للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نداء من جبهة تحرير مورو الإسلامية]

رئيس جبهة تحرير مورو الإسلامية

سلامات هاشم

تواصل جبهة تحرير مورو الإسلامية جهودها في تصعيد عملية الدعوة إلى

الله والجهاد في سبيل الله، وقد ذكرنا في تقاريرنا السابقة أن قوى الكفر والإلحاد قد

اتفقت على حرب الجماعات الإسلامية المجاهدة التي تقودها جبهة تحرير مورو

الإسلامية، ويتعاون هؤلاء الكفار والملحدون مع العناصر العلمانية والوطنية الذين

يلبسون لباس الإسلام أمام المسلمين لخداعهم والاستهزاء بهم كما في قوله تعالى:

[وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا، وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ] .

وإذ نجاهد في سبيل الله ضد هؤلاء الأعداء نستخدم جميع الأساليب المناسبة

وكافة وسائل الجهاد اللازمة فنجاهدهم بالمال والنفس كما نجاهدهم باللسان والبنان

وإننا نخوض المعارك ضد هؤلاء الأعداء في ميادين الحرب الثقافية والاجتماعية

والسياسية والاقتصادية والإعلامية والنفسية إضافة إلى الحرب بالسلاح.

ولاشك أن أقوى سلاح لمواجهة هؤلاء الأعداء في الميادين الحربية المذكورة

هو سلاح الإيمان والتقوى والعلم والمعرفة إضافة إلى السلاح الحربي التقليدي

كالبنادق والمدافع وأمثالها.

لذلك تبذل الجبهة الإسلامية جهودها في الدعوة ونشر الوعي الإسلامي بجانب

نشر العلم والمعرفة والثقافة الإسلامية والعربية، وللجبهة أجهزة خاصة لهذه

المهمات النبيلة وتشرف على عدد كبير من المساجد والمعاهد والمدارس كما تشرف

على عدد كبير من الدعاة والأئمة والمربين والمدرسين والمعلمين، وتعمل على رفع

مستواهم العلمي والثقافي والفكري، وتدربهم على ممارسة الحياة الإسلامية

الصحيحة، وتقوم بنشاطات متنوعة كعقد الندوات الدينية والعلمية والثقافية وإقامة

المخيمات الإسلامية وغير ذلك من النشاطات التي تعين على تحقيق أهداف الدعوة

والجهاد.

وقد أقامت الجبهة مخيماً إسلامياً كبيراً هذا العام في قاعدة أبي بكر الصديق

حيث مقر القيادة العامة للدعوة والجهاد، وحضر المخيم أكثر من مائتين من قادة

الجهاد ورجال الدعوة والتربية والتعليم، وغيرهم من الشخصيات الإسلامية الذين

أتوا من جميع أنحاء بانجامورو، واشترك في إلقاء المحاضرات بعض الأساتذة

والدكاترة من البلاد الخارجية - أي خارج الفلبين - وبانجا ومورو، وكان موضوع

المخيم: القيادة الإسلامية الصحيحة، وقد اخترنا هذا الموضوع لأهيمة القيادة

الإسلامية الصحيحة في توجيه المجتمع إلى المنهج الإسلامي الصحيح، وناقش

الحاضرون أهمية القيادة والفرق بين القيادة الإسلامية الصحيحة والقيادات الأخرى

بما فيها القيادات العلمانية والوطنية والقومية التي لا تهتم بالدين بل تبتعد عنه

وتهمل الجانب الروحي، كما ناقشوا أسباب انحراف القيادات في المجتمعات

الإسلامية.

والجبهة تهتم بهذا الأمر لأنها ترى أن سبب عدم تطبيق الحكم الإسلامي

الصحيح في بلاد المسلمين هو وجود حكام فاسدين وقيادات غير إسلامية أو منحرفة

في هذه البلاد، ولابد من تصحيح هذا الوضع وتجنب حدوثه وخاصة في البلاد

التي يجاهد أهلها ويعملون على إعادة بناء مجتمعهم ليكون مجتمعاً إسلامياً صحيحاً.

وبعد انتهاء المخيم الإسلامي مباشرة عقدت الجبهة دورتها السنوية الثامنة في

نفس المكان وحضرها جميع أعضاء مجلس الشورى وممثلوا المقاطعات

والمحافظات المختلفة في بلاد مورو، وذلك لمراجعة القرارات السابقة ووضع خطة

مناسبة لمواجهة الظروف الحالية، وكانت للجبهة برامج إسلامية وسياسية

واقتصادية واجتماعية وتربوية شاملة، وتتلخص فيما يلي:

١- التحول الإسلامي (أي تحويل المجتمع في المنطقة إلى مجتمع إسلامي

صحيح) .

٢- الاكتفاء الذاتي، على الأقل في المواد الغذائية والحاجات الضرورية

الأخرى.

٣- رفع مستوى التنظيم والكفاءة القيادية والإدارية علماً بأن للجبهة حكومة

موازية لحكومة العدو.

٤- إنشاء قوات إسلامية مسلحة قوية في إيمانها وتنظيمها ونظامها وأجهزتها

الحربية، وكفاءتها القيادية والقتالية.

٥- تحرير أرض مورو.

٦- إقامة حكم إسلامي وتطبيق شريعة الله.

وقبل الختام نكرر نداءنا الموجه إلى الأخوة في الإيمان المهتمين بأمر إخوانهم

وبالقضايا الإسلامية، إننا نناديهم للوقوف بجانب إخوانهم في الدين الذين يجاهدون

في سبيل الله ويخوضون معارك مصيرية ضد الهجمة الصليبية الشرسة، وضد

القوى الموالية للاستعمار الغربي والشرقي، وهي تعتبر الحرب الواقعة بين

المسلمين والنصارى فرصة يلزمها انتهازها لبسط نفوذها وسيطرتها على المسلمين.

إننا نناديهم للوقوف مع إخوانهم المسلمين الصامدين أمام أعداء الله في هذه

المنطقة بما فضل الله عليهم من مال أو عالم أو فكرة أو خبرة، وما إلى ذلك لينالوا

الثواب العظيم عند الله مع إخوانهم المجاهدين في سبيل الله لإعلاء كلمته.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.