للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الافتتاحية

[عام جديد.. حزن وهموم أم فرح وسرور؟]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه..

وبعد: فإن الأيام والسنين تمر، والأحداث والخطوب تتوالى، وما تزال جراح

أمتنا تنزف ومآسيها تتوالى وظلمتها تشتد، فلا يخفى على ذي بصر تكالب أعدائها

عليها واستشراء الوهن بين أكثر أفرادها؛ حتى وصل طمع الأعداء واستهدافهم إلى

خطوط حمراء بادية لجميع الناظرين أو هكذا يفترض؛ فكيف يا ترى سيكون عامنا

الجديد؟ هل ستتواصل الهموم وتتوالى الأحزان، أم سيشهد عامنا هذا بشريات فرح

وسرور، فتقر أعين المؤمنين وتسر نفوسهم؟

ولكن: هل ما مضى كان بالفعل مدعاة حزن وهموم، أم أن هناك نظرة

أخرى يمكن إلقاؤها على ما مضى من أحداث، ومن ثم: يمكن استصحابها للنظر

إلى العام الجديد؟ ولإيضاح ذلك يمكننا التذكير بعدة حقائق قد لا تكون مجهولة لكثير

من القراء، ولكن قد يغيبها تحت الركام توالي الأحداث وتسارعها وتعاظمها، فيغفل

عنها بعض العارفين بها والمؤمنين بصحتها:

فأولى هذه الحقائق: أن الحزن والفرح كالخوف والرجاء، والحب والكره

شعوران إنسانيان طبيعيان لا ينتقصان من إيمان المسلم ما داما في حدودهما

الطبيعية، أي ما دام الحزن لم يتحول إلى جزع أو يأس أو تسخُّط، ولم يتحول

الفرح إلى بطر أو خيلاء أو كبر، لا سيما إن كان هذا الحزن أو الفرح لله وفي الله

وعلى محارم الله أو محابه؛ فأنبياء الله ورسله وعباده الصالحون عَرَضَ عليهم

هذان الشعوران مثلهم مثل عامة البشر، من غير أن ينتقص ذلك من منزلتهم

ودرجتهم؛ ففي الفرح قال الله تعالى: [فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ

عَلَيْكَ إِلاَّ البَلاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا] (الشورى: ٤٨) ،

وقال سبحانه: [وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ

أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ] (الروم: ٣٦) ، وقال: [قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ

فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ] (يونس: ٥٨) ، وقال: [فِي بِضْعِ سِنِينَ لله

الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ] (الروم: ٤) .

وفي الحزن قال الله تعالى عن خليله المصطفى صلى الله عليه وسلم: [قَدْ

نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ] (الأنعام: ٣٣) ، وقال: [إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ

تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا] (التوبة: ٤٠) ، وقال عن بعض خيار الصحابة: [تَوَلَّوْا

وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ] (التوبة: ٩٢) ، وقال عن

نبيه يعقوب عليه السلام: [قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ

وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ] (يوسف: ١٣) ، وقال أيضًا: [وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى

عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ] (يوسف: ٨٤) ، وفي

الصحاح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبَّل ابنه إبراهيم بعد وفاته وشمه

وزرف عليه الدموع؛ فلما استغرب منه بعض الصحابة ذلك، قال: «إن العين

تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم

لمحزونون» ... والشواهد في ذلك كثيرة، إنما نكتفي بما يدل على المقصود حتى

لا يتشكك ولا يتزعزع بعض متأججي العواطف ومرهفي الحس.

وثانيها: أن الفرح والحزن باعتبارهما شعورين إنسانيين ليسا متلازمين

للخير والشر باعتبار علم الله سبحانه وقدره فقد يفرح الإنسان لأمر ويكون شرّاً له،

وقد يحزن على أمر ويكون مآله خيراً له، فهذا نبي الله يعقوب عليه السلام حزن

لفقدان ابنه يوسف عليه السلام وكان مآل هذا الفقدان خيراً ليوسف وجميع بني

يعقوب، وهذه أم موسى عليه السلام حزنت لذهاب ولدها لولا أن ربط الله على

قلبها، وكان مآل ذلك خير موسى عليه السلام ورفعته، وإنقاذ بني إسرائيل من

فرعون وبطشه.

وهذا قارون فرح بما آتاه الله من مال وكنوز فكان مآله عندما طغى وتكبر أن

خسف الله به وبداره الأرض.

ولكن القاعدة أن المسلم متى استقام على أمر الله سبحانه فإن أمره كله يكون

خيرًا، وهذا ما نبه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله في الحديث

الصحيح: «عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛

إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له» ،

ولكن (ليس ذاك لأحد إلا للمؤمن) .

وثالثها: أن كل ذلك مرتبط بحقيقة العبودية لله عز وجل وبحكمة الابتلاء؛

فالمسلم مستسلم لأمر الله الشرعي راضٍ بأمره القدري، مؤمن بأنه لا يكون أمر في

الكون إلا بعلم الله وقدره، وأن هذا الكون وما يجري فيه لم يخلق عبثًا، بل لحكمة

عَلِمَها من عَلِمَها وجَهِلَها من جَهِلَها.

وقد تحدث بعض العلماء عن بعض الأسرار والحكم التي وراء الابتلاءات،

وأَصَّلوا لذلك أصولاً، فكان مما ذكره الإمام ابن القيم رحمه الله عن بعض حِكَم

ابتلاء المؤمنين بغلبة عدوهم وكسره لهم أحيانًا:

* استخراج عبودية المؤمنين وذلهم لله وانكسارهم له وافتقارهم إليه وسؤاله

نصرهم على أعدائهم، ولو كانوا دائمًا منصورين قاهرين غالبين لبطروا وأشروا،

ولو كانوا دائماً مقهورين مغلوبين منصورًا عليهم عدوهم لما قامت للدين قائمة.

* أنه سبحانه يحب من عباده تكميل عبوديتهم على السراء والضراء، وفي

حال العافية والبلاء، وفي حال إدالتهم والإدالة عليهم؛ فلله سبحانه على العباد في

كلتا الحالين عبودية بمقتضى تلك الحال لا تحصل إلا بها ولا يستقيم القلب بدونها،

فتلك المحن والبلايا شرط في حصول الكمال الإنساني والاستقامة المطلوبة منه

ووجود الملزوم بدون لازمه ممتنع.

* أن امتحانهم بإدالة عدوهم عليهم يمحصهم ويخلصهم ويهذبهم كما قال تعالى

في حكمة إدالة الكفار على المؤمنين يوم أحد: [إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَوْمَ

قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ

وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ] (آل عمران: ١٤٠) ، فابتلاء المؤمن كالدواء له

يستخرج منه الأدواء التي لو بقيت فيه لأهلكته أو نقصت ثوابه وأنزلت درجته،

فيستخرج الابتلاء والامتحان منه تلك الأدواء، ويستعد به لتمام الأجر وعلو المنزلة؛

ومعلوم أن وجود هذا خير للمؤمن من عدمه.

* أن ما يصيب المؤمنين في الله تعالى مقرون بالرضا والاحتساب، فإن فاتهم

الرضا فمعولهم على الصبر وعلى الاحتساب، وذلك يخفف عنهم ثقل البلاء ومؤنته؛

فإنهم كلما شاهدوا العوض هان عليهم تحمل المشاق والبلاء، والكفار لا رضا

عندهم ولا احتساب وإن صبروا فكصبر البهائم.

* أن المؤمنين لو كانوا دائماً منصورين غالبين قاهرين لدخل معهم من ليس

قصده الدين ومتابعة الرسول؛ فإنه إنما ينضاف إلى من له الغلبة والعزة، ولو كانوا

مقهورين مغلوبين دائماً لم يدخل معهم أحد، فاقتضت الحكمة الإلهية أن كانت لهم

الدولة تارة وعليهم تارة؛ فيتميز بذلك بين من يريد الله ورسوله ومن ليس له مراد

إلا الدنيا والجاه.

* أن ما يصيب الكافر والفاجر والمنافق من العز والنصر والجاه دون ما

يحصل للمؤمنين بكثير، بل باطن ذلك ذل وكسر وهوان وإن كان في الظاهر

بخلافه؛ فقد أبى الله إلا أن يذل من عصاه.

ورابعها: في ضوء ما سبق يمكن النظر إلى الأحداث القريبة الماضية

والجارية بمنظور مختلف، فنجد أن هذه الأحداث:

* أفاقت كثيرًا من المسلمين وردتهم إلى ربهم بعد طول غفلة.

* بعثت في الأمة من جديد روحًا كانت قد خبت أو كادت منذ زمن، روح

العزة والكرامة والتحدي رغم الصعاب والاستضعاف، كما استخرجت منها بعض

طاقاتها وإمكاناتها المعطلة.

* استحثت في الأمة تيقظها واستفزت انتباهها إلى الإحساس بخطورة

مخططات الأعداء في مجالات لم تعطها حقها من الاهتمام رغم أهميتها ورغم

استهداف الأعداء لها كمناهج التعليم والمرأة والأسرة ...

* أظهرت أن بإمكان المستضعفين في أي مكان مواجهة قوى التجبر والطغيان

متى كانوا صادقين في إيمانهم بقضيتهم مستعدين للبذل والتضحية من أجلها، مما

كشف دعاوى المنهزمين والمخذلين.

* نزعت عن الأعداء وجه الزيف الذي كانوا يتقنعون به، وكشفت وجههم

الحقيقي: وجه عداء سافر، واستهداف لرموز الدين ومشخصاته ولقيم الأمة

وخصائصها، ورغبة عارمة في نهب ثرواتها ومحاصرتها واحتلالها بشتى الأشكال،

كما بينت حقيقة القيم التي كانوا يتشدقون بها، فظهر جليًا أنها قيم انتقائية ودعائية

وزائفة لا تصمد أمام التحديات والمحكَّات الحقيقية.

* وهذا ما جعل كثيرًا من مخدوعي بني جلدتنا بالغرب وحضارته يراجعون

أنفسهم، ويتحول إعجابهم بالغرب وحضارته إلى صدمة وفجيعة.

* أظهرت هذه الأحداث خبايا المنافقين وما كانوا يضمرونه للأمة ودينها،

وكشفتهم على حقيقتهم، وأبانت عمالتهم وخيانتهم لكل ذي بصيرة.

وخامس هذه الحقائق: أن من هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

الاستبشار بالجديد القادم والاحتفاء به والدعاء ببركته: ففي دعاء رؤية هلال الشهر

الجديد: «هلال خير ورشد» ، وفي صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه قال:

«أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، قال: فحسر رسول الله

صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله! لِمَ صنعت

هذا؟ قال: لأنه حديث عهد بربه تعالى» ، وعن أبي هريرة قال: «كان رسول

الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بالباكورة بأول الثمرة قال: اللهم بارك لنا في

مدينتنا وفي ثمرتنا وفي مُدِّنا وفي صاعنا، بركة مع بركة، ثم يعطيه أصغر من

يحضره من الولدان» .

ومن هديه صلى الله عليه وسلم أيضًا أنه إذا أقدم على مجهول زمان أو مكان

سأل الله عز وجل خيره واستعاذ به من شره: ففي دعاء رؤية هلال الشهر أيضًا:

«اللهم إني أسألك من خير هذا ثلاثاً اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر وخير

القدر وأعوذ بك من شره - ثلاث مرات -» . وفي أذكار اليوم والليلة: «اللهم

إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها

اللهم» ، ولم يرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرية يريد دخولها إلا قال حين

يراها: «اللهم رب السماوات السبع وما أظللن، ورب الأرضين وما أقللن،

ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، فإنا نسألك خير هذه القرية

وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها» .. وفي أذكار دخول

السوق ونزول المسافر والمرتحل وادياً أو منزلاً، وهبوب الريح والاقتران بالزوجة

الجديدة والدابة الجديدة.. ما يفيد المعنى المقصود نفسه.

فارتباط المسلم بربه، ويقينه بأن كل قادم مجهول لا يخرج عن قدرته سبحانه

وقدره، وأنه لا بد له عز وجل فيه حكمة بالغة، وثقة المسلم بوعد الله تعالى لعباده

المؤمنين: [إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ]

(غافر: ٥١) ، [وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ] (الروم: ٤٧) ، [فَاصْبِرْ إِنَّ

العَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ] (هود: ٤٩) ، [وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا

قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ المِيعَادَ]

(الرعد: ٣١) ، [وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي

الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم

مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً] (النور: ٥٥) ... كل ذلك

يجعل المؤمن مستبشرًا بعامه الجديد مطمئنًا إلى مستقبله، متوكلاً على ربه، راضيًا

بقدره، شاحذًا همته، مستبعدًا شبح اليأس والتثبيط، [إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ

إِلاَّ القَوْمُ الكَافِرُونَ] (يوسف: ٨٧) .

سادسًا: أن كل ما سبق لا يعني عدم الاستعداد وبذل الجهد والأخذ بالأسباب

ودفع كيد الأعداء ومواجهتهم؛ فالتوكل على الله عبودية القلب، والأخذ بالأسباب

عبودية الجوارح، ومن أخل بأحدهما فقد قصر في مأمور به، بل إن استقامة

المسلم على أمر ربه تلزمه أن يجتهد ويبذل ما في استطاعته لإقامة دين الله ورفعته

ودفع فساد المفسدين في الأرض أيًّا كانوا وأينما كانوا.. إبراءً لذمته وإعذارًا إلى

ربه: [وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا

مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ] (الأعراف: ١٦٤) ، [وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ

بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً

وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ] (الحج: ٤٠) .

كما أن ذلك يدعونا إلى تحقيق أهلية العمل لنصر الله، وتحصيل شروط

التمكين، والصبر على تكاليف أداء رسالة الحق والاستقامة عليه ...

جعلنا الله وإياكم من خاصته المخلصين المستقيمين على أمره الذابِّين عن

دينه ...