للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنتدى

[يا من يريد نزع حجاب المرأة! !]

ظافر بن محمد بن فهاد المنديل

ما زال الإسلام مستهدفاً قديماً وحديثاً من أعدائه؛ فهم وإن اختلفت مذاهبهم

ومشاربهم لكنهم يجتمعون على حرب المسلمين، وكان من أعظم وسائلهم لتحقيق

هدفهم وهو صد المسلمين عن دينهم، وتشويه صورته في أذهانهم: هجومهم

العنيف على تعاليم الإسلام المتعلقة بالمرأة بشكل عام، وبحجابها وعفافها ووقارها

بشكل خاص، فاستطاعوا إلى حد كبير زعزعة الثقة في النفوس بحجاب المرأة

المسلمة، وساعدهم على ذلك غياب الفهم الحقيقي لحكمة الحجاب، وتساهل المرأة

المسلمة ذلك التساهل الذي أغاض ماء الحياء، وقلب الموازين، وهبط بالمستوى

الفكري لكثير من الفتيات، فأصبح الاهتمام ينصب على أمور تافهة؛ ومن هنا

وَجَدَت المجلات سوقاً واسعة لنشر كتاباتهم بل رذائلهم. وكذلك استهدف أعداء

الإسلام المرأة المسلمة في عصر حرب الأفكار والمبادئ؛ وذلك بعد أن أُحبطوا في

حرب المواجهة عبر تاريخ الإسلام الطويل، فكان لا بد من إشاعة الفتنة في

المجتمع الإسلامي. ولما كانت المرأة هي أخطر وسائل الدمار على الرجال وعلى

الأمة جمعاء، فقد جندها العدو لتكون سلاحاً فتاكاً، وذلك بعد نزعها حياءها وعفتها؛

ولذا أثاروا شبهاً في مشروعية الحجاب، ومن هذه الشبه:

١ - زعم بعضهم أن الحجاب مشروع لكنه خاص بأزواج النبي صلى الله

عليه وسلم.

٢ - قالوا: إن ذكر الحجاب وارد في القرآن الكريم، وهو تشريع عام

للمسلمين، ولكن أين في القرآن ذكر تغطية الوجه؟

وغيرها من الشبه الكثيرة التي يثيرها أعداء الإسلام. وإذا استمر الإنسان

مستسلماً لهذه الشبه فستؤدي به في النهاية إلى الانسلاخ عن دينه؛ إذ إن الدين

الإسلامي عقيدة وشريعة؛ والتزام المسلم بما شرعه الله دليل على سلامة ما في

صدره، ودليل على تقواه وقوة عقيدته.

ونقول لمن يقولون: إن الحجاب ليس أمراً واجباً: كذبتم وافتريتم على

الكتاب والسنة؛ والدليل من الكتاب على مشروعية الحجاب قوله تعالى: [يَا أَيُّهَا

النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ

سَرَاحاً جَمِيلاً] (الأحزاب: ٢٨) .

وقوله تعالى: [وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ]

(الأحزاب: ٥٣) . وغيرها كثير.

وكذلك من الأدلة: قوله تعالى: [وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ

حِجَابٍ] (الأحزاب: ٥٣) ، وسبب نزول هذه الآية أن عمر بن الخطاب رضي

الله عنه طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأمر زوجاته بالحجاب كما روى

أنس رضي الله عنه قال: «قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قلت: يا

رسول الله! يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب.

فأنزل الله آية الحجاب [١] » .

قالت عائشة رضي الله عنها: «يرحم الله نساء المهاجرات الأُوَلَ لما أنزل

الله: [وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ] (النور: ٣١) شَقَّقْن مُروطَهُنَّ

فاختمرن بها» [٢] .


(١) أخرجه البخاري، رقم ٤٧٩٠.
(٢) أخرجه البخاري، رقم ٤٧٥٨.