للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البيان الأدبي

[رشفات من اللغة]

المحرر الأدبي

* ترجمة (استراتيجي) إلى (ارتيادي) :

إن دخول الكلمات الأعجمية في لسان أهل العربية مسألة حضارية قبل أن

تكون لغوية، ومعنى ذلك أن المسألة يجب أن تناقش من زاويتها المهمة، ولا ينظر

إليها على أنها مجرد مسألة لغوية لها سوابق؛ لأن العرب القدماء أدخلوا في لغتهم

كلمات أعجمية، فيكون إدخالها اليوم كإدخالها قديماً.

إن المسلمين قديماً هم الذين استعملوا ما شاؤوا من الكلمات الأعجمية ولم

تُفرض عليهم بعد أن ترجموا أكثرها، والذي لم يترجموه أخضعوه لقواعد لغتهم

وقوانينها، عدا القليل الذي استعملوه بلفظه العجمي.

أما الكلمات الأعجمية اليوم فمختلفة؛ فهي مفروضة على العربية فرضاً

مباشراً أو غير مباشر؛ فلهذا تراها بأعداد كبيرة جداً، إلى حدِّ تشويه العربية

وقواعدها، حتى بكى أحد أبنائها قائلاً: «لا أعرف لغة اعتُدي على شرفها كما

يعتدى على شرف اللغة العربية.... وهذا كله يقع والعرب في حرب مع اليهود

الذين أحيوا لغتهم، ومزقوا عنها الأكفان» [١] .

وهذا الفرض المباشر وغير المباشر بهذا العدد الكبير يغرس في شعور العربي

أن لغته باتت عاجزة عن احتواء المستجدات، والتعبير عن العلوم العصرية.

ولم يقتصر ذلك على مجال دون آخر، أو فن دون آخر، أو أناس دون أناس،

حتى المتعلمين والعلماء والمتخصصين.

ومن الكلمات التي استعملها العرب اليوم بكثرة كلمة (استراتيجي) التي لم

تفلح الترجمة بعدُ في القضاء عليها؛ لأسباب من أهمها عدم استعمال العرب

لترجمتها.

وعندما أرادت مجلة البيان إصدار تقرير (استراتيجي) ، رغبت في ترجمة

هذه الكلمة الأعجمية بكلمة عربية مقبولة واختار أحد الباحثين بالمجلة «محمد سعد»

أن ينسب التقرير إلى معنى الريادة ومن ثم كانت كلمة (ارتيادي) .

فالباحث (الاستراتيجي) الذي يكتب تقريراً (استراتيجياً) هو الذي يبحث

بشمول بعقله وعلمه في المستقبل عن الأفضل والأحسن والأنسب لمن يُقدِّم له

التقرير (أمةً كانت أو دولة أو وزارة....) ، ويدله على الطرق الموصلة إليه.

وهذه المعاني تناسب الارتياد، تقول العرب: رادَ فلانٌ قومَه، ورادَ لهم،

وارتادَ لهم. وأصل ذلك أن العرب كانت إذا أرادت أن تنتقل بعثت رجلاً يرتاد لها،

أي: يبحث عن أفضل الأماكن وأنسبها من حيث الكلأ والماء وغير ذلك، ثم

يعود ليدل قومه إلى هذه الأماكن، وتسمي العرب الذي يقوم بهذا العمل الرائد

والمرتاد، ومن أمثالهم: «الرائدُ لا يَكْذِبُ أهلَه» أي: لا يغشهم.

وتأمل المجلة بهذا أن تكون قد خدمت اللغة العربية، وأوجدت ترجمة مناسبة

تروق للأقلام، وتخف على الألسنة، بحيث يقال:

- تقرير ارتيادي، أي: تقرير استراتيجي.

- باحث ارتيادي، أي: باحث استراتيجي.

- وارتيادية اقتصادية، أي: استراتيجية اقتصادية.

* تنبيه:

نشكر الإخوة الأدباء واللغويين على حرصهم وتجاوبهم، ونأمل أن يراعي

المشاركون ما يأتي:

١- أن تكون المشاركة بالعربية الفصحى.

٢- ألا تزيد القصيدة على ٢٠ - ٢٥ بيتاً.

٣- ألا تزيد القصة على صفحة ونصف صفحة.

٤- ذكر اسم صاحب المشاركة، وعنوانه، وهاتفه.

٥- تنوع المشاركات ما بين قصيدة، وقصة، ومقامة، ومقالة، ومسرحية،

ودراسة ونقد.


(١) مشكلات في الحياة الإسلامية، محمد الغزالي، ص ٤٧.