للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلمة صغيرة

[حرب قائمة وأخرى قادمة]

الحرب الهمجية القائمة ضد أمتنا، وبخاصة من أمريكا والعدو الصهيوني لم

ولن تفلح في تركيعنا، بل زادتنا يقيناً بأن هذه الحرب هي حرب عقيدة؛ لكنهم لن

يسلموا من شرها حيث انعكست عليهم بالضرر المادي والمعنوي، وحينما أخفقوا

في حربهم أمام العالم وأمام شعوبهم تراجعوا ليجعلوا عملاءهم يقومون بالحرب نيابة

عنهم.

بل وجدناهم يحاربوننا بأساليب أخرى أكثر تأثيراً وأقل كلفة، ومن ذلك:

** تحريض بعض الحكومات الضعيفة والعميلة على حرب الإسلاميين

بدعوى أنهم إرهابيون ومتطرفون.

** التدخل في السياسات التعليمية والتربوية وإملاء ما يريدون؛ وخاصة في

تغيير المناهج وتهميش التربية الإسلامية.

** الدعوة إلى تخلي المرأة عن كل ما تؤمن به من قيم ومبادئ بدعوى

تحريرها، وجعلها من ثم صورة ممسوخة عن المرأة الغربية.

** الإساءة للدعوة الإسلامية ممثلة في (الهيئات الإسلامية) و (الجمعيات

الخيرية) ومحاولة تفتيتها ومن ثم إلغاؤها.

** إثارة الشبه والشكوك الكاذبة حول الجامعات والكليات والمدارس

الإسلامية، وادعاء أنها محاضن للإرهاب.

** إظهار العلماء والقضاة والدعاة بصور منفرة يتمثل فيها الجمود والغلو

والتطرف.

وحينما تتوالى تلك الحرب الضروس عبر وسائل الإعلام المشبوهة إما

بواسطة طابور خامس عميل يؤدي دوره المرسوم، أو بواسطة بعض الغوغاء

والإمعات الذين يجهلون خطورة السير في ركب أعداء الدين، ما دام أن ما يفترونه

قد يكون مدفوع الثمن.

العجيب أن هذه الحرب المجنونة التي بينت للأمة أن هذه الأمور وإن كانت

شراً محضاً إلا أنها كشفت لنا في الوقت نفسه أموراً هامة منها:

** أن من يسير في ذلك الركب المشبوه إنما هم أعداء للأمة ولدينها.

** أن ما يسمى بالتنوير وإشاعة الآراء المنحرفة هي تزوير وإفساد وتضليل

بواسطة أفراد وجمعيات ومؤسسات لم تعد مجهولة له.

** أن أعداءنا جيشوا نفراً من المنتسبين للإسلام ظاهراً ليؤلفوا في الإسلام

ويفسروه بأهوائهم واتجاهاتهم الماركسية والإلحادية والباطنية؛ ليهدموا ديننا من

الداخل.

لكننا في الوقت نفسه يجب أن نكون حذرين من الشراك التي تعمل ضدنا

وضد مناهجنا ودعاتنا؛ بأن نتمسك بإسلامنا الصحيح البعيد عن الإفراط أو التفريط،

وأن نحذر السقوط في استفزاز أعدائنا لنا، وألا نقع في حرب تؤدي لاستئصالنا

لجهلنا بفقه الدعوة وفقه المواجهة. إن حرب أعدائنا مستمرة كما قال تعالى: [وَلاَ

يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا] (البقرة: ٢١٧) .

[وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ] (يوسف: ٢١) .