للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متابعات

رسالة علمية في جامعة الأزهر عن:

مجلة البيان

ودورها في نشر الثقافة الإسلامية

نوقشت في جامعة الأزهر بالقاهرة رسالة ماجستير حول «مجلة البيان

ودورها في نشر الثقافة الإسلامية» تقدم بها الباحث ماهر بدر سالم حامد لنيل

درجة الماجستير من قسم الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة الإسلامية، وقد أشرف على

الرسالة الأستاذ الدكتور زكي محمد عثمان رئيس قسم الثقافة الإسلامية بالكلية،

وتمت المناقشة في يوم الأربعاء ١٦/١٠/١٤٢٤هـ الموافق ١٠/١٢/٢٠٠٣م،

بمركز صالح كامل بجامعة الأزهر.

وتكونت لجنة المناقشة من كل من الدكتور زكي عثمان مشرفاً على الرسالة،

والدكتور حسن عبد الحميد حسن عميد كلية أصول الدين بالمنوفية مناقشاً خارجياً،

والدكتور جلال سعد الدين البشار وكيل كلية الدعوة مناقشاً داخلياً.

وقد علمت المجلة خلال اتصال الباحث بها باختياره للمجلة ودورها في نشر

الثقافة الإسلامية موضوعاً لبحثه، وقد تناول الأعداد: من العدد: ١ إلى العدد:

١٥٠ التي صدرت خلال الفترة ١٤٠٦هـ إلى ١٤٢١هـ، والتي حوت أكثر من

عشرين ألف صفحة من صفحات المجلة، غاص فيها الباحث قراءة وتبويباً وتحليلاً،

وجاء بحثه مطولاً في ٦١٣ صفحة؛ وعندما سألناه عن سبب اختياره للمجلة

أجاب: «لأن المجلة بمنهجها في الطرح والمعالجة تستحق لأن تكون موضوعاً

للبحث الإعلامي» ، والباحث يُعَدُّ حديث عهد بقراءة المجلة نسبياً؛ إذ لم يكن

يعرفها قبل ست سنوات؛ لكنه أضاف أنه منذ أن عرفها حرص على الاشتراك فيها

وقراءتها بصورة منتظمة، وكانت دعوة كريمة من المشرف والباحث لأسرة

التحرير لحضور المناقشة.

وفي المناقشة أشاد أعضاء اللجنة بالبحث وبالمجلة، وكان مما قاله الدكتور

حسن عبد الحميد: «المجلة كموضوع للبحث تصلح لأن تكون موضوعاً لنيل

درجة الدكتوراه.. والحقيقة قبل أن أتحدث عن الرسالة لي كلمة موجزة عن المجلة

وهي كلمة ألفُّها في ثوب شكر للقائمين عليها، ولا أشكرهم لأنهم ضيوف فقط،

ولكن أوجه الشكر لهم أيضاً لهذا الجهد المبذول في خدمة الدعوة الإسلامية، وهو

جهد لمسته من خلال الصفحات، ولست بمتابع لهذه المجلة أو قارئ لها، وإنما

تابعتها عن كثب عندما قرأت هذه الصفحات الطوال التي أثقلني بها الباحث قراءة

وأمتعني بها فكراً. قرأت هذه الصفحات فلمست الجهد الذي بذل في هذه المجلة

والمعاناة التي عاناها الطالب في البحث وفي جمع هذه النصوص كي تخرج الرسالة

على النحو الذي خرجت عليه. والحقيقة أن هذه المجلة من المجلات القليلة في

ميدان الدعوة التي تختار موضوعاتها بعناية وتمحيص، تبدو أنها تدقق في اختيار

موضوعاتها وتراجعها مراجعة دقيقة، فتختار لها أساتذة على مستوى المسؤولية هذا

من ناحية المادة العلمية التي كتبت في المجلة، أما من ناحية الموضوعات فهي

كثيرة وثرة في مختلف الميادين: تبشير، واستشراق، وقضايا اقتصادية، وسياسية،

وتربوية، وشرعية» .

هذه الشهادة التي نعتز بها كثيراً ونحمد الله تعالى عليها نسوقها بشرى لقرائنا

الكرام الذين شاركونا رحلتنا الطويلة قراءة ونصحاً وتوجيهاً، ونحتسبها عند الله من

عاجل بشرانا بمنِّه وكرمه.

وقد استخدم الباحث ثلاثة مناهج في معالجته للمادة المنشورة هي: المنهج

الوصفي، والمنهج التحليلي، والمنهج التاريخي. ونجح الباحث من خلالها في

بلورة رؤية تبدو كلية حول منهجية المجلة في الطرح وطريقتها في العلاج وما

تميزت به من هدوء في المعالجة وعمق في التحليل وانطلاقها من منهج أهل السنة

اعتقاداً ومسلكاً، وتنظيراً وتطبيقاً؛ وقد حرر الباحث هذا في مقدمة البحث والتمهيد؛

ثم جاءت فصول البحث الستة لتبين مدى اهتمام المجلة بالمجالات المختلفة في

فصول البحث الستة:

ففي الفصل الأول: تناول الباحث اهتمام المجلة بالقضايا الدعوية من ضرورة

الاهتمام بالدعاة وإعدادهم الإعداد الجيد، وتدريبهم على أساليب الدعوة من خلال

مفهوم القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، واهتمامها بموضوع

الدعوة وما يدعو إليه الداعية، وهو دين الإسلام بخصائصه العظيمة المميزة له عن

سائر الأديان: من شموله وعمومه، ووسطيته، وجلبه للمصالح. واهتمت المجلة

بالداعي من حيث وظيفته، وعِدَّته وأخلاقه وصفاته وأبرزت أهمية أساليب الدعوة

ووسائل تبليغها، وأهم الطرق التي تؤدي إلى نجاحها وتأديتها بالوجه الصحيح.

وفي الفصل الثاني: أبرز الباحث اهتمام المجلة بمجال التربية الإسلامية

ودورها في تنشئة الجيل الصالح، وكأساس للبناء والنهوض، وأنها هي الحل

الوحيد للإنسان المسلم من أجل سعادته في الدنيا والآخرة، وعالجت القضية بطريقة

منهجية ترسم الأهداف أمام المربي وتحدد له الغاية العظمى، وتميز بين التربية

الإسلامية وبين سائر النماذج التربوية الأخرى من حيث المفهوم.. والخصائص..

والغاية.. والوسائل.. والأساليب.

وفي الفصل الثالث: تناول معالجة المجلة لعدد من الأمراض الاجتماعية التي

تئن منها مجتمعاتنا الإسلامية ممثلاً لذلك بمعالجة قضية البغاء، وقضية تبرج النساء

واختلاطهن بالرجال، ومشكلة شرب الخمور وتعاطي المخدرات، والتعليم المختلط

وما يترتب على ذلك من فساد خلقي واجتماعي، وكذلك مسألة التقليد الأعمى وفتنة

مسايرة الواقع. وفي المقابل دعت لارتداء المرأة للحجاب كجزء رئيس من حل

المشكلة الأخلاقية، وعالجت قضية تعدد الزوجات بما يحقق الحكمة من تشريع

التعدد ويلجم خصوم الإسلام.

وفي الفصل الرابع: تناول معالجة المجلة للقضايا الاقتصادية والذي تمثل في

نقد المجلة للمذهبين الرأسمالي والاشتراكي من معالجتها لأطروحاتهما وما ينجم

عنهما من إشكاليات معاصرة مثل النظام المصرفي الربوي والتأمين، ومعالجة

المجلة لمسألة التبعية الحضارية التي تولد التخلف.

وفي الفصل الخامس: أبرز الباحث جهود كُتَّاب المجلة في الجانب الفكري

ومثل له بالإسهامات في دفع مخاطر الاستشراق والتنصير والتيارات والأفكار

المنحرفة كالعلمانية والماسونية، والغزو الفكري الذي بات يتهدد الأمة في دينها

وهويتها ومستقبلها.

وفي الفصل السادس: ركز الباحث على معالجة المجلة لقضايا الواقع

السياسي مركِّزاً على موضوعين هما: القضية الفلسطينية، وقضايا الأقليات

الإسلامية في العالم؛ وعدّ مجلة البيان منبراً من المنابر التي يوجه منها علماء الأمة

الإسلامية كلمتهم إلى المسلمين كافةً. فتعددت المقالات، والدراسات الموثقة،

والقصائد الشعرية، والبيانات شديدة اللهجة حول قضية فلسطين وما يدور حولها من

أحداث.

ورأى الباحث أن المجلة أسهمت إلى حدٍ كبيرٍ في تحريك الرأي العام العربي

والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية من الزاوية الدينية والجغرافية والتاريخية.

ثم ختم الباحث بحثه بخاتمة ذكر فيها أهم ما توصل إليه من نتائج، كما ذكر

عدداً من التوصيات التي تصب في نشر الثقافة الإسلامية ودورها في حماية

المجتمعات وأمانها، ودور الإعلام الإسلامي في هذا الباب. وكنا نود أن يخص

المجلة ببعض من هذه التوصيات التي يمكن أن تنمي دورها في المستقبل من واقع

دراسته التي فرغ لها قرابة ثلاثة أعوام من عمره.

ومع أن الباحث ألزم نفسه ذكر ما للمجلة وما عليها، إلا أنه أسهب وأطنب

في ذكر ما للمجلة؛ وهو مشكور على ذلك؛ لكنه أوجز في ذكر ما عليها بل كانت

تأخذه الشفقة وربما الحياء في توجيه النقد للمجلة وذِكْر ما عليها، كما أشارت إلى

ذلك لجنة المناقشة. والمجلة وهي تبدي حرصها على ما يسد النقص ويرشد إلى

العلاج لتشد على يد الباحث قدر ما تسمح ظروفه وتسنح بادرته أن يعيد النظر فيما

يمكن أن يراه مفعِّلاً ومكمِّلاً لدور المجلة.

وتغتنم الفرصة في أن تنقل اقتراحاً من أحد المحبين الكرماء المهتمين بالمجلة

في أن تخصص مجموعة من الأبحاث للمجلة؛ بحيث يفرد لكل باب من أبواب

المجلة رسالة تفصل ما أجمله الباحث، كدور المجلة في ترسيخ منهج أهل السنة

والجماعة في العقيدة والسلوك، أو دورها في مواجهة الغزو الفكري والمذاهب

والتيارات المنحرفة، ودروها في تبصير المسلمين بحاضرهم وهكذا.. بحيث

تتوفر رؤية نقدية لجهود المجلة وتسديدها في كل باب من أبوابها على حدة؛ إذ هي

جهود بشرية تضعف بضعف أصحابها وتقوى بعون الله ثم بتسديد المخلصين

ونصحهم؛ فرحم الله امرأ أهدى إلينا عيوبنا.

لساعات ثلاث استمرت المناقشة خلت بعدها اللجنة للمداولة والحكم لتعلن في

الختام منح الطالب ماهر بدر سالم حامد السعودي الجنسية درجة الماجستير بتقدير

ممتاز في الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة الإسلامية.

وقد حضر المناقشة لفيف من الأساتذة والعلماء، والدعاة والمثقفين وكان من

بين الحضور الدكتور محمد العقيل الملحق الثقافي السعودي بالقاهرة، والدكتور

طلعت عفيفي عميد كلية الدعوة، والدكتور إبراهيم الجيوشي العميد الأسبق بالكلية،

والأستاذ السيد أحمد عبود الأمين المساعد لجامعة الأزهر لشؤون التعليم في

الدراسات العليا.