للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمون والعالم

[قضية فلسطين.. لمحات وخواطر]

د. يوسف بن صالح الصغير [*]

إن عودة التفاعل العام مع قضية فلسطين وأحداثها الدامية يوجب تقديم تصور

عام للقضية يلم بخلفياتها وأسبابها وأطرافها المختلفة. وهنا أحب أن أطرح على

القارئ الكريم ما يمكن أن يسمى عناوين القضية تجيب عن بعض الأسئلة، وتثير

أخرى يقصد منها مساعدة القارئ على التواصل مع الأحداث الحالية مع استثارته

للاطلاع على التفاصيل؛ بحيث يكون قادراً على فهم المواقف، وتوقع التطورات.

وسيكون الموضوع على شكل وقفات يراعى فيها الترتيب المنطقي قدر الإمكان.

* هوية مشروع الدولة اليهودية:

هل دولة اليهود في فلسطين «إسرائيل» وليدة مشروع يهودي صهيوني

صرف، أم هي وليدة مشروع غربي علماني، أم هي مشروع غربي ديني

بروتستانتي، أم هي هجين من هذه المشاريع كلها؟ وهل للمنظمات والحركات

اليهودية السرية مثل الماسونية وشهود يهوه دور في الدفع بهذا المشروع؟

يحسن هنا أن نشير إلى أن هناك جهات كثيرة غربية ويهودية تتبنى المشروع

لأسباب تكون أحياناً متناقضة؛ ولكنها تتفق على الخطوط العريضة للجانب العملي

التطبيقي منه؛ فمثلاً تتبنى بعض التوجهات الدينية اليهودية فكرة العودة إلى أرض

الميعاد وأنها لازمة لبعث المسيح المنتظر؛ مع اختلافهم في كيفية العودة؛ ولذا نجد

أن بعضهم يعارض وجود دولة إسرائيل العلمانية، ويعتبر أنها خطر على اليهود.

ولكن أكثر المتدينين يتبنى حالياً وجود الدولة مع صبغها أكثر بالصبغة التلمودية،

والتمسك بحق اليهود بأرض إسرائيل، وعدم التفريط فيه ولو على سبيل المناورة

السياسية؛ ولذا قتل أحدهم رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين بعد حملة تحريضية

قادها تجمع الليكود المعارض آنذاك والذي يسيطر تماماً على مقاليد الأمور حالياً

بقيادة شارون، ويتفق معهم طائفة كبيرة من النصارى البروتستانت في أصل دعم

اليهود في فلسطين، ويختلفون في الهدف؛ حيث يرون أن وجود اليهود في فلسطين

لازم لنزول المسيح وحصول الملحمة الكبرى التي يفنى فيها كثير من اليهود ويتبع

بقيتهم المسيح

وهنا نحن أمام حالة فريدة في الاندماج المصلحي المؤقت يعتقد كل طرف فيها

أن الآخر ضروري لنجاح مشروعه. والغريب أن كل طرف يعرف هدف الآخر،

ويراهن على أنه هو الذي سيكمل المرحلة التالية. إنها حقاً مفارقة أن يصل

الطرفان حالياً إلى سدة الحكم والسيطرة في أوساط اليهود وفي أمريكا قائدة المعسكر

الغربي، ويساهما في محاولة إتمام مشروع لم يساهما في بدايته؛ فقد كان قيام

الدولة اليهودية في فلسطين نتيجة تحالف آخر بين التوجه العلماني في الحركة

الصهيونية وأساطين السياسة الغربية الاستعمارية الذين يغلب عليهم لغة المصلحة؛

ففي المعسكر اليهودي برزت الحركة الصهيونية السياسية التي تهدف إلى إقامة

وطن قومي لليهود كانت فلسطين أحد خياراته المفضلة بسبب الروابط الدينية لليهود

بالأرض المقدسة مما يسهل عملية تجميعهم فيها، ومن ناحية أخرى فإن هذا هو

الاختيار المفضل للقوى الغربية لأسباب تختلط فيها الأسباب الدينية مع

الاستراتيجية.

ولا يفوتنا هنا أن نؤكد على أن مشروع الوطن القومي لليهود خارج أوروبا

عموماً وفي فلسطين بصورة خاصة قد اتفقت عليه القوى السياسية الأوربية المختلفة

دائماً بسبب اتفاقها على كره الوجود اليهودي داخل المجتمعات الأوروبية، والرغبة

في التخلص منه ويتفق في هذا هوى قيصر روسيا الذي أيد وزير داخليته فون

بوليفيه المعروف بكرهه لليهود إقامة وطن لليهود، وأيضاً تنسيق سلطات ألمانيا

الهتلرية مع الحركة الصهيونية في تهجير اليهود من أوروبا، وهم في هذا يتفقون

مع السياسة الأوروبية الغربية في محاولة التخفيف من الوجود اليهودي المستعصي

على الاندماج في المجتمع الأوروبي. ولكن السياسة الأوروبية تخطو خطوة إلى

الأمام وهي محاولة استغلال هذه التركيبة السكانية المتميزة وربطها بالمصالح

الغربية؛ وهذا يحصل في إقامة كيان مصطنع يجمعهم يكون مرتبطاً ارتباطاً

عضوياً بالغرب، ويحقق لهم مصالح استراتيجية في السيطرة على منطقة حيوية

تتوسط العالم، وتفصل العالم الإسلامي إلى قسمين. إنه مشروع نابليون

وشافتسبري ولورنس إليفانت وبلفور وغليوم إمبراطور ألمانيا في الفترة

الممتدة من ١٧٩٨م حتى ١٩١٨م، ولا يخفى أن المشروع الذي شرع في

تنفيذه هو مشروع بريطانيا العظمى.

وهنا لا بد من ملاحظة أن لدى اليهود مشروعاً سابقاً لمشروع الدولة ومقدماً

عليه ألا وهو مشروع السيطرة على العالم والتحكم فيه؛ وعلى هذا الأساس تسلل

اليهود؛ إلى الكنيسة وكوَّنوا الماسونية وفروعها السرية والعلنية، وأحكموا السيطرة

على اقتصاد الدول الغربية، وتم لهم في الوقت الحاضر التحكم التام في مختلف

الأحزاب الغربية، ولم يعد سراً أن اليهود وحلفاءهم هم الذين يحكمون في كثير من

الدول الغربية وخاصة أمريكا وبريطانيا وهولندا وألمانيا؛ وهؤلاء لم يساهموا في

إقامة الدولة ودعم المشروع الصهيوني في بدايته، إلا من باب رفع الحرج كما

توضح مذكرات حاييم وايزمن، ولا شك أن قيام الدولة اليهودية واضطرارهم

لدعمها بحيث انكشفت سيطرة اليهود التامة على مقاليد السلطة في أمريكا، وأن

الرئيس الأمريكي ليس إلا لعبة في أيديهم يقول فلا يسمعون لقوله، ويقولون فيسمع

لقولهم. إنها فضيحة سببها قصيرو النظر في تل أبيب، وستؤدي إلى عواقب

وخيمة تسوّغ خلالها القوى الرافضة لسيطرة فئة محدودة ومحددة على السلطة

والمال، وسيكون الحفاظ على هذه السيطرة بعد انكشافها وتوظيفها في خدمة مصالح

دولة أخرى مهمة عسيرة، ولن يطول الزمن حتى تتراجع السيطرة السياسية من

أجل الحفاظ على الجانب الأهم وهو الاقتصاد، وهذا لا يعني فقدان دولة إسرائيل

دعم الدول الغربية؛ ولكن لن يتم رسم السياسة الغربية حول الشرق الأوسط في تل

أبيب، وستعود إسرائيل إلى حجمها الطبيعي وهو كونها مجرد محمية غربية تحقق

غرضاً استراتيجياً غربياً. لقد أوضحت مظاهرات التأييد للفلسطينيين والتنديد

بإسرائيل في المدن الألمانية ولندن ونيويورك وواشنطن أن نهاية عصر الحصانة

اليهودية قد أزف؛ فهل نستطيع المساهمة في دفع هذا التوجه؛ مع العلم أن

الصراع مع الغرب سيستمر، ولكن حدة الصراع وطبيعته ستتغير عندما تنتقل

الراية من يد يهودي حاقد إلى نصراني متعصب.

* الخطوات العملية:

لقد خرج تيودور هرتزل من اجتماعات المؤتمر اليهودي الأول في بال عام

١٨٩٧م وهو يحمل جملة من القرارات من أهمها العمل على إنشاء وطن قومي

لليهود في فلسطين، وكان همه وضعها موضع التنفيذ، فسارع إلى الاتصال

بالسلطان عبد الحميد رحمه الله، وبعد إخفاق مهمة هرتزل عمل اليهود على إسقاط

عبد الحميد وكان المشروع كبيراً ومتشعباً، فاقترح تكوين شركة أو مؤسسة تتولى

تهيئة الأرضية للمشروع، وتم تكوين الوكالة اليهودية ١٩٢٢م التي استمرت في

أداء مهامها حتى قيام دولة اليهود، وأصبح رئيسها بن جوريون رئيساً للدولة،

وأعضاء المجلس التنفيذي للوكالة أعضاء في مجلس الوزراء. أما قوات الهاجاناه

والبالماح التابعة للوكالة فتحولت إلى جيش الدولة الوليدة.

إن حجر الزاوية في نجاح المشروع هو سقوط الدولة العثمانية واحتلال

الإنجليز لفلسطين؛ مما مكنهم من العمل على تنفيذ وعد بلفور، وكان أول عمل هو

تعيين هربرت صموئيل مندوباً سامياً في القدس، وكان معروفاً بصهيونيته وذلك في

٣١/٥/١٩٢٠م؛ إضافة إلى بروز النازية في ألمانيا، ومن ثم سيطرتها على

أوروبا من أجل زيادة الهجرة.

ومن القرارات الأخرى:

- وضع فلسطين تحت سلطة الانتداب البريطاني.

- تشجيع الهجرة بالتنسيق مع الوكالة اليهودية، والاستفادة من الظروف

الدولية مثل الأزمة المالية عام ١٩٢٩م.

لقد قامت الوكالة اليهودية بجهد كبير في توفير الأرضية لإقامة الدولة؛ حيث

تم بناء المستعمرات العسكرية الزراعية والاستيلاء على الأراضي، والسيطرة

التدريجية على بعض المدن؛ والأهم هو جمع اليهود على لغة واحدة، وإحياء

العبرية الجديدة.

لقد تعاملت سلطات الانتداب الإنجليزية مع الوكالة ممثلاً لليهود في فلسطين،

وكان التنسيق كاملاً؛ بحيث لم يحن عام ١٩٤٧م حتى أصبح عدد اليهود في

فلسطين قد بلغ المقدار الذي يؤهلهم لإقامة دولة. وهنا برز الدهاء عند الإنجليز؛

حيث ادعوا العجز عن حل المشكلة بين العرب واليهود في فلسطين، وتم رفع

الأمر للأمم المتحدة التي خرجت بقرار التقسيم الذي ينص على إقامة دولة لليهود

على ٥٦% في فلسطين، ودولة للعرب؛ وذلك في ٢٩/١١/١٩٤٧م. نعم! لقد

قامت دولة اليهود وفق قرار دولي وليس بناءً على قرار دولة كانت يوماً ما عظمى.

* مشروع المواجهة:

لقد فطن قلة من الشعب الفلسطيني لأهداف الهجرة اليهودية المبكرة، ولكن

بعد افتضاح أمر وعد بلفور لم يعد العائق هو الجهل بقدر ما هو العجز؛ فقد كانت

فلسطين جزءاً من الدولة العثمانية، وكان الاحتلال الإنجليزي الذي تم بمعونة قوات

الثورة العربية قد فرض واقعاً جديداً؛ فإن تنامي المد القومي الوحدوي بين العرب

قد وظف في اتجاه الوقوف في وجه النفوذ الفرنسي في بلاد الشام وحصره في

سوريا ولبنان، ولم تكن أصابع الإنجليز بعيدة عن دفع الدروز للمشاركة بقوة في

الثورة السورية، وكان إخراج فرنسا للملك فيصل من دمشق وتعيينه في بغداد من

قبل الإنجليز عاملاً في توثيق التحالف الهاشمي القومي مع الإنجليز، وكان الثمن

هو إخراج فلسطين من حدود الدولة العربية الكبرى الموعودة.

ولم يكن لدى الفلسطينيين الأطر التنظيمية المناسبة سياسياً وعسكرياً من أجل

مواجهة مشروع زرع اليهود؛ ومع ذلك فقد قامت عدة ثورات ومواجهاتٍ كثيرٌ منها

بدأ عفوياً ولمدة قصيرة ما عدا ثورة ١٩٣٦م، وإليك بعض هذه الأحداث:

١ - ثورة العشرين (ثورة النبي موسى) ٤ - ١٠ نيسان ١٩٢٠م.

٢ - ثورة يافا (١ - ١٥/٥/١٩٢١م) .

٣ - ثورة البراق ١٥ أغسطس ١٩٢٩م.

٤ - ثورة الكف الأخضر ١٩٣٠م.

٥ - ثورة الشيخ عز الدين القسام ١٩٣٥م.

٦ - الثورة الفلسطينية الكبرى (١٩٣٦ - ١٩٣٩م) .

وبعد حرب ١٩٤٨م استولى اليهود على ٧٨% من أراضي فلسطين، وبقي

٢٢% مقسماً إلى جزئين هما: قطاع غزة، والضفة الغربية. وفي حين قامت

دولة اليهود بناءً على قرار التقسيم فإن بقية فلسطين قد تقاسمته مؤقتاً مصر وشرق

الأردن حتى عام ١٩٦٧م؛ فبُعَيْدَ الحرب عقد المؤتمر الفلسطيني الأول في غزة في

شهر تشرين الأول ١٩٤٨م، وشكلت حكومة عموم فلسطين برئاسة أحمد حلمي

عبد الباقي، واستمرت هذه الحكومة حتى عام ١٩٥٢م، وكانت الحكومة الأردنية

قد رفضت الاعتراف بهذه الحكومة، ورتبت مؤتمراً لبعض الوجهاء الفلسطينيين

في أريحا؛ حيث بايعوا الملك عبد الله ملكاً على فلسطين، وأعلن عن قيام المملكة

الأردنية الهاشمية في شهر نيسان أيار ١٩٥٠م من شرق الأردن والضفة الغربية؛

وبذا أسدل الستار على دولة فلسطين وإن بقيت عضواً في الجامعة العربية تمثلها

حكومة عموم فلسطين حتى عام ١٩٥٢م، ثم أصبحت تمثل في شخص أحمد عبد

الباقي حتى وفاته عام ١٩٦٣م، وتم اختيار أحمد الشقيري بدلاً منه. وبضغط من

مصر تم إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية ١٩٦٢م بقرار في مؤتمر القمة العربي،

وتم أيضاً تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني وجيش التحرير الفلسطيني، وكان

العامل الأساس في هذه التشكيلات هو بدء ظهور منظمات فلسطينية مثل حركة

التحرير الوطني الفلسطيني فتح (١٩٦٢م) التي قامت بأول عمل عسكري عام

١٩٦٥م، وقد برزت فتح بعد عام ١٩٦٧م بزعامة ياسر عرفات، وحظيت بدعم

الدول العربية حتى سيطرت على الساحة الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني.

ويمكن بإيجاز تقويم حركة فتح أنها بدأت وطنية وبعناصر إسلامية، ومع

نموها بدأت تمارس اللعبة السياسية، وتغيرت الشعارات والأهداف مع الوقت؛

فبعد الميثاق القومي جاء الميثاق الوطني، وبعد تحرير فلسطين من النهر إلى البحر

تحولت العودة لحدود ما قبل الخامس من يونيو (حزيران) ، وبعد إقامة دولة

فلسطينية تحولت إلى إقامة دولة ديمقراطية لليهود والنصارى والمسلمين. إنها

تحولات مدروسة تتناسب مع الظروف.

ولا شك أن عرفات الذي يتمنى أن يكون رئيساً لدولة اسمها فلسطين قد قَبِلَ

أن يكون رئيساً لسلطة فلسطينية تتحكم فيها إسرائيل. ولا يخفى أن حال فتح

وعرفات أفضل بكثير من الذين نافسوه مثل جورج حبش ونايف حواتمة وزهير

محسن وغيرهم.

إن المشكلة الأساسية لحركة التحرير ومنظمة التحرير والسلطة هو عدم وجود

قضايا مبدئية غير قابلة للتفاوض، ولا يوجد سقف للتنازلات إلا ما حصل في

امتناع عرفات عن التوقيع على صك التنازل عن المسجد الأقصى؛ لأنه يمثل

الورقة الأخيرة بعد تنازله عن حق العودة وعن حدود ما قبل ١٩٤٨م وعن أجزاء

من الضفة والقطاع، والأهم من ذلك التنازل عن السيادة عن الحدود والحق في

تكوين جيش.

إن مشروع عرفات في أساسه ليس إسلامياً؛ ولذا فلا يتوقع أن يتجاوز

المصالح الآنية له شخصياً وللمحيطين به؛ ولذا تم تضخيم حصاره وسلامته

الشخصية وإطلاق سراحه.

وباختصار فقد تم اختزال قضية فلسطين في شخصه، ولم يتردد شارون ومن

ورائه بوش في التأكيد على أنه إذا أراد عرفات أن يبقى زعيماً للشعب الفلسطيني

فعليه أن يقوم بواجبه كاملاً!! ! ولا يخفى أن المهمة المطلوبة منه هي ضرب

أعداء إسرائيل.

* الحل الأخير:

إن العجز المؤقت عن تحرير الأرض واستعادة الحقوق لا يعطي الحق للعاجز

بالتنازل عنها؛ ولذا فعلى الأمة النهوض من جديد وبراية صحيحة وصريحة أن

هدفنا هو تحرير بلاد المسلمين في فلسطين، وطرد اليهود منها، ويجب أن تعود

القضية مشروعاً إسلامياً خالصاً يؤكد على نجاحات الفئة المجاهدة الصابرة في

فلسطين. وإذا كان عز الدين القسام قد عاد من جديد فنحن نرنو إلى أن يعود إلينا

صلاح الدين، وإذا كانت قوى الكفر قد تكالبت فعلينا أن نتذكر شعار الفئة المؤمنة

المرابطة حول الرسول صلى الله عليه وسلم في أحد بعد رفع الكفار راية النصر

المؤقت وقولهم: «اعْلُ هُبَلُ» و «العُزَّى لنا ولا عُزَّى لكم» وكان الرد هو

الشعار الخالد: «الله أعلى وأجلُّ» ، «واللهُ مولانا ولا مولى لكم» وكفى بالله

ناصراً ومعزاً.


(*) أستاذ مساعد، كلية الهندسة، جامعة الملك سعود.