسلامي كلٌّ لا يتجزأ. ومما يدمي القلوب أن نجد

الغرب يهتم بالدراسات العربية والإسلامية في جامعاته، وبمراكز البحوث

الاستشراقية، مادياً ومعنوياً، على حين تبدو مثيلاتها شاحبة في عالمنا العربي

والإسلامي لا تجد الدعم المادي ولا المعنوي اللازمين لها، حتى صارت عبئاً على

مجتمعاتنا العربية، ودأبت وسائل الإعلام على تشويه الفصحى، والربط بينها وبين

تخلف الأمة حضارياً اليوم [٤٨] . ويزيد الطين بلة تلك الدعوات المسعورة إلى

استخدام العاميات العربية بديلاً عن الفصحى، مما سبب لطلابنا وباحثينا نوعاً من

ازدواجية اللغة، حتى في المدارس والجامعات، فشاع اللحن، وأعرض الطلاب

عن تعلم الفصحى إلى تعلم اللغات الأجنبية التي استشرت في بلادنا العربية.

٧ - تفتيت وحدة الأمة: ورأى الاستعمار النفسي ضرورة تفتيت وحدة

الأمة [٤٩] عملاً بالمثل السائر: «فرِّق تَسُدْ» فحقق شيئاً مما أراد، إما عن طريق

إحياء القوميات، أو عن طريق إشعال فتيل النزاع بين الدول العربية والإسلامية

على الحدود تارة، كما هو الحال بين اليمن وإرتيريا، وبين مصر والسودان،

وبين الكويت والعراق، وبين الإمارات وإيران، وبين الهند وباكستان

وغيرها، أو عن طريق النزاع حول مصادر المياه. وقد تسبب هذا النزاع في

اتساع هوة الخلاف بين الأشقاء ودول الجوار، فقامت بعض الحروب بينهم،

وصارت كل دولة تتربص بأختها شراً، ويحذر كل فرد مكائد أخيه، والتبس

على الكثيرين معرفة العدو من الصديق، منشغلين عن العدو الحقيقي الذي يتربص

بالجميع ليفتك بهم ويستأصل شأفتهم.

سياسة الكيل بمكيالين:

كما أخذ الاستعمار النفسي يشجع الحركات الانفصالية في الدول الإسلامية

بزعم «حق تقرير المصير» مثلما حدث في تيمور الشرقية، ومثلما يخطط

للصحراء الغربية في المغرب، ولفصل جنوب السودان، وتقسيم العراق، على

حين يقوم بقمع أية حركة تحريرية تكون من قِبَل الأقاليم الإسلامية التابعة لدول غير

إسلامية متجاهلاً حق تقرير المصير، رافعاً شعار: «سيادة الدول» وعدم التدخل

في شؤونها الداخلية، كما هو الحال في البوسنة والهرسك، وكوسوفا، وتركستان،

والشيشان، وكشمير.

٨ - استنزاف الطاقات: ورأى ضرورة استنزاف الطاقات العربية

والإسلامية، وحرمان العالم العربي والإسلامي منها، ليسلم له أمره، ويسقط سريعاً

أمام هجماته، ولكي لا تبقى لديه طاقات فكرية أو اقتصادية أو عسكرية وبشرية

لتقاوم مخططات هذا الاستعمار، فعمد إلى تدمير الاقتصاد في ماليزيا وإندونيسيا،

وضرب الحصار الاقتصادي حول العراق والسودان وليبيا وسوريا، وقام بسرقة

المياه والاستيلاء عليها عنوة من الأردن وسوريا والعراق، ودبر الخطط لاستنزاف

الطاقة النفطية، ويتآمر على تدني سعر برميل النفط، وحينما تتوحد الجهود

لإجهاض هذه المؤامرة فإنه يُرغي ويُزْبد ويزأر من أجل زيادة الإنتاج ووقف ارتفاع

الأسعار، وإلا فالويل والثبور لأية دولة تتسبب في ارتفاع سعر البرميل

النفطي [٥٠] ؛ وتلك آية التجبر!

ولم ينس بالطبع تفريغ الدول الإسلامية عامة والعربية خاصة من عقولها

المفكرة والمبدعة، فوضع أمامها العراقيل، وفي المقابل لوَّح لها بالإغراءات في

بلاده، فهاجرت لتسهم في فقر بلادها وتشييد صرح حضارته هو، وماذا تصنع أمة

بلا عقول مفكرة أو مبدعة؟ ! أضف إلى ذلك ما فعله بالطاقات العسكرية، فأشعل

فتيل الحرب بين الدول تارة، وهاجم بعضها عسكرياً تارة، فمن ثم سارعت هذه

الدول إلى شراء أسلحته بكرائم أموالها، مما أثر على اقتصادها، وعوّق مسيرة

النهضة الحضارية فيها.

أمة بلا شباب أمة بلا مستقبل:

أما طاقة الشباب أمل المستقبل، فقد حازت نصيباً أكبر من جهوده متمثلة في

نشر المخدرات وتزيين الانحراف الخلقي والعلاقات المحرمة؛ فأمة بلا شباب هي

في الحقيقة أمة بلا مستقبل.

هذه أهم مخططات الاستعمار النفسي؛ إذ في جعبته الكثير؛ فذراعه طويلة،

وخزائنه تكاد لا تنفد، وعزيمته لا تفتر، وقلبه لا يرحم، ومن العجيب أنه لا يمل

ولا ييأس، لكن هيهات هيهات، فأمتنا أمامها الفرصة سانحة بما تملك من مقومات

مادية ومعنوية - إذا أرادت بإخلاص وثبات - لترد غروره، وتقتل صلفه، وتحبط

مخططاته، وتأمن بوائقه، والمهم التخطيط الجيد، والتذرع بالصبر والأمل والحذر،

واليقين في نصر الله بعد تحقيق أسبابه.


(*) جامعة الإمارات العربية المتحدة.
(١) الموسوعة العربية العالمية: مادة (استعمار) ، ١/٦٨٣.
(٢) البيت لعمرو بن كلثوم من معلقته.
(٣) بدأ مشروع (حرب الفضاء) فعلياً في مطلع سنة ١٩٨٤م، وذلك بعد خطبة ألقاها الرئيس (رونالد ريجان) في ٢٣ مارس عام ١٩٨٣م راجع: حرب الفضاء: دراسة تحليلية لأسلحة واستراتيجيات حرب الفضاء، تأليف: أقطاب العلماء الأمريكيين، ترجمة أد محمد أسعد عبد الرؤوف، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ١٩٨٨م، ص ٥١، ٥٢.
(٤) كما حدث في الحرب الصليبية، وفي حروب التحرير من الاستعمار الغربي في القرن العشرين.
(٥) القهر (لغة) : الغلبة والتغلب انظر: لسان العرب، مادة (قهر) ، وبمعناه العام: «كل تأثير خارجي أو داخلي يعوق حرية الفرد» انظر: المعجم الفلسفي، د جميل صليبا، دار الكتاب اللبناني، بيروت، الطبعة الأولى، ١٩٧٣م، ٢/٢٠٠، ٢٠١.
(٦) انظر: مقال (الإعلام الغربي وتشويه حقائق الصراع) ، د باسم خفاجي، مجلة البيان، العدد (١٢٦) ، ص ٥٦.
(٧) انظر: الإعلام العربي أمام التحديات المعاصرة، علي محمود العائدي، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، سلسلة دراسات استراتيجية (٣٥) ، أبو ظبي، طبعة أولى ١٩٩٢ م،
ص ١٠٣.
(٨) هذا ما أكدته الدكتورة عواطف عبد الرحمن في محاضرتها (الإعلام والعولمة في القرن الحادي والعشرين) التي ألقتها بجامعة عجمان، فرع العين بدولة الإمارات، بتاريخ ٢٧/٢/٢٠٠٠م، انظر: جريدة الاتحاد، الإمارات، العدد (٩٠٠٣) ، ٢٨/٢/٢٠٠٠م، ص ٧.
(٩) انظر: مقال (الإعلام الغربي وتشويه حقائق الصراع) ، مجلة البيان، العد (١٢٦) ، ص ٥٦.
(١٠) انظر: مقال (الإعلام الغربي وتشويه حقائق الصراع) ، ص ٥٨، ٥٩.
(١١) انظر: الإعلام العربي أمام التحديات المعاصرة، ص ١٧.
(١٢) تعد الدول العربية والإسلامية دولاً مستهلكة للإعلام ومستوردة لوسائل الاتصال ضمن مفهوم السوق , انظر: الإعلام العربي أمام التحديات المعاصرة، ص ٧٩.
(١٣) انظر: محاضرة (الإعلام والعولمة في القرن الحادي والعشرين) ، جريدة الاتحاد، الإمارات، العدد (٩٠٠٣) ، ص ٧.
(١٤) دليل الصحفي في العالم الثالث، ألبرت ل هيستر، ترجمة: كمال عبد الرؤوف، الدار الدولية، ١٩٨٨م، ص ٦٧.
(١٥) انظر: محاضرة (الإعلام والعولمة في القرن الحادي والعشرين) .
(١٦) انظر: جريدة الاتحاد، الإمارات، العدد (٩٠٣٣) ، ٢٩/٣/٢٠٠٠، ص ١٣.
(١٧) جريدة الخليج، الإمارات، العدد (٧٦٢٨) ، ٧/٤/٢٠٠٠م، ص ٤.
(١٨) إثارة الرعب والفوضى من أهم أساليب الاستعمار النفسي الحاسمة، انظر: الحرب النفسية والشائعات، د معتز سيد عبد الله، دار غريب، القاهرة، ١٩٩٧م، ص ١٢٩.
(١٩) جريدة الخليج، الإمارات، العدد (٧٦٣٥) ، ٢٤/٣/٢٠٠٠م، ص ١.
(٢٠) جريدة البيان، الإمارات، العدد (٧٢١٩) ، ٢٤/٣/٢٠٠٠م، ص ١، وكانت أول وثيقة رسمية أعلنها البابا (يوحنا بولس الثاني) في شأن محرقة اليهود المزعومة هذه بتاريخ ١٦/٣/ ١٩٩٨م، وذلك تحت ضغط مجموعات يهودية كشرط لتحسين العلاقات بين الكنيسة واليهود.
(٢١) أحمد نوفل، الإشاعة، دار الفرقان للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ١٤٠٣هـ، ص ٣٢٤.
(٢٢) صلاح نصر، أضواء على الحرب النفسية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، د ت، ص ١٢٣.
(٢٣) المرجع السابق، ص ٣٢٧.
(٢٤) انظر: د معتز سيد عبد الله، الحرب النفسية والشائعات، دار غريب، القاهرة، ١٩٩٧م،
ص ٦٧.
(٢٥) المرجع السابق، ص ٩٨.
(٢٦) انظر: المرجع السابق، ص ٩٩، وما بعدها، وأحمد بدر، الاتصال بالجماهير والدعاية الدولية، دار القلم، الكويت، ١٩٧٤م، ص ٢٢٥، ٢٢٦.
(٢٧) انظر: د معتز سيد عبد الله، الحرب النفسية والشائعات، ص ١٢٩، وموسوعة علم النفس الشاملة، ٧/٥٨.
(٢٨) انظر: د معتز سيد عبد الله، الحرب النفسية والشائعات، ص ١٢٩، وموسوعة علم النفس الشاملة، ٧/٥٨.
(٢٩) انظر: حامد عبد السلام زهران، علم النفس الاجتماعي، عالم الكتب، القاهرة، طبعة خامسة، ١٩٨٤م، ص ٣٩٦ وما بعدها، ومحمد خضر الداقوقي، الإشاعة والحرب النفسية، منشورات المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب، الرياض، ١٤١٠هـ، ص ٣٥٣، وما بعدها.
(٣٠) د معتز سيد عبد الله، الحرب النفسية والشائعات، ص ١٦٢.
(٣١) محمود السيد أبو النيل، علم النفس الاجتماعي، دراسات عربية وعالمية، الجهاز المركزي للكتب الجامعية والمدرسية والوسائل التعليمية، القاهرة، الطبعة الثانية، ١٩٧٨م، ص ٢٩٣.
(٣٢) انظر: د معتز سيد عبد الله، الحرب النفسية والشائعات، ص ١٦٦ ١٦٨.
(٣٣) انظر: موسوعة علم النفس الشاملة، ٧/٥٨.
(٣٤) مثلما حدث في البوسنة والهرسك وكوسوفا، ومثلما يحدث للعراق الآن من حصار وحرب استنزافية، وكذا الشيشان.
(٣٥) زياد أبو غنيمة، السيطرة الصهيونية على وسائل الإعلام العالمية، دار عمار، الأردن،
١٩٨٩م، ص ١٢٣.
(٣٦) كانت تصريحاته هذه أثناء زيارته لإسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية يوم الخميس
٢٤/٢/ ٢٠٠٠م، انظر: جريدة الاتحاد، الإمارات، العدد (٩٠٠٣) ، ٢٨/٢/٢٠٠٠م.
(٣٧) انظر: جريدة البيان، الإمارات، العدد (٧٢٥٧) ، ١/٥/٢٠٠٠م، ص ٢.
(٣٨) انظر: د محمد سيد محمد، الغزو الثقافي والمجتمع العربي المعاصر، دارالفكر العربي، القاهرة، الطبعة الأولى، ١٤١٥هـ ١٩٩٤م، ص ٢٣٣ ٢٣٥.
(٣٩) هناك وسائل أخرى للغزو الفكري والثقافي، مثل: التعليم، والمنظمات من علمانية وماسونية واستشراقية إلخ، انظر: المرجع السابق، ص ٥١ وما بعدها.
(٤٠) انظر في تعريف (الصدمة الثقافية الاحتواء الثقافي الذوبان الثقافي الانحلال الثقافي) : سامي خشبة، مصطلحات فكرية، المكتبة الأكاديمية، القاهرة، الطبعة الأولى، ١٩٩٤م، ص ٣٥١، ٤٢، ٧٢، ٨٠ على الترتيب.
(٤١) انظر: سامي خشبة، مصطلحات فكرية، تعريفه (التعامل الثقافي) ، ص ٧٣.
(٤٢) انظر في تعريفه: موسوعة علم النفس الشاملة، ٥/٢١٣.
(٤٣) قد تم ذلك في تركيا على يد (مصطفى كمال أتاتورك) بعد أن ألغيت الخلافة العثمانية رسمياً في شهر مارس عام (١٩٢٤م) ، انظر: د محمد سيد محمد، الغزو الثقافي والمجتمع العربي المعاصر، ص ١٤١.
(٤٤) انظر: المرجع السابق، ص ١٢٦، وما بعدها.
(٤٥) مثلما أشيع عن بعض الشخصيات الإسلامية الداعية عن عدم التزام بناتهم ونسائهم باللباس الشرعي والخلق الإسلامي، انظر: أحمد نوفل، الإشاعة، دار الفرقان، عمان، ١٤٠٣هـ،
ص ٨٧، ٨٨.
(٤٦) رواه الحافظ السلفي بسنده عن ابن عمر - رضي الله عنهما -.
(٤٧) ابن تيمية، اقتضاء الصراط المستقيم، تحقيق: محمد حامد الفقي، دار المعرفة، بيروت
د ت، ص ٢٠٣.
(٤٨) انظر: د محمد سيد محمد، الغزو الثقافي والمجتمع العربي المعاصر، ص ٢٣٣، ٢٣٤.
(٤٩) انظر: المرجع السابق، ص ٢٤١ وما بعدها.
(٥٠) انظر: جريدة الخليج، الملحق الاقتصادي، الإمارات، العدد (٧٦١٧) ، الجمعة
٢٧/٣/ ٢٠٠٠م.