للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنتدى

[يا قلبي الدامي]

محمد عبد السلام الباشا

نبراتُ صوتي عاكستْ أسراري ... وتواصلتْ فبدتْ بها أخباري

ونوازعُ الشرِّ المريبةِ هاجمتْ ... كلَّ المواقع هدَّمَتْ أسواري

الغربُ يا وطني يُسابقُ أنجماً ... والكونُ ملعبُهُ وفيه يُباري

الغربُ يا وطني غزا أسواقَنا ... بصناعةٍ وبباهظِ الأسعارِ

بتْنا نُقَلِّدُهُ بتافهِ أمرِهِ ... في الجدِّ نبني خالصَ الأعذارِ

يا ويلتي من سلَّةٍ عادتْ بلا ... عنبٍ ولم أحمِلْ بها أزهاري

يا قلبيَ الدامي لكلِّ تخلُّفٍ ... أينَ البناةُ بِمُعظمِ الأقطارِ؟

أنا لا أُريدُ لأمتي تبعيَّةً ... هُمْ بائعونَ ونحنُ فيها الشاري

فكّر بِحلٍّ.. نستعيدُ مكانةً ... قد نستعيد نضارة الأزهارِ

إنْ بالغَ الإنسانُ في طفراتِهِ ... عادتْ وبالاً، أنكرتْ إيثارِي

إنْ لم نكنْ أهلَ الحضارِة.. مَنْ لَها؟ ... من ذا سيرعى خُضرةَ الأشجارِ؟

من ذا سيعطي في الشهامةِ قدوةً؟ ... إن لم أكنْ عَوناً لحاجةِ جاري؟

من ذا سيحمي موطني مِنْ غادرٍ ... من ذا سيوقفُ هجمةَ استعمارِ؟

من ذا سيُعطي للصِغارِ معارفا ... من ذا يحققُ مُجْمَلَ الأوطارِ؟

من ذا سيبني مَصنعاً في موطني ... من ذا سيُمْسِكُ دفةَ الإبحارِ؟

إنْ كنتَ حراً فاستمعْ لمقالتي ... وطنيتي تبني بنا إصراري

قومي هُم الأوْلى بكل حضارةٍ ... كونوا لها أهلاً بكل مدار