للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمون والعالم

عقلية «يسقط» و «يعيش»

وثمار موسم التيه العربي والعراقي

عصام حسن [*]

esam١٢٦@hotmail.com

كنا نتصور أن كلمتي «يسقط» و «يعيش» قد اختفتا من الحياة السياسية

العراقية، فيما بات يعرف هذه الأيام بالعراق الجديد.

والسبب أن هذا «النَّفَس» بفتح النون والفاء فيه نزعة استئصالية للرأي أو

الطرف الآخر، بغض النظر عن أحقية هذا الطرف أو ذاك، أو صوابية المواقف

المتخذة.

والمتابع للعمل السياسي العراقي وحتى العربي المعارض طيلة العهود السابقة،

يجد أنه كان «مكملاً» من وجه لممارسات السلطات الحاكمة التي ما فتئت تقسّم

الشعب العراقي بين موالٍ للحكومة يجب أن يحتضن ويُدعم بشتى الإمكانيات، وبين

معاد لها لا معارض يجب استئصال شأفته وتدميره.

بعض الممارسات التي تتم في الساحة العراقية لا زالت تذكرنا بـ «عقلية»

الأنظمة السابقة، (من ليس معنا فهو علينا) ؛ فالحراك السياسي الحالي محكوم

بهذه الطريقة من التعاطي السياسي بين العراقيين، ولا بد أن نتمرن في التخلص

من هذه الحالة ويتحمل بعضنا للآخر، إذا قدر لنا أن نعيش جميعاً تحت سقف هذا

الوطن.

وإلا فإن اختلافاً يحدث بين طلبة واعين لا بد أن تحسمه الشرطة حول رفع

«علم» أو «صورة» أو «لافتة» ظاهرة تكشف أننا لم نتخلص بعدُ من

تلك التركة الثقيلة، وأخشى أن تنعكس على بقية الممارسات السياسية.

والطلبة - كبقية الناس - بحاجة إلى من يقتدون به من السياسيين، ليوسعوا

صدورهم، ويتحملوا الرأي الآخر والتصرف الآخر، وعندما لا يجدون تلك القدوة

فإنهم يستصحبون الحالة القديمة في «طرد» الرأي الآخر والموقف الآخر؛ ومن

يدري لعل بعضهم يغذي نزعة «التصدي» و «استعراض العضلات» ، ليحقق

مكاسب على الأرض طالما الأجواء مساعدة في موسم «التيه» .

ربما تسمية الأمور بأسمائها ستكون «توضيحاً للواضحات» ، ولكننا إذا

نظرنا إلى خارطة العراق وربما أماكن من العالم العربي فسنجد هذه الظاهرة تكرر

نفسها، في هذه المحافظة أو تلك، مع استبدال «العلم» باللافتة والصورة

بالمنشور.

بعضهم في عجالة من أمرهم، يحاولون «الحصاد» - بلا رحمة - وكأنهم

في سباق ماراثوني محموم مع الزمن؛ ليت هذا «الاهتمام» بالزمن كنا قد

«ابتلينا» به من قبل بأبعاده الإيجابية وليس الموسمية! عندها كنا نوفر الكثير

من الوقت والجهد والأموال والأنفس.


(*) سياسي إعلامي عراقي.