للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلمة صغيرة

[أكذوبة معاداة السامية]

اليهود من أقدر الناس على تزييف الوقائع والتواريخ لصالحهم، ويستغلون

في ترويجها كل ما لديهم من إمكانات اقتصادية وإعلامية، ومن ذلك مصطلح

(معاداة السامية) ، وهي ترجمة لمصطلح إنجليزي هو (أنتي سيمتزم) مضاد

السامية.

أول مَنْ أشاع هذا المصطلح كاتب ألماني يهودي هو (ولهلهم مار) في كتابة

(انتصار اليهودية على الألمانية) ؛ حتى أصبح في عرف الكثيرين أن الساميين

ليسوا سوى اليهود، بينما المعروف لدى دارسي الأجناس البشرية أن العرب هم

أغلبية الجنس السامي، ويفترض أن تكون هذه الدعوى لهم أيضاً، لكن يهود

بخبثهم جعلوا العالم - وبخاصة الغرب الذي أذاقهم سوء العذاب لما عملوه ضده من

مكر وخديعة واستغلال - يشعر بالذنب من معاداتهم، وبخاصة فيما يسمى بـ

(الهولوكست) يعني المحرقة التي ادعو فيها أن النازيين حرقوا فيها ستة ملايين

يهودي!! ؛ وهي لعبة دعائية ما زال الألمان يدفعون ثمنها حتى الآن، بل إن

قوانين الغرب تجرّم كل من يشكك في تلك الكذبة (الهولوكست) حتى لو كانت

دراسات علمية، كتلك التي قدمها الباحث الفرنسي الشهير (رجاء جارودي) ،

حيث تناول الأساطير المؤسسة لبناء الدولة الصهيونية.

والغريب أن العرب الساميين حقاً أصبحوا ضحايا القتل والتهجير والعنصرية،

ولم تثر ضد معاداتهم تلك التهمة، بينما أدعياء السامية من شذاذ الآفاق من

الصهاينة يُزعم أنهم الساميون وحدهم، وهذا ينافي الحقائق العلمية المعروفة للجميع.

القضية مدروسة من قِبَل اليهود جيداً، ولذلك يُقفون ضد كل من يكشف

حقيقتهم؛ حتى لو كان ذلك في أعمال درامية من مثل (فارس بلا جواد) ، وأخيراً

مسلسل (الشتات) ، فـ (النصارى الصهاينة) الحاكمون في أمريكا وأوروبا

يتهمون هذه الأعمال الفنية بمعاداة السامية، لكن معاداة الساميين العرب في أفلام

ومسلسلات وأبحاث وصحف ومجلات يغض الطرف عنها؛ فأي حرية رأي

يزعمون؟!

ولا عجب في هذه التناقضات من الغرب ومن اليهود! فالمسألة عداء عقيدة

أخبرنا عنه ربنا جل وعلا: [وَلَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ

مِلَّتَهُمْ] (البقرة: ١٢٠) ، لكن العجيب أن يصبح أحباب المسيح من العرب

والمسلمين هم الأعداء، وأعداء المسيح من اليهود هم الأحبة.

ومن هنا نعرف مكر (يهود) واستغلالهم مكانتهم لترويج أكاذيبهم، وجعلهم

أعداءهم في الدين من النصارى ألعوبة في أيديهم وأنصاراً لهم.